جواد العناني يودّع قرّاءه
ليس هنالك صحيفة أردنية يومية لم أكتب بها. وقد بدأت الكتابة بمجلة المنهل التي كانت تصدرها الكلية العلمية الإسلامية، وفي السنة الأخيرة من دراستي الثانوية صرت رئيسا لتحريرها
وقد كتبت في صحف الدستور، والرأي، والشعب، وصوت الشعب، والأسواق، والغد، والجوردان تايمز، وحتى جريدة الحوادث الأسبوعية التي أصدرها محمد المسلماني. وكتبت في عدد من الصحف العربية مقالات أسبوعية مثل الأهرام الدولي، والحياة اللندنية، والقدس في القدس، والبيان الإماراتية، والعربي الجديد اللندنية والتي ما أزال أكتب فيها
وقد مضى على كتابتي الآن في صحيفتي الغد والجوردان تايمز عدد من السنوات انقطعت عن الكتابة فيها العام 2016 بسبب دخولي حكومة الدكتور هاني الملقي لعدد من الأشهر. وبعد مغادرتي لها بفترة وجيزة عدت للكتابة
وأنا أعطي مقابلات لعدد كبير من الصحف العالمية ومحطات التلفزة المحلية والعربية والإقليمية والدولية. وبحد أقله ثلاث مرات كل أسبوع
وقد أدى بي هذا الأمر إلى أن أبقى مستنفراً دائماً، ومتابعاً لتطورات الأخبار على وسائل التواصل الاجتماعي، ومحطات التلفزة العالمية. وأشاهد كل يوم على الأقل في فترات الصباح من (6-10) نشرات أخبار، وعدداً من البرامج الإخبارية الشهيرة. وأتابع التطورات الاقتصادية والتعليقات والمقالات والدراسات التي تكتب عنها
وأنا أشارك على الأقل في عشر ندوات شهرياً في الأردن، والوطن العربي والعالم. وأدعى لأحاضر في مؤتمرات كثيرة، وندوات علمية، وكثير منها اضطر للاعتذار عنه بسبب السفر وضيق الوقت
لن أتوقف عن المتابعة والمشاركات العلمية. ولكنني سأتفرغ للتدريس لطلبة الماجستير في كلية طلال أبو غزالة للابتكار، وسوف أكمل مشروعات الكتب التي بدأتها واحداً تلو الآخر. وقد بدأت العمل على مشروع كتاب عن بعض مقالاتي وأبحاثي المنشورة مبوبة حسب موضوعاتها. وسوف يليه كتاب عن الاقتصاد الاردني منذ العام 1967 وحتى الآن. وكتاب آخر عن ذكرياتي مركّزاً على الـ (25) سنة الأخيرة من القرن العشرين، وسوف أكتب كتابين واحدا عن الراحل العظيم الملك الحسين بن طلال، وآخر عن الملك عبدالله الثاني أطال الله عمره
لقد صاحبت أجبالاً كثيرة في الأردن، وتعرفت إلى كثير من الناس من قادة دول إلى رؤساء حكومات إلى مشاهير من الكُتّاب إلى كثير من المبدعين في الفن والموسيقا والأدب والشعر. وأنعم الله علي بزيارة أكثر من مائة دولة، ولي أصدقاء في كل أنحاء العالم. وعرفت الحياة بحلوها ومرّها
آن الأوان أن أحدد أولوياتي في الحياة، وأن أكتب للأجيال القادمة ما أرى أنه إنتاج علمي متوازن تحليلي. وفي هذا الصدد، ينطبق عليّ ما قاله شوقي في قصيدته سلوا قلبي :
جَنَيْتُ بروضها ورداً وشوكاً
وذقتُ بكأسِها شهداً وصابا
فلم أرَ غير حكم الله حكماً
ولم أرَ دون باب الله بابا
آن الأوان أن أعتذر من قرائي في صحيفة الغد عن الكتابة، وأن أعطي نفسي استراحة المحارب حتى يُحدِث الله أمراً فإما أن أعود لاحقاً، أو أوغل في غابة أخرى من الأحداث والأفكار والتطورات
وحتى نلتقي سلام الله عليكم، وحفظ الله وطننا الأردن وسائر بلدان العرب بالخير والرفاه والأمان
الغد