الباشا بلا عمل!
مدار الساعة - كتب عبدالحافظ الهروط - دلفت إلى مكتب الباشا مروان قطيشات، الذي ان كنت شاهدته مرة، الا ان دخولي مكتبه للمرة الأُولى، يعني الف مرة.
بادرني بتحية جميلة، يفترض ان تكون مني، وغمرني بلطف، قلت في نفسي هنيئاً للذين يعرفونه، او من ترتبط لهم به علاقة، او هو مسؤول عنهم؟
أخي الكريم، كلنا في خدمة الوطن، وأظن انه عندما قالها، لأنه أحسن المسؤولية، وجعل من دائرة الأحوال المدنية والجوازات، مؤسسة تستحق الجائزة.
مدح المسؤولين،في هذا الزمن كارثة، واعتقد ان لم اكن جازماً انه ما من مسؤول في الاردن، الا مسخوط عليه، فقد اختلط الحابل بالنابل، فكيف اذا كان المسؤول فاسداً او عاث في مسؤوليته فساداً ادارياً ومالياً، او كان ظالماً وقاسياً بحق العاملين في المؤسسة او الوزارة وأي مسمى آخر؟!
ابو عدي ليس متسلطاً، والا لما نجح في مسؤولياته، في كل المواقع التي شغلها، ولو كان فاسداً - لا قدّر الله -، لما اجمع عليه معظم الذين عرفوه، بالتقدير والاحترام والاشادة، وحتى لا اقول كل الناس.
دافئ اللسان، حتى لا تكاد تسمع صوته وهو يحدثك، وبعيد عن الثرثرة والضجيج والاستعراض، لأنه أوجد بيئة تعمل بصمت، اما المراجع فهو عنده على حق.
قد يكون الباشا تجاوز في اجتهاده، بعض الأمور الاضطرارية، لتنجز معاملات بعض الافراد من عامة الناس، متحملاً المسؤولية لانجازها على وجه السرعة.
رغم أزمات المعاملات التي لم تقتصر على الاردنيين، وقد بات الاردن مجمع العالم العربي، اذ يكفي ما يواجهه هذا البلد العروبي من هجرات، الا ان الطريق الى دائرة الأحوال المدنية والجوازات ظلت سالكة، وإن استثنينا اسطول المركبات الذي يطوّق الدائرة، كما يطوّق السوار المعصم.
مهما تحدثنا عن الباشا مروان وأفردنا له مقالات ومساحات، فلن ننصفه، لأن الكلام سهل، فيما الرجل كان في دائرة الحدث وعجلة العمل حتى غادر موقعه بكل رضا ضمير ومسؤولية وطنية نظيفة.
هل يخلد الباشا الى الراحة، لا أظن فمثل هؤلاء المحاربين، لا استراحة لهم، وان القوا بعد هذه السنين الطويلة المتعبة، غفوة، الا ان قلوبهم تظل معلقة بالوطن الذي نذروا أنفسهم لخدمته وخدمة شعب لم يخذل بلده يوماً.
وداعاً أبا عدي وأهلاً بالباشا فواز الشهوان، الذي سيكون لنا معه لقاء ان شاء الله.