قمة عمان.. آمال تنهي الآلام
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/26 الساعة 00:56
يسجل الأردن للتاريخ أنه سيضم في أحضانه مؤتمر القمة الذي سيجمع غالبية القادة والزعماء العرب عدا عمن منعته ظروفه الصحية عن الحضور، وستنعقد القمة على مستوى القادة في أحلك وأضنك ظرف تمر به الأمة العربية، فبين الركام والآلام والمعارك الطاحنة والخلافات الداخلية والتدخلات الخارجية وغياب أنظمة وصعود أخرى، يثبت الأردن أنه كما عهده بالوفاء للأمة العربية والأشقاء جميعا،بيت الجميع الذي يأملون منه التوصل لبداية حل لمشاكلهم على الأقل، وأكثر من ذلك البدء بداية جديدة تعظّم مصالح الشعوب التي أتعبها الخلاف وأرهقتها السياسة، ولهذا يسجل للملك عبدالله إنجازه لرؤيته بضرورة إجتماع القادة العرب لتتلاقى الوجوه وتتعانق العواطف ويغسل العتب القلوب، ولهذا أصرّ جلالته على إستضافة القمة أملاً في رأب الصدع ووضع نهاية لآلام المشردين وسفك الدماء وإنقاذ عالمنا العربي مما هو أخطر.
لا يمكن لقمة عمان أن تكون «جاهة صلح»ولا يملك أحد عصا سحرية لحلّ مشاكل مزمنة محسوسة وغير ملموسة، ولكن التأكيد العربي على حضور القمة،وما سبقها من جهود ملكية لتقريب وجهات النظر وفتح قنوات الحوار العقلاني، يمكنه التأسيس لمرحلة قادمة، يمكن رسم سياساتها وخطط الخروج من المأزق العربي الذي يحاصر مستقبل هذه الشعوب والدول،خصوصا بعد سنوات من الحرب المدمرة في سوريا والصراع الكارثي في اليمن وليبيا،والوضع المعقد في العراق، والنفوذ السياسي الإيراني الذي سيطر على سياسات وقرارات في المنطقة العربية، فيما قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية، أصبحت قضية ثانوية،ستعيدها عمان للسطح والتأكيد على الحق الفلسطيني وحماية القدس.
تاريخيا وللأسف، تخلى الشعب العربي عن آماله الكبيرة في اجتماعات القمم العربية، بل إن بعضها كان وبالاً على بلادنا نتيجة الخلافات البينية والتمترس القيادي لتركيع أو تطويع دول وأنظمة أخرى، ما جعل بلادنا ساحة للجيوش العالمية، فإحتلال العراق وحلّ جيشه وإسقاط نظامه كان أكبر مثال يشهده تاريخنا لبشاعة العناد و الرأي الواحد والرؤية المعدومة لدى قيادات سلفت وبادت، ومنذ ذلك الحين فُتحت بوابة الجحيم، وتفجرت حمم الإرهاب والقتل على الهوية الدينية والإجتماعية، وقتل وشرد ملايين الأبرياء بلا ذنب، فقط لأن أحدهم يريد أن يبقى زعيما حتى الأبد.
لهذا يجب أن لا نحمّل قمة عمان أكثر من الأمل بالواقع العربي، وأي نجاح يسجل هو الذي يصنعه القادة، وهم يعلمون أنهم أصحاب القرار الأول والأخير في رأب الصدع والوطء على الجراح و نسيان الماضي بما يحمل من ذاكرة يرسم ضغائنها الشيطان، فلينظر الجميع الى بعد ثلاثين عاما أين سيكونون،وما هم صانعون، وماذا سيكتب عنهم التاريخ، وماذا ستحمل الأجيال القادمة عنهم وعنا جميعا من أفكار وتسجيلات، وعلى ماذا أنفقت الثروات وماذا حقق الجميع من تنمية بشرية وتعليمية وصحية، وهل قفزنا الى الأمام أم «شفطتنا» آلة الزمن الى بداية القرن العشرين أو أكثر ؟
علينا أن لا نلوم الشعوب،فهي متأثر يستجيب للمؤثر،ولعلنا فتحنا أعيننا منذ قمم عقد الثمانين من القرن الماضي على موقف عربي موحد، وقرارات كانت على مستوى المسؤولية، ولكن منذ بداية التسعينات بدأ التقهقر، وأزلفت الخلافات للمغرضين، واليوم على الجميع أن يعلموا أن لا نهاية لمأساة الشعوب في سوريا وليبيا واليمن والعراق إلا باتفاق القادة على اختلاف أيديولوجياتهم وسياساتهم ومواقفهم، وليدرسوا التاريخ جيدا فأخطاؤه هي أكبر معلّم.
فأول مؤتمر قمة عربي كان «مؤتمر أنشاص» 1946 الذي عقد في مصر وحضره زعماء الدول العربية المؤسسون للجامعة العربيةوهم:الملك فاروق مصر،والملك عبدالله بن الحسين الأردن،وشكري القوتلي سوريا،والأمير سعود بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية،والأمير عبدالإله بن علي وصي عرش العراق،وبشارة خوري أول رئيس للبنان،وممثل الإمام يحي اليمن، وكانت رسالة القمة هي مقاومة الهجرة اليهودية الى فلسطين أهلها والمحافظة على أرضهم واستقلال البلدان العربية المستعمرة، والعمل الجاد لرفع سوية الشعوب العربية تعليميا وثقافيا واقتصاديا لمواجهة أعدائهم.
اليوم وبعد واحد وسبعين عاما من أنشاص لا زال العرب ينتظرون الخلاص،والحقيقة أن المفاتيح بين أيديهم،فهل يفتحون صناديق القلوب ويعترفون أن أمتهم وتاريخهم وجغرافيتهم ولغتهم وأعداءهم وآمالهم ومستقبلهم هي وحدة واحدة لاتتجزأ، وعليها تعتمد إرادتهم الحرة وهي الخلاص، وبثرواتهم البشرية والمالية لا بثوراتهم وديونهم المرهقة يستطيعون التخلص من إعاقة الزمن ويحلون لغز التاريخ بكلمة واحدة العرب للعرب ولا نقول:نفط العرب للعرب حتى لا نختلف.
الراي
لا يمكن لقمة عمان أن تكون «جاهة صلح»ولا يملك أحد عصا سحرية لحلّ مشاكل مزمنة محسوسة وغير ملموسة، ولكن التأكيد العربي على حضور القمة،وما سبقها من جهود ملكية لتقريب وجهات النظر وفتح قنوات الحوار العقلاني، يمكنه التأسيس لمرحلة قادمة، يمكن رسم سياساتها وخطط الخروج من المأزق العربي الذي يحاصر مستقبل هذه الشعوب والدول،خصوصا بعد سنوات من الحرب المدمرة في سوريا والصراع الكارثي في اليمن وليبيا،والوضع المعقد في العراق، والنفوذ السياسي الإيراني الذي سيطر على سياسات وقرارات في المنطقة العربية، فيما قضيتنا الأولى القضية الفلسطينية، أصبحت قضية ثانوية،ستعيدها عمان للسطح والتأكيد على الحق الفلسطيني وحماية القدس.
تاريخيا وللأسف، تخلى الشعب العربي عن آماله الكبيرة في اجتماعات القمم العربية، بل إن بعضها كان وبالاً على بلادنا نتيجة الخلافات البينية والتمترس القيادي لتركيع أو تطويع دول وأنظمة أخرى، ما جعل بلادنا ساحة للجيوش العالمية، فإحتلال العراق وحلّ جيشه وإسقاط نظامه كان أكبر مثال يشهده تاريخنا لبشاعة العناد و الرأي الواحد والرؤية المعدومة لدى قيادات سلفت وبادت، ومنذ ذلك الحين فُتحت بوابة الجحيم، وتفجرت حمم الإرهاب والقتل على الهوية الدينية والإجتماعية، وقتل وشرد ملايين الأبرياء بلا ذنب، فقط لأن أحدهم يريد أن يبقى زعيما حتى الأبد.
لهذا يجب أن لا نحمّل قمة عمان أكثر من الأمل بالواقع العربي، وأي نجاح يسجل هو الذي يصنعه القادة، وهم يعلمون أنهم أصحاب القرار الأول والأخير في رأب الصدع والوطء على الجراح و نسيان الماضي بما يحمل من ذاكرة يرسم ضغائنها الشيطان، فلينظر الجميع الى بعد ثلاثين عاما أين سيكونون،وما هم صانعون، وماذا سيكتب عنهم التاريخ، وماذا ستحمل الأجيال القادمة عنهم وعنا جميعا من أفكار وتسجيلات، وعلى ماذا أنفقت الثروات وماذا حقق الجميع من تنمية بشرية وتعليمية وصحية، وهل قفزنا الى الأمام أم «شفطتنا» آلة الزمن الى بداية القرن العشرين أو أكثر ؟
علينا أن لا نلوم الشعوب،فهي متأثر يستجيب للمؤثر،ولعلنا فتحنا أعيننا منذ قمم عقد الثمانين من القرن الماضي على موقف عربي موحد، وقرارات كانت على مستوى المسؤولية، ولكن منذ بداية التسعينات بدأ التقهقر، وأزلفت الخلافات للمغرضين، واليوم على الجميع أن يعلموا أن لا نهاية لمأساة الشعوب في سوريا وليبيا واليمن والعراق إلا باتفاق القادة على اختلاف أيديولوجياتهم وسياساتهم ومواقفهم، وليدرسوا التاريخ جيدا فأخطاؤه هي أكبر معلّم.
فأول مؤتمر قمة عربي كان «مؤتمر أنشاص» 1946 الذي عقد في مصر وحضره زعماء الدول العربية المؤسسون للجامعة العربيةوهم:الملك فاروق مصر،والملك عبدالله بن الحسين الأردن،وشكري القوتلي سوريا،والأمير سعود بن عبدالعزيز ولي عهد السعودية،والأمير عبدالإله بن علي وصي عرش العراق،وبشارة خوري أول رئيس للبنان،وممثل الإمام يحي اليمن، وكانت رسالة القمة هي مقاومة الهجرة اليهودية الى فلسطين أهلها والمحافظة على أرضهم واستقلال البلدان العربية المستعمرة، والعمل الجاد لرفع سوية الشعوب العربية تعليميا وثقافيا واقتصاديا لمواجهة أعدائهم.
اليوم وبعد واحد وسبعين عاما من أنشاص لا زال العرب ينتظرون الخلاص،والحقيقة أن المفاتيح بين أيديهم،فهل يفتحون صناديق القلوب ويعترفون أن أمتهم وتاريخهم وجغرافيتهم ولغتهم وأعداءهم وآمالهم ومستقبلهم هي وحدة واحدة لاتتجزأ، وعليها تعتمد إرادتهم الحرة وهي الخلاص، وبثرواتهم البشرية والمالية لا بثوراتهم وديونهم المرهقة يستطيعون التخلص من إعاقة الزمن ويحلون لغز التاريخ بكلمة واحدة العرب للعرب ولا نقول:نفط العرب للعرب حتى لا نختلف.
الراي
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/26 الساعة 00:56