الإرادة تصنع المستقبل التربية والتعليم نموذجاً

مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/25 الساعة 20:25
ليس وهماً او حديث مجالس ان الاصلاح الشامل طريقه إصلاح التربية، وليس تنظيراً او ضرباً في الرمل ان المعلم أساس التغيير وعماد النموذج التربوي الذي نصبو إليه جميعاً، وأن أدوار المعلم المتغيرة والقائمة على الأخذ بكل منجز جديد هي البوصلة التي يستطيع الباحث ان يهتدي إلى طريقه عبرها، وهذا يستدعي ان ننظر إلى المعلم وظروفه النفسيه والاقتصادية والاجتماعية نظرة جديده كي نضع خطواته على طريق جديد أساسه مناهج وكتب مدرسية تماشي العصر الجديد الذي ضيق المسافات بين المدن والقرى بل وبين القارات والكواكب فمن بديهيات العلم ان من يجب ان يحمل لواء التغيير يجب البدء منه في احداث التغيير ورفع شأنه وتحقيق الحياة الكريمة له ولاسرته واعداده تأهيلاً وتدريباً كي يتمكن من صنع العقل الجديد الذي يقبل الآخر ويقبل التعدديه ويتعرف وطلابه معه الى مضامين الحرية المسؤوله وحدودها ومتى تنتهي حرية الافراد ومتى تبدء حرية المجتمع.

إن ماسبق يحتاج الارداة الصلبة عند كل اصحاب القرار في وطن الاحرار وطن الثورة العربية الكبرى التي انطلقت لتحرر الارض والانسان، وانطلقت بحثاً عن التغييروصنع المجد، واعتقد ان ال هاشم الاطهار قد قطعوا شوطاً كبيراً في التحول الى دولة مدنية اساسها العلم والعمل ودولة المؤسسات والقانون ، ولان التربية شاغلهم وهم ينظرون الى الشباب ونقوصهم عن لعب أدوار في المجتمع السياسي والتحول الديمقراطي، كان الاندفاع برعاية ملكية سامية ان التغيير في قطاع التربية والتعليم يجب ان يكون كاملاً وشاملاً ليحقق المطلوب منه، فالغرفة الصفية ليست جاذبة للطالب او المعلم وتتطلب مبادرة طلابية تقدم صفي أجمل، والمجتمع يجب ألا يقف متفرجاً بل ان اموال القطاع الخاص يجب ان تصب في صندوق تطوير للتعليم ففي تحسين البيئة التعليمية دفعاً للاقتصاد وجلباً للاستثمار وبهذا فهم رابحون وعلى رأس هذه القطاعات التي يجب ان تقدم الملايين للمعلم والتربية وللمدارس لتحسين بيئتها البنوك والشركات الكبرى، فالتطرف والكراهية والبروقراطية المقيته لن ينتهي بالقضاء على التنظيمات الارهابية المنتشرة على تلك الارض وسواها فالفقر والبطالة والجهل الثقافي سيصنع المزيد من التطرف ان لم يحتوي الكتاب المدرسي مزيداً من قيم الحرية والديمقراطية، وهنا اشجع الفكرة القائلة بان مركزا وطنياً للمناهج سيحدث فرقاً فقديماً قالت العرب :((أخذ القوس باريها)) ، ولكن هذا وحده لن يكون كافياً ان لم يصاحبه نظرية متكاملة للتغيير بعناصر فلسفية ذات امتدادات فكرية اقتصادية وسياسية واجتماعية تنهض بالمجتمع ككل وتكون ارادة التغيير في قطاع التربية والتعليم هي الاساس والمركز.

ان عملية التنمية والتطويرتتطلب استغلالاً للموارد الهائلة لوزارة التربية والتعليم بالانتقال من دورها التقليدي الى دور مؤسسي يمتد على ساعات اليوم بدور مجتمعي خلاق . لتنتشر ثقافة التعليم المستدام اساتساً للتنمية المستدامه والاقتصاد الخلاق الذكي مسترشدين بفكر القائد المعزز عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه الله ورعاه، حتى يتحقق للاردن نموذجاً تربوياً ليس نقلاً عن أحد وانما تعبيراً عن مجتمع فتي يصنع مجده بيده.

إن من يريد ان يوصل السفينة العلمية التربوية الى بر الامان، عليه ان يَدرس ويمحص ويبحث لوضع السياسات الكفيلة بأن تغدو الوزارة شجرة وارفة ثمارها زكية تنهض بالوطن والمواطن , وتضع البلد في مصاف الدول المتقدمة ، غير ناسٍ تفشى الارهاب الطائفي والعرقي بكل اشكاله في المنطقة والعالم وضرورة احداث نقله تربوية في المفاهيم تستند الى اركان توعوية اقتصادية وسياسية واجتماعية لاعادة صياغة الخطاب بما ينسجم وتعقيدات المشهد العالمي والاقليمي والوطني، مع اعادة النظر جدياُ بطرق التعليم وطريقة الاستفادة من وسائل الثورة المعلوماتية علمياً وتوجيهها في اتجاهها الصحيح، فقد كانت المعالجات في السابق انتقائية واحدثت اختلالات كبيرة في البلاد وعلى العباد، وانا لا استسهل الامور بل اقول ان طريق الالف ميل تبدأ بخطوة ولكنها هذه المرة يجب ان تكون في الاتجاه الصحيح.
مدار الساعة ـ نشر في 2017/03/25 الساعة 20:25