تحدي السياحة القادم
تطورات مثيرة على خارطة السياحة في المنطقة، فمن كان يتصور أن تتحول دول تعتمد على النفط كقوة اقتصادية إلى السياحة كاقتصاد بديل.
التغيير المثير حمل دولا محافظة على فتح حدودها للأجانب والعنوان هو جذب السياحة في سباق قد تكون نتائجه أكثر إثارة مع دول تصنف باعتبارها سياحية بامتياز فهذه هي المملكة العربية السعودية تقر التأشيرة السياحية وتزيل القيود تماما أمام ٤٩ جنسية - بعضها جنسيات لا تزال مقيدة في الاْردن ودول اخرى - فما على السائح إلا أن يزور المنصة الإلكترونية، أو مكتب الجوازات أو الخدمة الذاتية، أو الهواتف الذكية، أو مكاتب التأشيرات على الحدود ويحصل على تأشيرة ولمرات عدة.
مثل هذه التسهيلات الواسعة سبقت اليها دبي وهي نموذج جلب الى تلك الإمارة اكثر من ١٥ مليون سائح في السنة.
مع تسارع قرارات الانفتاح في السعودية ثمة خارطة جديدة تتشكل وستكون دول مثل تركيا ومصر ولبنان وسوريا بعد استشفائها وحتى بعض بلدان أوروبا في حالة ترقب فالدولة الأكثر تصديرا للسياح تستعد لان تصبح الأكثر جذبا لهم.
مبكرا تنبهت دول النفط الى تنويع مصادر الاقتصاد، بعيداً عن النفط، ويعمل نحو 900 ألف سعودي في قطاع السياحة والسفر.
المسؤولون في تلك الدول لا يخفون قلقهم لكن يبدو أن نظراءهم في الاْردن ليسوا مهتمين!.
المنافسة المقبلة إيقاعها سريع سيفرض تحديات كبيرة تتطلب أن تصبح صناعة السياحة في الاْردن مهمة دولة.
لن نكرر أن السياحة مصدر للعملات الأجنبية، تخلق فرص عمل كثيفة ودائمة، بما يعكس صورة للأردن المنفتح المرحب بضيوفه بمؤهلاته الجغرافية والتاريخية والمناخية وهو جزء من الاراضي المقدسة وبوابة إلى القدس وبيت لحم.
السياحة في الاْردن على تواضعها تجلب أضعاف ما يحصل عليه الاْردن من مساعدات ومنح وهي قادرة على اعفاء الحكومة من الاقتراض.
المعيقات في قطاع السياحة تحتاج إلى تضحية, بإزالة القيود ومزيد من فك عقدة الجنسيات المقيدة وتعقيدات الفيزا وما بعد الحصول عليها إن كانت للسياحة أو للاستشفاء أو للدراسة.
التطورات تفرض ايقاعا أسرع فلا يجوز أن نضع أقدامنا في مياه باردة كما يقال ومن غير المقبول أن ندير ظهرنا لها وكأنها لا تعنينا ومن غير المعقول أن تكون ردود فعل المسؤولين معاكسة أو أن تجنح إلى مزيد من التشدد والتعقيد تحت مبررات عفى عنها الزمن.(الرأي)