وين شواربك؟
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/08 الساعة 01:02
صحا من النوم منتشياً..فرح لأنه ما زال على قيد الحياة..بوّس نفسه..شكر الله..أشعل سيجارة وشفط شفطة من فنجان قهوته البائتة سُمع خريرها من غرفة ابنه الصغير الذي جاءه راكضاً وكاد الطفل أن يقول شيئاً عن خرير الشفطة ولكنه تجمّد في مكانه وأطلق ضحكةً طفولية مجلجلة جعلت الأب ينظر لابنه في دهشة ولكّن شدة ضحك الطفل أصابت الأب بعدوى الضحك فأخذ يضحك ويضحك ولم تقطع ضحكته إلا تحسيس أصابع الطفل على محيط فم والده وصوته الضاحك وهو يسأله: وين شواربك؟؟؟
تحسّس الرجل شواربه ..المكان فارغ..رمى ابنه بفزع شديد وكاد الولد يرتطم بحافة الحائط..ركض إلى المرآة..لا يصدق ما يرى..أخذ يصرخ: شواربي..شواربي..يعلو صوته..تجمّع كل من في البيت..كتموا ضحكاتهم ورسموا وجوه الدهشة..والأب يصرخ: ولكو شواربي..نمت فيهن ..عمري ما حلقتهن..ولكو شو اللي صار..؟ قالت الزوجة بعد أن استجمعت قواها: يمكن حلقتهن قبل ما تنام وانت ناسي..! صرخ فيها: ولك شو ناسي؟ هاظول شوارب مش حبّة علكة..!
لبس قميصه كالملسوع وهو يخرج من الباب ويصرخ : لازم أبلّغ الشرطة؛ أكيد صار اشي بالليل..! وصل الشارع..كلّ من يعرفهم في الشارع ..تجمّد مكانه..ضحك ..نظروا إليه وضحكوا..كان الجميع بلا شوارب..
في لحظة انتشائه..وصلته مسج على موبايله وكأنها وصلت للجميع لأن الجميع دفنوا رؤوسهم في موبايلاتهم ..فتحها وقرأ: من لا يحافظ على كرامة شواربه؛ تهرب منه في منتصف الليل..(الدستور)
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/08 الساعة 01:02