التغطية الإعلامية لإضراب المعلمين ... تباين في الإلتزام بالمعايير المهنية

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/07 الساعة 22:32

مدار الساعة - أظهرت تغطية وسائل الإعلام المختلفة تباينا في تغطيتها وتعاطيها مع قضية إضراب المعلمين، إذ تبنت بعض المؤسسات وجهة النظر الحكومية الداعية لحوار مفتوح مع النقابة للتوصل لحل ينهي الإضراب، فيما اصطف البعض الأخر إلى جانب النقابة مؤيدا لمطالبها.

ودخل معلمو المدارس الحكومية منذ بدء الفصل الدراسي الحالي في الثامن من سبتمبر، إضرابا مفتوحا داخل المدارس الحكومية ، للمطالبة بعلاوة المهنة والبالغة 50%، في وقت قرر مجلس الوزراء زيادة نسب العلاوات الممنوحة للمعلمين وفق نظام الرتب لتضاف إلى علاوة الـ 100 %، التي يتقاضونها بالأساس.

الرئيس التنفيذي لمركز حماية وحرية الصحفيين نضال منصور ، يقول إن وسائل الإعلام غير مستقلة في الأردن ، ويرى ان الأغلبية منها انحازت إلى الرأي الحكومي فيما يتعلق بالتغطية الإعلامية للإضراب, مضيفا أن المتابع لتغطية وسائل الإعلام للإضراب يجد الحقائق غير كاملة, وان الإعلام لم يكن موضوعيا وغير محايد ولم يبذل جهدا في تحري الحقيقة وأصل المشكلة وأبعادها وتداعياتها.

ولفت منصور إلى ضرورة تقصي المعلومة الدقيقة ضاربا مثال بأنه لم يبذل احد من الإعلاميين جهدا إضافيا في تحري أصل القضية بالعودة إلى الاتفاقيات القديمة بين الحكومة والنقاب والتي تمت عام 2014 أو مقابلة رئيس الوزراء الأسبق عبدالله النسور ووزير التربية والتعليم الأسبق محمد الذنيبات وسؤالهما عن أصل الاتفاقية إن وجدت او إذ قام الوزير الذنيبات بالتوقيع عليها, مشيرا منصور إلى أن الإعلام في ورطة حقيقية لعدم قيامه بواجبه بتحري المصداقية والحقيقة والبحث عن المعلومة الدقيقة بعيدا عن الاصطفاف إلى جانب طرفي القضية.

واظهر تقرير رصد الإعلام الأردني الذي يصدره مركز حماية وحرية الصحفيين, والذي خُصص لرصد تغطيات الأسبوع الأول من إضراب المعلمين أن العديد من وسائل الإعلام في عينة الرصد البالغة 13 مؤسسة إعلامية (4 صحف يومية و9 مواقع إلكترونية) قد مارست نوعا من خداع الجمهور، وتمرير معلومات مزورة كان هدفها شيطنة المعلمين من دون احترام المعايير المهنية والقانونية في التغطية.

ورغم دخول وساطات نيابية وشعبية داعية طرفي القضية لتغليب لغة الحوار والوصول إلى توافق حول مطالب النقابة ، الا أن نحو مليون ونصف المليون طالب لم يباشروا فصلهم الدراسي خلال الإسبوع الرابع للإضراب.

ويرى أستاذ الإعلام في جامعة البترا الدكتور تيسير أبو عرجة ، إن التغطية الإعلامية لقضية الإضراب افتقرت إلى العمق، وان ما تنشره وسائل الإعلام حول الموضوع هو معالجات سطحية, مرجعا السبب إلى تعنّت الطرفين "الحكومة والنقابة" في موقفيهما الأمر الذي سبب إرباكا لوسائل الإعلام في تناولها للقضية.

وقال أبو عرجة إن اغلب المعالجات الإعلامية لقضية الإضراب عاطفية, وعندما تحضر العاطفة تغيب المهنية, وتنحاز لطرف على حساب الأخر, رغم وجود أصوات تدعو إلى تغليب لغة العقل في حل الإشكال القائم.

وشهد الأسبوع الأول للإضراب تسخينا إعلاميا من كلا الطرفين في إصدار البيانات والتصريحات التي تعزز موقف كل طرف أمام الرأي العام.

من جهته ، قال الناطق الإعلامي باسم نقابة المعلمين نور الدين نديم إن الإعلام الأردني خرج من الصندوق وتفوق على نفسه، واثبت مهنية عالية في الحصول على الخبر وتغطيته بشكل محايد، فضلا عن طرحه للحلول وتقريب وجهات النظر وتحمل مسؤولياته تجاه المجتمع.

وأشار إلى أن الإعلام الرسمي كان منحازا بشكل كبير, وغابت أخبار النقابة عن مؤسسات الإعلام الرسمي, ومنع المقالات المؤيدة لوجهة نظرهم من النشر ، إضافة إلى حملات "الشيطنة" التي مارسوها ضد موقف النقابة عبر وسائل الإعلام الرسمية على حد تعبيره.

القائم بأعمال أمين عام وزارة التربية والتعليم للشؤون التعليمية الدكتور نواف العجارمة ، أوضح أن الإعلام بمختلف مؤسساته كان محايدا بنقل الخبر والإجراءات التي تمت طيلة فترة الإضراب, حيث أعطى مساحة واسعة لجميع الأطراف لإبداء وجهات النظر المختلفة.

ووصف العجارمة هذه الحالة الإعلامية ب"الصحية"، والتي تنم على وعي إعلامي أردني بمختلف أشكاله ومستوياته.

ومع نهاية الأسبوع الرابع للإضراب، توصلت الحكومة مع نقابة المعلمين إلى إتفاق يرضي جميع الأطراف، وكان من أهم بنوده العلاوة الممنوحة للمعلم بنسب تتراوح ما بين ٣٥% إلى ٦٥% وإستحداث رتبة المعلم القائد وهو مسمى جديد للمدير ويحصل على علاوة ٧٥% وعودة الطلبة إلى مدارس صباح يوم الأحد الموافق ٢٠١٩/١٠/٠٦، مع الإتفاق أنه سيتم تعويض الطلاب عن الأيام الدراسية الماضية بخطة توافقية بين وزارة التربية والتعليم ونقابة المعلمين.(رصد - لورنس المراشدة)

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/07 الساعة 22:32