الخوالده: تسطرت دروس!
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/06 الساعة 15:48
مدار الساعة - قال الوزير الأسبق الدكتور خليف الخوالده في تغريدة عبر حسابه على تويتر:
بداية الحمد لله على انتهاء الأمر على خير.. وعاد الطلاب إلى صفوفهم.. والأمل معقود على المعلمين لتعويض ما فات..
كم أزعجني الاستخدام المفرط بالأمس للشريط الأحمر "عاجل" على الشاشات..
عاجل "اتجه الفريق الوزاري إلى مقر النقابة".. عاجل "وصل الفريق الوزاري إلى مقر النقابة".. عاجل "غادر الفريق الوزاري مقر النقابة"..
عاجل "عاد الفريق الوزاري إلى رئاسة الوزراء".. وهكذا..
فهكذا تفاصيل وإن بدت بعيون البعض شكلية.. ومهما حاول البعض تسطيحها.. لكنها للأسف تعطي انطباعات.. قد نحتاج أعوامًا لتغييرها..
النقابة تعاملت مع الموقف بحنكة واقتدار.. واستطاعت أن تمسك زمام الأمور.. بل وتقود المشهد.. لكن كان بإمكانها أن تحقق انتصار أكبر، وخصوصًا في نفوس الطلاب، لو لم يتوقف التعليم.. حينها تكون قد سطرت أعظم درس.. ولكنها للإنصاف سطرت درسا أخرا لا يُنسى.. يتعلم منه الآخرون..
الجميع دعم موقف المعلمين وتعاطف معه.. ذلك لدورهم في إعداد الأجيال.. ولكن هذا أيضا يشير إلى وجود احتقان شعبي لأسباب أخرى.. لا يصح تجاهله أو أن يُستهان به.. بل لابد من الوقوف على أسبابه ومعالجتها..
على الرغم من تعطل التعليم.. إلا أن الدرس الذي سطر نفسه كان مهما ويستحق الاستيعاب والتحليل.. وهو أن معالجة الواقع بما فيه من مواطن وبواطن ضعف لأمر جدير.. بل حاسم وخطير..
أما التعامل الحكومي مع الموقف، مع شديد الاعتذار، فقد كان فيه من الإخفاق ما كان..
مرة أخرى أقول في مثل هذه المواقف لا للتردد أو التلكؤ أو إطالة أمد النقاش.. بل الحسم.. ولا ننسى أن قوة النهايات من قوة البدايات..
الأثر الذي نجم عما حدث اقتصاديا واجتماعيًا وإداريا ونفسيا على الدولة كبير.. وله من التبعات الشيء الكثير..
ما يهمني بالدرجة الأولى صورة الأردن عالميا.. ولهذا أقول للجهات التي تُصدر المؤشرات الدولية والتي يكون للدول فيها، ومنها الأردن، درجات وترتيب.. الأردن دولة عظيمة وراسخة.. وإن أردتم الدليل استمعوا إلى ما قاله الجميع.. استقرارها والثوابت التي بُنيت عليها محل إجماع..
قد تُفتقد التجربة والخبرة أحيانا.. وقد تغيب الحكمة أحيانًا.. وقد يعتقد البعض أن الأمر سهل.. وقد يعتلي المناصب أحيانا من لا يتقن فن الإدارة والحوكمة..
ما حدث حدث.. له إحداث وأحداث.. لابد من التعلم منها حتى لا نقع مرة أخرى فيه..
ما حصل قد يُعد نجاحا للجميع إلا الحكومة، مع تقديري لشخوصها، لا يُعد لها فيه أي نجاح.. وخصوصًا بعد كل هذا التأخير دون نتيجة أو جديد..
حافظوا على هيبة مراكزكم.. وإن كان من ضعف لديكم، غادروها حتى لا يمتد ضعفكم إليها.. أو أن يخال للبعض أن الضعف فيها لا فيكم..
ليس من الحكمة أن يبقى أي مسؤول في موقع لا يجد ذاته فيه أو لا يرى نفسه بعيون الناس أنه أهل له وموفق فيه.. ولهذا يُنصح في مثل هذه الحالات بالاستئذان والانسحاب..
فالكل يدرك تمامًا أين التقصير.. وحتى أكون دقيقاً أكثر أين جلِّه.. الذي يُضعف كله..
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/06 الساعة 15:48