«واتس آب».. تطبيق آمن لـ «ممنوع من النشر» في الأردن

مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/06 الساعة 11:43
مدار الساعة - يفضل أردنيون «الواتس أب» لإنشاء جروبات خاصة بهم على التطبيق، دون غيره من التطبيقات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي، للبوح بما تجود بها انفسهم من نقد لاذع لواقع مؤلم وطرح حقائق اجتماعية وسياسية وقضايا تؤرقهم، باعتباره أكثر أمانا. ودفعت الحكومةمستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي بقوة قانون الجرائم الالكترونية وتعديلاته الاخيرة، الى استخدام تطبيق الواتس اب كمتنفس آمن، يعد الاسهل والاشهر في التواصل وإفلات العنان لمشاعرهم واحاسيسهم واقوالهم، وفي ذات الوقت مصدرا للمعلومة ومعززا للوعي المجتمعي. ويقول المواطن زيد ابو شقير، ان ما يتناقله مستخدمو الواتس اب من معلومات واخبار وصور وفيديوهات، لا تجرؤ وسائل الاعلام ومواقع التواصل الاجتماعي على تداولها والحديث فيها على صفحاتها ومواقعها الالكترونية والفسيبوك، حتى وان وثّقتها. وحسب مستخدمين اردنيين، ان تطبيق الواتس آب اتاح لهم على اجهزة الأندرويد والآيفون والويندوز فون منذ ظهوره عام (2009)، إرسال الرسائل الصوتية والفيديوهات والدردشات ومشاركتها مع الأفراد والمجموعات بسرية واريحية تامة، بعيدا عن الرقابة. وتشير أرقام صادرة عن دائرة الاحصاءات العامة في (2018)، الى ان عدد مستخدمي الانترنت بالاردن بلغ (7,8) مليون شخص، بنسبة (76,5%)، وهذا الرقم يعني انهم يستخدمون مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقاتها في حياتهم اليومية. ويشعر المواطن عدنان عودات بارتياح في تعامله مع تطبيق «الواتس اب» على هاتفه النقال، لان ما ينشره مقيد بين اصدقائه واقربائه ويعرفون بعضهم جيدا، فلا خوف من نشر اي معلومة او وثيقة بواسطته، ودون التأكد من صدقيتها ولا نلاحق عليها قانونيا. ويسمح تطبيق الواتس اب للمستخدم الواحد عمل جروب يتسع لـ(257) شخصا، وهذا الرقم قابل للوصول الى الف والفين عضو باستخدام برامج خاصة، الامر الذي يشجع الاردنيين بكافة مهنهم ومواقعهم، على انشاء جروبات يعبرون فيها بكل اريحية عن ما يجول بخواطرهم أو الاطلاع على اخبار. ويعتقد عدد من مستخدمي تطبيق «الواتس اب»، ان المجال رحب لهم بالنقد ونشر معلومات غير موثقة ببيانات وادلة، عكس ما ينشر على شبكات التواصل الاجتماعي والاعلام، وهذا يدفعهم للنشر وارسال ما بحوزتهم بجرأة الى اعضاء الجروب دون مساءلة، وبالتالي يتجاوزون قانون الجرائم الالكترونية. وفي ظل الانتشار الكبير لتطبيق «الواتس اب» واختراقه لكل تفاصيل واسرار الناس والحكومة، بات من الصعب على الجهات المعنية اقتحامه والحد من تأثيره على الرأي العام، وهذا يدعو صاحب القرار بمنح مساحة اوسع للناس بحرية التعبير والحوار على مواقع التواصل الاجتماعي، وان لا يبقى المسؤول يعيش بمعتقد ان المواطن لا يعلم وغائب عن الواقع. واللافت ان اكثر جروبات الواتس اب «حُبلى » بالمعلومات ومدعمة احيانا بالوثائق ومتابعة للحدث، هي جروبات الصحفيين والاعلاميين ووسائل الاعلام والمواقع الالكترونية، والتي تمثل اكبر ناد للحرية الاعلامية ومتنفسا يريح العاملين، رغم ما يساورها من مناكفات وتوجهات، حيث تجدهم ينشرون ما لم تجرؤ الصحف المكتوبة والمرئية والمسموعة ومواقعهم الالكترونية والفيسبوكية من البوح به. ويقول احد اعضاء جروبات الصحفيين والاعلاميين والذي فضل عدم الاشارة اليه، انها جروبات منحتنا مساحة للنشر وللحديث والنقاش والجدال بين الاعضاء بكل شفافية دون مواربة وبلا مساءلة، لاننا نتمكن من نشر «الممنوع من النشر» في عملنا، الى جانب ان هذه الجروبات تعكس مؤشرات لقياس رأي الشارع الاردني بخصوص قضايا مصيرية عالقة كل حسب منطقته. ورغم قرار شركة واتس اب خفض عدد متلقي الرسائل المعاد توجيهها إلى خمسة مستخدمين، من اجل محاربة الأخبار الكاذبة والصور ومقاطع الفيديو المتلاعب بها، الا ان جروبات المستخدمين لتطبيق الواتس أب لم يتأثروا بذلك، لسبب انه بمجرد نسخ اي رسالة محولة من اي عضو يرونها بسرعة وبلحظتها. وزاد الاقبال على تطبيق «الواتس اب» عند المستخدمين، حين قامت شركة واتساب باجراء تحديث جديد، باضافة طريقة تفعيل خاصية حذف الرسائل بعد إرسالها، وهي الخاصية التي طال انتظارها من قبل المستخدمين خاصة في حال إرسال رسائل محرجة بالخطأ. وطمأن خبراء، مستخدمي تطبيق الواتس اب انه آمن، لان التشفير التام والتلقائي فيه يحمي المعلومات فلا يمكن لأحد حتى القائمين على التطبيق قراءة محتوى دردشاتك باستثنائك أنت والطرف الآخر الذي تتواصل معه. الا ان وحدة الجرائم الإلكترونية التابعة لجهاز الأمن العام حذرت الأردنيين عند استخدامهم لتطبيق الواتس اب من عمليات الاختراق والسرقة، مبينة في منشور توعوي عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، ضرورة تشغيل خيار التحقق بخطوتين لحماية حساباتهم بالنقر على رمز أمان المكون من ستة أرقام، وتوثيقه برمز البريد الإلكتروني الخاص بهم. الراي
مدار الساعة ـ نشر في 2019/10/06 الساعة 11:43