اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

هزيمة الحداثة مقابل أسلحة الأمهات العقابية

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/13 الساعة 03:41
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

نجحت الحداثة المستوردة في تسليع الانسان العربي وتحويله الى اداة خاوية تتحرك في فضاء التقليد والتعبيد الاجنبي، وليست فرقة ليلى او غيرها من الاحداث سوى تعبير عن حجم هذا الخواء بعد ان تم تفريغ الوعي المجتمعي من كل النماذج المصنوعة في المصنع الوطني لصالح تلك المستوردة من الخارج، وللطرافة كان هناك خبر قبل يومين يتحدث عن ضرورة رفع سن الزواج في ولاية نيويورك الامريكية من الرابعة عشرة الى سن السابعة عشرة للفتاة للتقليل من ظاهرة الطفلات الامهات، علما بأن مؤتمرات المساحيق النسوية المدعومة من كل جهات التمويل الحرام فرضت على مجتمعنا العربي رفع سن الزواج، طبعا انا ضد زواج الاطفال ولكن مع تطوير القوانين وفقا لتطور المجتمعات وتطويرها وليس الانقلاب عليها باستيراد قوانين معلبة .

اظن ان اول هزيمة منيت بها مجتمعاتنا كانت باخراج اسلحة الامهات من الاستعمال والاستخدام المنزلي لصالح هرطقات غربية لا يمكن ان تجد لها اصداء في اقطارنا، فالبيت جزء من التربية ويتناقض في تربيته مع باقي اضلاع العملية التربوية العامة “ الحارة او الفضاء الاجتماعي والمدرسة “، فكل تعليمات الامهات سرعان ما تتساقط مثل الذباب امام الحارة او الحي او صحبة المدرسة، وكان عنصر الثبات في التعليمات المنزلية هو الخشية من العقاب ومن نوع السلاح المستخدم من الام تِبعا لعوامل المكان، فاذا كانت المسافة تسمح لك بالهرب فالسلاح سيكون احد نوعين “ حفاية ارض جو او شبشبا مضادا للوجوه “ واذا ما كانت المسافة تسمح لها بالتقاطك فقطعا سيكون السلاح احد ثلاثة، ويتم تحديد نوع السلاح حسب مستوى الجريمة وعلى الشكل التالي، جريمة بسيطة فالعقاب على الاقل عشر ضربات على الرأس والجسد من مقشّة الدار والتي كانت مصنوعة من اضعف نبات القصّيب والبوص، واذا ما كانت الجريمة متوسطة فهناك احد احتمالين بربيش الماء او بربيش الغاز فالمجال مفتوح للام كي تحدد السلاح المستخدم حسب نوعية العقوبة اما أعلى اشكال الاسلحة العنيفة فكان عصا القشاطة في فترات لاحقة والاخطر “ شوبك العجين “ وهو سلاح نووي حسب مفردات ذالك العصر والشوبك يا رعاك الله هو الاداة المستخدمة لفرد العجين ليصبح رغيفا شهيا بعد نار الفرن .

سأبقى منحازا الى العقاب البدني رغم انني لم استخدمه مع اولادي بحكم عزلي عن ملف التربية بالكامل، لكنني منحاز الى عقاب الامهات وعقاب الاساتذة في المدرسة، فقد كان عقابا جميلا، يرفع من منسوب الامان الاجتماعي والمنزلي ويرفع من علاقة الحنان بين الاطراف، فثمة دعم مالي بعد كل عقاب من الام او تسريبة شوكولاته او فاكهة وكذلك كان المعلم يمارس شكلا من اشكال الاعتذار الجميل بعد العقاب، كان يرسلك مثلا لاحضار الطباشير من غرفة المدرسين او لتوديع ورقة الغياب عند السكرتير او لمهمة مسح اللوح مع كلمة تحفيز، كان العقاب ودودا وكانت الاستجابة حاضرة بنسبة معقولة، والاهم كان عنصر الحياء حاضرا، كانت الأم قيمة عظمى – صحيح انها ما زالت قيمة ولكنها ليست عظمى – وكان المعلم قامة وقيمة وللاسف لم يتبق الكثير منه وله .

صحيح اننا استوردنا كل الادوات الحديثة وكل انماط التربية ودفاترها وكراريسها، لكن من المستحيل استيراد القلب المجتمعي النابض لهذه الانماط، فالمجتمع كائن حيّ يشعر ويعتب اذا ما كانت المعادلات خارجة عن قيمه واعرافه وتطوره الذاتي والموضوعي، وللاسف نحن نهشنا مجتمعنا وقتلنا مفاعيل التطور فيه منذ ان اعتدينا على وجدانه وادوات عقابه الجميلة التي كانت تمارسها الام في المنزل ويسندها المعلم في المدرسة .

Omarkallab@yaho.com

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2017/06/13 الساعة 03:41