اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

أزمة البيروقراط.. المعلمون إنموذجا

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/23 الساعة 00:26
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

الكادر البيروقراطي في المؤسسة الأردنية ووزارة التربية تحديدا ليس في وضع يؤهله لخوض معركة الحكومة ضد نقابة المعلمين. لقد بدا ذلك واضحا من تواضع مستوى الاستجابة في الميدان لتوجيهات الحكومة لمدراء التربية في المحافظات والألوية لاستئناف الدراسة وكسر الإضراب

شخصيا كنت أفضل ألا يصدر مثل هذا التوجيه عن رئيس الوزراء، بل من وزير التربية والتعليم، حتى لا يسجل الفشل على الحكومة بالمعنى السياسي

البيروقراط في الميدان العام لم يعد ذلك الكادر الذي يوصف تقليديا بحزب الدولة. ثمة شرخ كبير حصل في العلاقة بينه وبين مؤسسات الدولة. نقابة المعلمين لا يزيد عمرها على عقد من الزمن، بينما عمر وزارة التربية والتعليم يناهز القرن تقريبا، ومع ذلك تبدو عاجزة عن التواصل مع كوادرها التعليمية ولا تحظى بأي وزن في أوساط المعلمين

الحالة الراهنة بين الحكومة والمعلمين واحدة من تجليات أزمة التحول في دور ومكانة القطاع العام، وفي جانب آخر مؤشر على كارثية السياسات الحكومية التي أثقلت مؤسسات الدولة بجيش من الموظفين يكاد اليوم أن ينقلب عليها

الدولة الريعية في الأردن تلفظ أنفاسها، لكن حتى الآن لم يتبلور مشروع حقيقي لدولة المواطنة والإنتاج. الانتقال لن يحدث بين ليلة وضحاها، لكنه يحتاج بالمقابل لمشروع مرحلي يمتد لعقد من الزمن على الأقل. الظروف الصعبة للخزينة لم تسعف الدولة على تحمل الفترة الزمنية اللازمة لإنجاز المرحلة الانتقالية، والأوضاع الإقليمية الصعبة من حولنا وأعباء اللاجئين قوضت خطط التنمية وأرهقت الموازنة العامة للدولة

من البداية كان معلوما أن عملية الانتقال تتطلب إصلاحات اقتصادية واجتماعية وثقافية عميقة، لكن النخب التي تعاقبت على السلطة التنفيذية وكذلك التشريعية، ركزت على الجوانب السياسية، في اعتقاد ساذج مفاده أن الأولوية هي للإصلاح السياسي، في وقت واصلت فيه هذه النخب إغراق مؤسسات الدولة بسيل من الموظفين، وتكسير مجاديف القطاع الخاص، وتكريس ثقافة الاعتماد على الدولة في توفير فرص العمل

وعندما وجدنا أنفسنا وسط الأزمة لم نجد غير الضرائب والديون وسيلة لتوفير فاتورة الرواتب المتضخمة في القطاع العام، على حساب سياسات التحفيز الاقتصادي التي تتكفل في العادة بخلق فرص عمل وتحمل مسؤولية التشغيل عوضا عن التوظيف في القطاع العام

وفي الأثناء لم نقدم على أي خطوات جدية لإصلاح القطاع العام الذي استشرى فيه الفساد والمحسوبية والواسطة، وخسر كفاءته بشكل تدريجي. وصارت النظرة للقطاع العام بوصفه عبئا على الدولة وليس محركا للقيادة والإدارة. هذا الشعور ألقى بظلاله على علاقة مؤسسات الدولة مع البيروقراط، الذي انهارت مكانته كمكون رئيسي من مكونات الطبقة الوسطى، وبدأ هو الآخر يرزح تحت ضغط الصعوبات المعيشية والغلاء، وغير قادر على الوفاء بمتطلبات الحياة اليومية، فانهارت ثقته بالمشغل الدولة ولم يعد معنيا بحمل مشروعها في الميدان

بهذا المعنى، يمكن لأزمة الحكومة مع المعلمين أن تتطور لأزمة كبرى تضع العلاقة بين طرفي المعادلة في اختبار عصيب، نتائجه غير مضمونة أبدا

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/23 الساعة 00:26