اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الرواشدة يكتب: بين إدارة الشركة والدولة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/13 الساعة 22:22
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بقلم: سيف الله حسين الرواشدة


عملت منذ زمن قريب في شركة متعثرة ماليًا، طلب مديرها منا -نحن الموظفين- أن نراعي ظرف الشركة الصعب، كانت هذه المراعاة بداية بترشيد النفقات ومراقبة بدلات الموظفين الصغار وطلب تفسيرات عن كل قرش يصرف، ثم رفض صرف حوافزنا بحجة صعوبة الظروف المالية، وقابل طلباتنا بالزيادات السنوية بالرفض الشديد مستغربًا كيف نفكر بهذا الموضوع؟ ونحن نمر بهذه الأزمة، حققت الشركة وقتها بعض الأرباح المؤقتة الوهمية – لم تظهر إلا على الورق- نتيجة طرد عدد جيد من الموظفين وتقليل رواتب عدد آخر، فقلت كلفة الإنتاج الذي لم يطرأ عليه أي تغيير إذا لم نقل تراجع، ولهذا زادت نسب الربح والنمو في دفاتر المحاسبين فقط.

كان مديرنا العزيز، عندما نطلب منه أي زيادة يربطها بالقيام بالمزيد من العمل وبعد ذلك سيفكر في الأمر، وإن حصلت الزيادة فلا تتجاوز ربع ما طلبه الموظف ومعها قائمة طويلة من المهام الجديدة، بحجة زيادة الإنتاجية للفرد في الشركة، فكان الواحد منا يعمل مكان خمسة موظفين، ففقدت الشركة هيكلها التنظيمي الصحيح، وتخصصية موظفيها.

وكثرت الاجتماعات والخطط والاستراتيجية للنهوض والتقدم وتشجيع الزبائن من دون أي طائل طبعًا، وتحولت الشركة من بيئة جاذبة للموظفين الى بيئة طاردة لا يفكر موظفوها الا بالهجرة، وزاد حديث مديرنا عن الانتماء للشركة المبطن بفتنة ضرب الموظفين بعضهم ببعض على مبدأ فرق تسد، وكانت النهاية انهيار الشركة طبعا بعد أن حصل مديرنا السابق على عرض عمل ممتاز في شركة أخرى، رحل عن شركتنا وهو يتحدث عن خططه وقصور الموظفين عن تنفيذها أو فهمها.

أذكر الى اليوم معلمي " فاروق العمري" يوم شرح لنا الفرق بين إدارة الدولة والشركة، فواجب الدولة توفير عمل لمواطنيها بأجور تضمن حياة كريمة - فوق خط الفقر الذي تعتمده - وأن إدارة الدولة وسياستها لا تخضع لأحكام دفاتر المحاسبين ومنطق المدراء الماليين، فإذا كان يجوز أن نعزي تعثر الشركة الى الموظف وقلة انتاجيته فلا يجوز أن نحمّل المواطن ظرف الدولة المالي وندعوه الى تحمل تقصيرنا وسوء ادارتنا، فمن حق المواطن أن يعيش كريما حرًا مطمئنا في بلده، ومن واجب الحكومة أن تتعامل مع المصاعب المالية والسياسية وتتفادها وتقلل من أضرارها، و أن تضع الخطط الاستراتيجية التي تتعهد بتنفيذها للنهضة بالوطن وأهله، بعيدًا عن جيب المواطن وقوت عياله، على الحكومة وحدها أن تتحمل مسؤولية أوضاعنا اليوم، وأن تتحمل مصاعب الخروج من أزماتنا فهي من أوصلتنا الى هذا الحال من دون أن تستشيرنا بكل خططها الاقتصادية والتصحيحية وسياسيات الاقتراض والخصخصة، وواجب أي حكومة لا تستطيع ذلك أن تستقيل فورًا فلا حاجة لنا بها وليست هي مجبرة على البقاء.

نهاية، شكرًا لمعلمي الأردن، إذ بما يفعلون اليوم، يعطوننا درسًا جديدًا في قيم الوطن والمواطنة، يعيدوننا طلابًا نقف لهم بكل إجلال لنتعلم بعد الكتابة والقراءة، الرجولة والكرامة والمواطنة الصالحة.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/09/13 الساعة 22:22