إنتاج النخب

منذ احداث الربيع العربي التي اجتاحت منطقتنا العربية عام 2010 وما شهدته بلدنا من حركات احتجاجية عام 2011 تلاشت بعدها النخب السياسية بشكل واضح .
وكان هذا الاختفاء اما قصرا او طوعا بعد انعدام حالة الثقة وضعف تأثيرها، حيث فضلت بعض الشخصيات مغادرة المشهد لأسباب ودوافع عديدة وكثيرة .
الا اننا لا ننكر الدور الذي لعبته هذه النخب والشخصيات المؤثرة في بناء الدولة واستقرارها منذ نشأتها، حيث شكلت حلقة الوصل بين القواعد الشعبية ومؤسساتهم وكانت المرجعية الرئيسية للطرفين، كما لها دور في المشورة والرأي في آلية الحكم وادارة البلاد وانعكاس ذلك على هيبة الدولة ومؤسساتها. باعتبارها رموزا وطنية تحظى باحترام الناس وقريبة من همومهم ولديها خريطة سياسية قد تكون احيانا عفوية او بالفطرة.
حيث كان يقدم لها الأدوات اللازمة لذلك في تحقيق كثير من المصالح لخدمة قواعدها وكانت جاهزة دائما للقيام باي دور وطني سواء على المستوى العشائري او المشاركة في الحكومة وجميع المؤسسات وكانت لديها القدرة والخبرة الكافية .
وبعد ما يقارب 10 سنوات من ضعف تأثيرها أصبحنا بحاجة ماسة إلى إنتاج نخب ليست سياسية فقط وإنما في جميع المجالات والمفاصل التي تهم الدولة بعد أن ثبت مدى أهمية هذا النخب
وان يتم العمل عليها من المدارس والجامعات لمواكبة التطورات والتعايش مع الواقع والاندماج فيه لتكوين الصورة الحقيقية للمجتمع والدولة ومن ثم العمل على إيجاد تصورات وحلول عملية قابلة للتطبيق، لا مجرد تنظير وحبر على ورق سرعان ما تجف او يتلاشى .
اننا بحاجة إلى طبقة قادرة على النهوض وإعادة ترميم كل ما تم هدمه خاصة الثقة بالدولة ومؤسساتها وإعادة هيبتها باحترام التشريعات وقبول تطبيقاتها بعدالة ومساوة، وان تمتلك برنامجا وطنيا يقوم عليه شخصيات وطنية تخرج من رحم الدولة ومؤسساتها الوطنية وجغرافيته بجميع تضاريسه وظروفه، دارسة وافهمة للتاريخ وواقعه ومستقبله بكل مفاصله.
نخب اردنية بامتياز، تعرف المدن الاردنية وقراها من شمالها إلى جنوبها وغربها وشرقها ومجتمعه بتكويناته و عادته وتقاليده . وان نعيد لها لنبدأ بعدها في متابعة المشوار والمسير نحو الاردن الذي يرغب الجميع.
الدستور