اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الْكَيِّاسَةُ والفَطِانَةُ والْحَذِرُ

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/23 الساعة 14:18
مدار الساعة,رئيس,أعمال,الدين,إسلامي,الأردن,

الإيمان بالله ليس مقصوراً على أمة المسلمين فقط بل على كل الأمم السابقة والتي أرسل الله لهم الأنبياء والمرسلين وانزل على رسلهم وأنبيائهم كتبهم السماوية عن طريق رئيس الملائكة جبريل عليه السلام.

قال تعالى في القرآن الكريم في أول خمسة آيات من سورة البقرة (الم، ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِين،َ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ، وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ، أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (البقرة: 1-5))، والملاحظ أن كلمة يؤمنون كٌرِرَت أكثر من مرة في هذه الآيات. كما قال الله سبحانه وتعالى ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (الحجرات: 14)). وفي هذه الآية وضَّحَ الله أن هناك فرقاً كبيراً بين المسلم والمؤمن. وحتى يصل الإنسان إلى درجة الإيمان بالله القطعي يجب عليه أن يستجيب لأوامره ونواهيه أولاً حتى يكون على يقين من أن أوامر الله لصالحه ونواهيه أيضاً لصالحه، وبالتالي يكون إيمانه بالله راسخاً ويتحول إلى الراشدين أو المفلحين.

مما تقدم فلا بد من أن تتوافر لدى الإنسان المؤمن بالله الصفات التالية كما قال الرسول عليه الصلاة والسلام وهي أولاً: الكياسة وهي السياسة في التعامل مع كل أنواع البشر وهذا يدل على كُبْرَ عقل المؤمن وفهمه وإستيعابه لمعظم أنواع البشر من مختلف المنابت والأصول والثقافات ... إلخ. وثانياً: الفَطَانَةُ أي الذكاء ليساعد الإنسان في إدارة أمور حياته وحياة عائلته وحل مشاكل غيره ممن حوله وإنجاز أعمال لا يستطيع غيره ممن حوله أو من أقرانه إنجازها، وهذا مما يجعله متميزاً عن غيره. وثالثاً: الْحَذَرُ وهو أن يكون يقظاً وواعياً لأي تصرف سوف يصدر من أي إنسان حوله أو في أي بقعة في العالم له تعامل مع ناسها أو من حدث متوقع حدوثه في العالم وفق خبراته السابقة ووفق المؤشرات التي يشهدها العالم في أكثر من بقعة في العالم.

ولهذا السبب قال رسول لله صلى الله عليه وسلم: الْمُؤْمِنُ كَيِّسٌ فُطِنٌ حَذِرٌ ويستشهد بهذا الحديث في محاضراته العلاَّمَةُ الدكتور محمد راتب النابلسي. فنسأل الله أن نكون كمسلمين وكأصحاب أديان مختلفة لدينا العدد الكافي من المؤمنين والذين يتصفون بصفات الكياسة والفطانة والحذر حتى لا نُسْتَغَلُ من قبل أعداء المؤمنين في كل الأديان للإيقاع بين أتباع نفس الدين أو بين أتباع الأديان السماوية الثلاثة وفق النزول: اليهودية والمسيحية والإسلامية. وعلينا كمؤمنين جميعاً في كل الأديان أن نأخذ حذرنا الشديد من شياطين الإنس أكثر من شياطين الجن لأنهم منتشرون بيننا وأخطر علينا بملايين المرَّات من شياطين الجن ( وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)). وينشط شياطين الإنس في أوقات تغيير الحكومات أو المناصب العليا في الدولة أو رؤساء الجامعات ... إلخ. وهؤلاء أهدافهم تشويه سمعة من لا يستطيعون الوصول إلى مستواهم في العلم والذكاء والأداء والإنجازات والإنتماء والوفاء والإخلاص ... إلخ للقيادة والوطن والشعب الأردني الأبي. وعلينا أن نختار المسؤولين في هذا البلد ممن يتصفون بالكياسة والفطانة والذكاء بغض النظر عن أمور أخرى لأننا بأمس الحاجه لهم في هذه الظروف حتى يتمكنوا من كشف شياطين الإنس.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/23 الساعة 14:18