اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الانتحار.. لحظة دكتاتورية مع النفس

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/14 الساعة 23:30
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

من العجيب أن التقدم الذي جاء بمزيد من وسائل الترف والراحة وبمزيد من التسهيلات للإنسان.. قد قابله الإنسان بمزيد من الرفض والسخط والتبرم، فرأينا إحصائيات الانتحار ترتفع مع مؤشرات التقدم في كل بلد.. كلما ازداد البلد مدنيةً ازداد عدد الذين يطلقون على أنفسهم الرصاص ويلقون بأنفسهم من النوافذ ويبتلعون السم ويشربون ماء النار..

هذا غير الانتحار المستتر بالخمور والمخدرات والتدخين والمنومات والمسكنات والمنبهات والشنق..

زادت موجة الانتحار في بلادنا فامتلأت أعمدة الصحف بأخبار ابتلاع السم وإطلاق الرصاص والشنق والحرق.. وقال المختصون إن نسبة الزيادة الإحصائية تجاوزت الثلاثين في المائة.. وهو رقم كبير، والازدياد متواصل سنة بعد سنة.

والسؤال.. لماذا.. وما السر؟ وما سبب الانتحار؟

وإذا تركنا التفاصيل جانباً وحاولنا تأصيل المشكلة وجدنا جميع أسباب الانتحار تنتهي إلى سبب واحد.. أننا أمام إنسان خابت توقعاته و لم يعد يجد في نفسه العزم أو الهمة أو الاستعداد للمصالحة مع الواقع الجديد أو الصبر على الواقع القديم.

إنها لحظة نفاد طاقة ونفاد صبر ونفاد حيلة ونفاد عزم.

لحظة إلقاء سلاح.. يأس.. ما يلبث أن ينقلب إلى اتهام وإدانة للآخرين وللدنيا ثم عداوة للنفس و للآخرين وللدنيا تظل تتصاعد وتتفاقم حتى تتحول إلى حرب من نوع مختلف يعلنها الواحد على نفسه ويشنها على باطنه، وفي لحظة ذروة تلتقط يده السلاح لتقتلع المشكلة من جذورها.. ولتقتلع معها الاحساس المرير وذلك بطمس العين التي تبصر وقطع اللسان الذي يذوق وتحطيم الدماغ الذي يفكر وتدمير اليد التي تفعل والقدم التي تمشي..

لحظة الانتحار تتضمن بالضرورة الكفر بالله وإنكاره وإنكار فضله واليأس من رحمته واتهامه في صنعته وفي عدله ورفض أياديه ورفض أحكامه ورفض تدخله.

فهي لحظة كبر وعلو وغطرسة واستبداد. وليست لحظة ضعف وبؤس وانكسار.

وبدون هذا العلو و الكبر والغطرسة لا يمكن أن يحدث الانتحار أبدا.

ضع يدك في يد الله ولا تبرح وحسبك من علاقتك بالناس أن تبذل لهم مودتك ورحمتك على غير توقع لشيء.. فذلك هو قارب النجاة في عالم اليوم.. عالم الانتحار والمنتحرين.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/08/14 الساعة 23:30