اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

من القضايا الجدلية المعاصرة العلاقة بين الدين والعلم والعلمانية

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/29 الساعة 10:12
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

يخلط الناس العاديون وحتى بعض المثقفين وعن عمد أحيانا ما بين مفاهيم ومصطلحات لها معان ودلالات مختلفة بل ومتناقضة كالخلط مابين مفهوم العلم والعلمانية وما بين مفهوم العلمانية والألحاد مع أن المصطلح أو الاسم العلمي لكل منهما مختلف عن الآخر اختلافا بيّنا . فمصطلح العلم هو الــ SCIENCE في حين أن مصطلح العلمانية أو الدنيوية أواللادينية او الزمنية هو الـSECULARISM أي (التركيز على الامور الزمنية الدنيوية ) ,ومصطلح الالحاد هوالــ .ATHEISMفالعلم يقوم على المنهج التجريبي المتمثل بالملاحظة والفرضية وجمع المعلومات والتحقق من صدق الفرضية من خلال التجربة، في حين ان العلمانية حركة سياسية اجتماعية قامت كرد فعل على هيمنة وتسلط الكنيسة وجمعها السلطتين الدينية والزمنية في آن واحد . ومن أجل تقليص سلطات الكنيسة السياسية نادت العلمانية بفصل الدين عن الدولة أي عدم زج الدين في الشؤون السياسية وجعلته من شؤون المواطنين الذين لهم حرية الاعتقاد الديني واختيار النظام السياسي الاقتصادي الاجتماعي الذي يرغبون فيه.

لكن هناك على ما يبدو خلط مقصود لدى البعض ما بين العلمانية والالحاد بهدف تنفير الناس المؤمنين من العلمانية، ويشيرون في هذا المجال الى تجربة الدول الشيوعية التي تنكر الأديان بأعتبارها دولا علمانية حيث أغلقت المساجد والكنائس ومنعت الناس من تأدية شعائرهم الدينية.

ان هذا النوع من التحليلات يخلط مابين العلمانية والشيوعية. فالدول التي تتبنى العلمانية تعطي ــ على النقيض من الدول الشيوعية ــ الحرية الكاملة لجميع مواطنيها لممارسة طقوسهم وشعائرهم الدينية بكل حرية ويسر وسهولة، وتسمح لكل الطوائف أن تبني أماكن لعبادتها دونما قيود. وفي الوقت الذي ليس للعلمانية فيه موقف معاد من الدين مطلق دين، فأنها في نفس الوقت لاتسمح بزج الدين في المجال السياسي لأنها أي العلمانية تقوم على فكرتين رئيستين هما ، فصل المؤسسات الدينية ليس عن الحياة وأنما عن الدولة ، حيث يتساوي المواطنون من مختلف الاديان أمام القانون ، أي عدم تدخل الدولة في الشؤون الدينية للمواطنين ، وفي نفس الوقت عدم تدخل المؤسسات الدينية في شؤون الدولة ، لأن السياسات الحكومية تقوم على المصالح المتبادلة مع الدول الأخرى، وتقيّم (بضم التاء وتشديد الياء) سياساتها على أساس الخطأ والصواب، في حين أن الأحكام الدينية تقوم على الحلال والحرام ، وهذا يتعارض غالبا مع منطق السياسة السائد والقائم على المصالح ، التي قد تبدو أحيانا من وجهة نظر المؤسسات الدينية مخالفة لبعض النصوص الدينية أو الاجتهادات الفقهية . فالعلمانية تدعو الى دولة المواطنة او الدولة المدنية الديمقراطية ، التي تتعامل مع المواطنين على أساس المساواة في الحقوق والواجبات ، بغض النظرعن معتقداتهم الدينية وأصولهم الأثنية، وهي أقرب ما تكون في ممارساتها الى الشعار القائل (الدين لله والوطن للجميع ) الذي رفعه كل من سعد زغلول في الثورة المصرية عام 1919م ضد الاحتلال الانجليزي ، وسلطان باشا الاطرش في الثورة السورية عام 1925م ضد الاحتلال الفرنسي، وشبيه كذلك لما قاله امير الشعراء احمد شوقي في هذا المجال (الدين للديان جلّ جلاله .... لو شاء ربك وحد الأقواما ) .

ان الحريات الدينية في الدول العلمانية مصانة ، وموقف الدولة هو الحياد التام في هذا المجال، وهذا هو النهج السائد حاليا في العالم الغربي ، والذي يوفر الحريات بمختلف أشكالها وفي مقدمتها الحريات الدينية لجميع مواطنيه الاصليين أو الوافدين ، كالجاليات الاسلامية وغيرها، حيث مئآت بل آلاف المساجد ودور العبادة المنتشرة هناك لمختلف الأديان والطوائف. ولكن رغم تمتع هذه الجاليات بحقوقها كاملة من حيث الرعاية الاجتماعية ، والتعليمية ، والصحية ،والاقتصادية ، الا ان كثيرا من أفراد هذه الجاليات وبخاصة المسلمة منها ، والتي تركت أوطانها نتيجة للاستبداد والقهر السياسي، والظلم الاجتماعي ، وانعدام الحريات ، تمارس أنواعا من السلوك الذي يوصف بالأرهاب تجاه المجتمعات التي وفّرت لها سبل العيش الكريم التي افتقدتها في أوطانها الاصلية ، كل ذلك تحت شعارات دينية مثل شعار محاربة الكفار ، ونشر الاسلام ، وكأن الأسلام الذي يدعو الى الرحمة والدعوة الى سبيل الله بالحكمة والموعظة الحسنة يدعو لمثل هذه الاساليب التي يتم وصفها بالارهابية متجاهلين عن جهل او عن عمد صريح الآيات القرآنية كقوله تعالى (لا اكراه في الدين... لكم دينكم ولي دين .... ليس عليك هداهم .....أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مسلمين .. الخ هذه الآيات الكريمة الصريحة والواضحة التي تعطي الانسان الحرية المطلقة في اختيار الدين الذي يريد دونما اكراه وأجبار وعلى ضؤ ذلك يكون الحساب الاخروي .

وخلاصة الأمر فان الالحاد موقف فكري ايديولوجي ينكر وجود الخالق ، في حين أن العلمانية ليست ايديولوجيا ، أي ليست لها وجهة نظر فلسفية كالماركسية أو الاسلام مثلا حول الكون والحياة والأنسان ، وأنما هي أسلوب حكم يتم من خلاله تحييد الدولة للدين في المجال السياسي، وتمكينها من ادارة التعددية في المجتمع ، بهدف تحقيق المساواة والعدالة ، وتطبيق أحكام القانون على الجميع دونما تمييز على أساس الدين ، أو العرق ، أو القومية او غيرها ، وهذا هو الفهم الذي أميل اليه وأعتقد أنه الأنسب وخاصة في المجتمعات التي تتعدد فيها الاديان والطوائف ، والأعراق والقوميات ، وهو ما تأخذ به تركيا ــ المثل الاعلى للحركات الاسلامية المعاصرة ـــ منذ مصطفى كمال أتاتورك ، وحتى أردوغان وحزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الاسلامية والحاكم حتى الآن.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/07/29 الساعة 10:12