اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

تراجع فزعة الجيران

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/24 الساعة 12:13
مدار الساعة,


الكاتب : اسماعيل الخوالدة
كان الناس قديماً يحبون السكن قرب بعض، لا يفصل بين المنازل إلاّ مساحات ضيقة، وربما لا تسمح مساحته إلاّ بمرور شخص واحد، حيث كانت تقع المباني ذات الطابقين في الأزقة، لدرجة أن الجارات كن يتبادلن الأحاديث بين بعضهن البعض من نوافذ المنزل التي كانت تغطيها "الشراشف".
ومن أهم فوائد هذه الطريقة الترابط الاجتماعي القوي، ويظهر أن سكان "الحوش" جميعهم كأنهم منزل واحد وعائلة واحدة، يظهر هذا جلياً عند المناسبات، وقد لمستُ فزعة الجيران الحقيقية، حيث يشارك الجميع في أي مناسبة عند أي شخص من سكان الحوش، فإذا ما وجدت أسرة فقيرة، فإن الجيران يتعاونون في سد عوزها، بحيث يقدم كل جار ما يستطيع، بما في ذلك "فرش" المنزل، علماً أن المنازل كانت صغيرة جداّ..
في ايامنا هذه، لم يعد يسأل احد عن من يسكن بجانبه وربما لا يلتقيه إلاّ صدفة .
تلاشت "فزعة الجيران" في حياتنا بسبب المدنية والحضارة، وكذلك سرعة عجلة التقدم، فأصبح "الجوار" كلمة ليس لها أي انعكاس على حياتنا اليومية, وبات الكثير منّا لا يعرف من يسكن بجانبه, فكم من مريض لم يجد عائداً ممن لا يبعد عنه سوى أمتار محدودة, وكم من جائع، أو فقير، أو مدين، أو حتى قريب، لم يجد مواسياً، فقد جرفتنا تيارات الحياة بعيداً، وعصفت بنا المشاغل إلى حد ان نسينا فيه واجباتنا ومسؤولياتنا تجاه الجيران، كما كان عليه الأوائل.
قد يكون الترابط عبر لقاءات أسبوعية أو شهرية يتم فيها تبادل الأخبار والمعارف، ولا مانع من إنشاء ملتقى أو مركز اجتماعي لكل حي..
نأسف على ما وصل إليه حال الجيران اليوم، فقد قلّت الفزعة وانقطعت العلاقات، حتى بين سكان العمارة الواحدة، بل وامتدت القطيعة للأقارب والأرحام.
محزن ما نراه اليوم.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/24 الساعة 12:13