اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

هناك من بني آدم من هم اضل من الأنعام

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/24 الساعة 09:13
مدار الساعة,صورة,

خلقنا الله من نفس واحدة وهي نفس سيدنا آدم عليه السلام وخلق الله آدم من أديم الأرض ومن ثم خلق له زوجه من نفسه لتؤنس وحشته وتكون سكناً له، ويؤمَّنا لبعضهما المودة والرحمة. وتم الزواج والتكاثر بينهما وبين الإناث والذكور من ذريتهما حتى تعمر الأرض وهذا الكون لأجل مسمى حدده رب العالمين ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا (النساء: 1)). ولكن الأمر الذي يجعلنا نفكر في خلقنا هو أن الله خلق بنو آدم مختلفين في أشكالهم وألوانهم ولغاتهم وعقولهم وطباعهم وتصرفاتهم وتفكيرهم ... إلخ رغم أنهم جميعاً من نفس واحدة (وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّلْعَالِمِينَ (الروم: 22)). والأمر الأغرب من ذلك أن بعض الناس رغم أنهم متعلمون ويحملون الشهادات العليا المختلفة من البكالوريوس والماجستير والدكتوراه إلا أنهم يتصرفون تصرفات لا تنم عن فهم أو تربية أو علم أو خلق أو إحترام لبشريته وبشرية من حوله للأسف الشديد.

فإذا كانت تعاليم ديننا وتربيتنا في بيوتنا والعلم الذي تعلمناه لا يصقل تصرفاتنا وتعاملنا مع الأخرين في ظروف مختلفة فلا خير في كل ذلك. ونذكر في أحد محاضراتنا عن تأثير الدين والعلم في تصرفات الناس. سئلنا سؤال من بعض الحضور: لماذا يا دكتور السيؤون كثر في هذا العالم؟ فإبتسمت فأضاف السائل قائلاً: هل سؤالي غير منطقي؟ فقلت له لا. ولكن طلب الله سبحانه وتعالي منَّا كمسلمين أن نتدبر القرآن الكريم (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (النساء: 82)). ولكن كثيراً منَّا لا يرغبون في تدبر كتاب الله العزيز وقلوبهم مقفله (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (محمد: 24)). فإجابتي على سؤالك من القرآن الكريم، وهو إن الله أوضح لنا في القرآن أن السيئين كثر (وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (الأعراف: 179))، وقد ذكر الله أنهم كالأنعام في تصرفاتهم ولكنهم على صورة بني آدم. وفي آية أخرى ذكر الله أن أولئك السيئين لا يسمعون ولا يعقلون وهم كالأنعام بل هم أضل من الأنعام أي الأنعام أفضل منهم (أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلَّا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا(الفرقان: 44)).

فعندما نشعر بأن هناك أناساً الأنعام أفضل منهم في تصرفاتهم فعلينا ألا نسلمهم أي مسؤولية تعود على المسؤول الأول في المكان الذي يعملون به أو الجهة التي يعملون بها بالسمعة السيئة والضرر الذي لا حدود له، وهذه مسؤولية العقلاء منَّا. لأن الله كما قال خلقهم حطب لجهنم وحتى يُضرم نار جهنم بهم ولا إعتراض على أمر الله في أن خلقهم كذلك لأنه يقول في كتابه ( لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ (الأنبياء: 23))، ولهذا نقول في كثيراً من المواقف التي لا تسر البال من تصرفات بعض الناس "ولله في خلقه شؤون".

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/24 الساعة 09:13