الشبول يكتب: المؤسسات غير الربحية.. سم دس بالدسم

في الاردن تعودنا ان ننشىء مطبا يقطع الطريق بعد كل حادث سير يقع ويتناسب ارتفاع المطب مع حجم وبشاعة الحادث.

انشأنا في الثمانينات مراكز لتوزيع مادة الاسمنت بعد تغول التجار واصحاب رأس المال ووصول السعر في السوق السوداء الى خمسة اضعاف السعر الرسمي.

انشأنا وزارة التموين خدمة للمواطن والوطن وحتى لا نترك غذاء الناس بيد حفنة من التجار والربح هو الهدف الوحيد لمن يعمل في التجارة.

انشأنا المؤسستين العسكرية والمدنية لخلق توازن بين دخل الموظف العام والخاص وكانت الدولة تمارس ابوتها وامومتها لشعبها وتسهر على حياة الجميع.

مما سبق فان الدولة هي الضابط الاوحد لايقاع حركة المجتمع وان الخلل سيحصل ان تخلت الدولة عن هذا الدور المهم وان المجتمع سيتفسخ بدخول جهات لملء الفراغ واستغلال الامر لصالحها.

اطلعت على شهادة تسجيل لاحدى المؤسسات غير الربحية وهي هيئة اعتماد المؤسسات الصحية وتتالف من عشرة مؤسسين ستة منهم من القطاع الخاص ولديهم مؤسسات صحية مساهماتها كبيرة واربعة منهم يمثلون القطاع العام وهم في الواقع يمثلون صوتا واحدا مقابل الاصوات الستة .

ان امتلاك مثل هذه الجهات لقرار الاعتماد سيلغي تدريجيا المؤسسات القائمة ويعطل دخول مؤسسات جديدة كيف لا وهي التي تحدد المواصفات بما ينطبق عليها ولا ينطبق على غيرها .

الا يكفي تخلي الدولة عن قطاعات الصحة والتعليم والنقل وما نعانية من ازمات سير خانقة وعجز المواطن عن الحصول على معالجة طبية جيده واصبح لدينا مجتمع شبه مريض اما التعليم وما يعانيه
من هبوط في المستوى فلا يخفى على احد.

المؤسسات غير الربحية في ظاهرها الرحمة وفي باطنها العذاب فلنتصرف كدولة.