تعرفوا على حكومة العالم الخفية!

يجتمعون مرة كل عام. ويختارون مدينة مختلفة، وأكثر ما يجتمعون في مدن أوروبية. الاسم مختلف عليه، من يطلق عليهم حكومة العالم الخفية، وحكومة العالم السرية، وحكومة العالم العميقة. حكومة لا وجود لها على الورق، ولا تنتمي الى دولة ووطن معين، وليس لها وجود على الخرائط السياسية، ولا تعيين من برلمان أو بالانتخاب من الشعب مباشرة.
هل تصدقون أنها تضم عشرات من مختلف أرجاء العالم من قادة العالم سياسيين واقتصاديين واباطرة المال ورجال أعمال ودين. هم من يضعون أفكاراو خططا واستراتيجيات تحكم العالم، وتخطط لمستقبله بما يخدم مصالح قوى عالمية كبرى . وأكثر ما يستخدم في ذلك وسائل سرية للغاية وأحيانا حتى القائمون عليها لا يعرفون بعضهم البعض.
ليس هذا من باب التهويل والمبالغة وضروب المستحيل المطلق، إنما حقيقة. والخبر المنشور كل عام عن مؤتمر الحكومة السرية يتوقف عند حد الاشارة الى المكان، وابرز الحضور اسم أو اسمان فقط. فلم يجر أن تم نقل تفاصيل عن الحدث كما يجري في أي مؤتمر ينعقد في العالم، ولربما هذا هو من مكامن السرية.
بالتأكيد، فان أكثر ما يثير شهية السؤال عما يخططه هؤلاء الغامضون؟ وماذا يريدون من العالم، وما هي أجندتهم؟ وما هو سر قوتهم واستمراريتهم، ولماذا ليس لديهم مكان محدد؟ وهل هم المتحكمون في العالم؟ وهم صناع الازمات والحروب والانقلابات؟ وهم المحرك الخفي للتاريخ، اللهو الخفي كما يطلق في ادبيات السياسة؟
بلا شك من يقرأ التاريخ، ويوغل في الاحداث والوقائع والتحولات يلامس خيطا سريا وخفيا يتحكم في العالم. قوة لا مرئية تدير العالم من شماله الى جنوبه تصنع سياسات واستراتجيات وتسيطر على مفاصل القرار الاممي، وهي من ترسم السياسات التي تنفذها الحكومة العلنية والظاهرة.
وليام غاي كار في كتابه احجار على رقعة الشطرنج وثق لاسرار لما يجري في العالم السري. وان احداثا كبرى وجساما تقف وراءها قوة خفية وغامضة، وهو أول من استخدم مصطلح الايدي الخفية والسرية. وكما أن مؤلف قضية اغتيال مؤلف الكتاب مازالت واحدة من الجرائم الغاضمة في التاريخ المعاصر. وفي عام 1962 أصدر كاتب انجليزي شريب سبيريوفديش كتابا عنوانه الحكومة الخفية، وعثر عليه هو الاخر مقتولا في احد فنادق واشنطن.
في التحليل السياسي أصبح من الراسخ استخدام عبارة الحكومة الخفية والسرية، ومن متردفاتها نخلة العالم المتقدم والمتحرر، ويخولها تحكما وسيطرة على المؤسسات المالية والاعلامية، واحتكار صياغة الاحداث في العالم من حروب وازمات وانقلابات واغتيالات، وتحديد وجهة العالم سياسيا واقتصاديا، والتحكم بالمقدرات والثروات ومصائر الشعوب.
الدستور