اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الطورة يكتب: الكواكبي وجذور الاستبداد السياسي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/19 الساعة 23:35
مدار الساعة,العرب,اقتصاد,مال,المزار,الخراج,الدين,وزير,إسلام,المنح,نعي,رحمة,تقبل,ثقافة,

موضوع هذه المقالة هو أطروحات عبد الرحمن الكواكبي (1855ــ1902م) عن الاستبداد. فالكواكبي هو أحد مفكري ورواد النهضة العربية في القرن التاسع عشر، وأحد مؤسسي الفكر القومي العربي الحديث ،والذي اشتهر بكتابه «طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد»، الذي يعد من أهم الكتب في القرن التاسع عشر التي اهتمت بظاهرة الاستبداد السياسي اوما يسميه الكواكبي" بداء الاستبداد السياسي" وهو في رأيه المسألة الكبرى في الشرق عموما وفي المسلمين خصوصا حيث تبين لديه "أن الاستبداد أصل لكل فساد، والشورى الدستورية هي دواؤه".

في هذه المقالة اخترت نماذج من آراء الكواكبي التي جاءت في كتابه الشهير طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد وعرضتها بلغتها الأصلية في أغلب الأحيان وقد احببت ان يطّلع عليها المهتمون بمثل هذه الموضوعات في زمن استفحل فيه الاستبداد والفساد في كثير من دول العالم وبخاصة الشرقية والعربية في المقدمة منها . وهذه الآراء فيها الكثير من الدقة تشخيصا للمشكلة وتحليلا وتعليلا لأسبابها رغم اختلاف الاوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والعلمية التي عاش فيها الكواكبي عن أوضاع عصرنا وقضاياه.

ان الاطلاع على هذا النوع من الاراء مفيد للقارئ رغم ما في بعض تلك الآراء من تحامل وتجن مبالغ فيه بخصوص تخلف العقلية الشرقية ومنها العربية وأرجاعها الى ما يشبه كونها حالة جينية (وراثية) طبيعية يصعب تغييرها في حين تم اضفاء صفات ايجابية مبالغ فيها أيضا على العقلية الغربية وهي حالة تذكرنا بما يسمى بالنزعة المركزية الأوروربية التي تعتبر الجنس الآري أكثر تقدما وذكاء وتحضرا من الجنس السامي ومثال ذلك ما قاله الفليسوف اليوناني أرسطو بأن الطغيان حالة مرضية بالنسبة لليونايين لكنها طبيعية بالنسبة للشرقيين وكذلك أطروحات كل من المفكر الفرنسي ارنست رينان حول تفوق عقلية الشعوب الآرية على عقلية الشعوب السامية وكذلك أطروحات المفكرالالماني الأصل ودفوجل (ويترجمه البعض ويتفوجل) الذي أصدر كتابا عام 1957م استغرق اعداده حوالي ثلاثين عاما حول أطروحة كارل ماركس التي أسماها بالنمط الاسيوي للإنتاج لأنه لم يجد وفق نظريته في تطور مراحل الإنتاج نمطا ينطبق على شعوب الشرق في آىسيا فهذا النمط من الأنتاج لا هو عبودي ولا هو رأسمالي ولا هو اشتراكي وأنما سمّاه بالنمط الأسيوي للإنتاج والذي يعتمد فيه الإنتاج الاقتصادي على مياه الري كما هو الحال عند الشعوب التي تقطن على ضفاف الأنهار في مصر والعراق والصين وغيرها مما يتطلب وجود سلطة سياسية مركزية قوية تضبط توزيع المياه بين المزارعين وتحد من صراعاتهم حولها وهي سلطة أتسمت بالقسوة والأستبداد . وخلال دراسة ويتفوجل للتحقق من هذه الأطروحة ، زعم أن عددا من العلماء والباحثين الأوروبيين الذين وصفهم بالعباقرة والأذكياء جدا اكتشفوا ظاهرة أو سمة للنظم السياسية في دول الشرق لاتقل أهمية عن الأكتشافات العلمية والجغرافية الا وهي ظاهرة الأستبداد الشرقي!!

سيلاحظ القارىء الكريم ـــ وقد يدعوه ذلك للتعجب ـــ من خلال آراء الكواكبي أنها تكاد تعبر عن واقع الحال وكأن الزمان هو الزمان والحال هو الحال وبالتالي "ليس من المحال دوام المحال !!"

يرى الكواكبي وهو محق في ذلك أنه " ليس للأقدمين (العرب ) كتب مخصوصة في السياسة كغيرهم من الأمم كالرومان واليونان لكن لهم مؤلفات في الأخلاق ككليلة ودمنة ونهج البلاغة وكتاب الخراج " وهذا ان دل على شيء فأنما يدل على فقر الفكر السياسي عند العرب والمسلمين غير أنه يلاحظ أن هناك اهتماما واضحا حول هذا الموضوع عند الشرقيين المتأخرين كالترك والمصريين (رفاعة الطهطاوي) وخير الدين التونسي وأحمد فارس الشدياق وسليم البستاني.

يتساءل الكواكبي عن أسباب الاستبداد وأعراضه وما سره وماهو دواؤه ولماذا يكون المستبد شديد الخوف مع أنه يمتلك القوة ولماذا يستولي الجبن على رعية المستبد وما تأثير الأستبداد على الدين والعلم والمجد والمال والأخلاق والتربية ومن هم أعوان المستبد وهل يمكن التخلص من الأستبداد؟

يعرّف الكواكبي الاستبداد من حيث اللغة "بأنه غرور المرء يرأيه والأنفة عن قبول النصيحة". أما الأستبداد اصطلاحا فيعرّفه" بأنه تصرف فرد أو جمع في حقوق قوم بلا خوف أو هو صفة للحكومة المطلقة العنان التي تتصرف في شؤون الرعية كما تشاء بلا خشية من حساب ولا من عقاب" وأشد مراتب الأستبداد في رأيه التي يتعوذ منها الشيطان "هي حكومة الفرد المطلق الوارث للحكم والقائد للجيش والحائز على سلطة وصفة دينية ، فكلما قل وصف من هذه الاوصاف كلما قل وخف الأستبداد والعكس صحيح".

يرى الكواكبي بأن الحكومة المستبدة "تكون طبعاً مستبدة في كل فروعها من المستبد الأعظم أي رأس الدولة إلى الشرطي، إلى الفرّاش،إلى كنّاس الشوارع " أي أن القمع والاستبداد معمم في المجتمع فكل يقمع مادونه ، " وكل صنف من أصناف أعوان الحاكم لا يكون الا من أسفل أهل طبقته أخلاقاً، لأن الأسافل لا يهمهم طبعاً الكرامة وحسن السمعة إنما غاية مسعاهم أن يبرهنوا لمخدومهم بأنهم على شاكلته، وأنصار لدولته "، وبهذا يأمنهم المستبد ويأمنونه فيشاركهم ويشاركونه، وهذه الفئة المستخدمة يكثر عددها ويقل حسب شدة الأستبداد وخفته،" فكلما كان المستبد حريصاً على العسف احتاج إلى زيادة جيش الممجدين العاملين له المحافظين عليه، وأحتاج إلى مزيد من الدقة في اتخاذهم أو اختيارهم من أسفل المجرمين الذين لا أثر عندهم لدين أو لذمة، ومراتبهم عنده معكوسة اذ يجعل أسفلهم طباعاً وخصالاً أعلاهم وظيفةً وقرباً، ولهذا لا بد أن يكون الوزير الأعظم للمستبد هو اللئيم الأعظم في الأمة " كما أن هناك فئة من هؤلاء الممجدين الذين يدعون بـ(فقهاء السلاطين ) التي تبرر للناس بأسم الدين استبداد الحاكم وتواسيهم بالقول ( يابؤساء : هذا قضاء من السماء لا مرد له، فالواجب تلقيه بالصبر والرضا والالتجاء إلى الدعاء، فأربطوا ألسنتكم عن اللغو والفضول، وأربطوا قلوبكم بأهل السكينة والخمول، وأياكم والتدبير فإن الله غيور، وليكن وردكم: اللهم أنصر سلطاننا، وآمنّا في أوطاننا، وأكشف عنّا البلاء، أنت حسبنا ونعم الوكيل !).

يعارض الكواكبي الرأي القائل" بأن الأستبداد السياسي متولد عن الأستبداد الديني وأنهما أخوان أو صنوان" بينهما رابطة قوية تتمثل في اذلال الإنسان لأنهما حاكمان أحدهما (السياسي ) يتحكم في الاجسام والثاني (الديني ) يتحكم في عالم القلوب وهذا الرأي عند الكواكبي خاطىء ولايمكن تعميمه على الإسلام " فالقرآن الكريم لم يأت مؤيدا للأستبداد السياسي أو غيره وأنما دعا الى الحرية حتى في المجال الديني اذ لااكراه في الدين " وعمر بن الخطاب (رض) قال متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا ؟ لكن المستبدين أستغلوا الأديان ومنها الأسلام من خلال فقهاء السلاطبن في التحكم بالناس من خلال تفاسيرهم وتاويلاتهم المنحرفة " الى درجة يلتبس فيها على العوام الفرق بين الاله المعبود بحق وبين المستبد المطاع بالقهر" . " فما من مستبد سياسي الا ويتخذ له صفة قدسية يشارك بها الله أو تعطيه مقاما ذي علاقة مع الله يساعده على هذه الحال بطانة ممن يسمون بالفقهاء حيث يعينونه على ظلم الناس بأسم القدر والجبر"(أي أن ما يعانيه الناس من قهر واستبداد هو قدر من الله لاراد له وأن الناس مجبرون على قبوله) وأقل ما يعينون به الأستبداد هو السعي لتفريق الأمم الى مذاهب وشيع متعادية تقاوم بعضها بعضا فتذهب ريح الأمة نتيجة لهذه السياسة التي يعتمدها المستعمرون عبر العصور أي سياسة فرق تسد .ان الدين الحقيقي كما جاء على السنة الأنبياء والمرسلين بريء من تهمة الأستبداد والمعاونة عليه "وخير مثال على تطبيق الأسلام ونظرته للحكم هي حكومة المدينة برئاسة الرسول (ص) والخلفاء الراشدين من بعده الذين فهموا معنى ومغزى القرآن النازل بلغتهم فعملوا به وأتخذوه اماما فأقاموا حكومة قضت بالتساوي حتى بين أنفسهم وبين فقراء الأمة في نعيم الحياة وشظفها لكن هذا النموذج من الحكم الرشيد لم يستمر طويلا فأخذ بالتناقص وصارت الأمة تبكيه من عهد عثمان الى الآن وسيدوم بكاؤها الى يوم الدين مالم تستبدله بطراز سياسي شوري ذلك الطراز من الحكم الذي اهتدت اليه أمم الغرب (أي النظام الديمقراطي)".

المستبد عند الكواكبي "عدو للعلم ونصير للجهل لان العلماء يسعون الى تنوير العقول وتهذيب السلوك والأخلاق والمستبد يسعى لأطفاء هذه الأنوار لأن العوام الجهلة هم قوة المستبد فبهم يصول ويجول ، يغصب أموالهم فيحمدونه على أبقائه حياتهم ويهينهم فيثنون على رفعته ويغري بعضهم على بعض فيفتخرون يسياسته واذا أسرف في أموالهم يقولون عنه كريم واذا قتل منهم ولم يمثّل يعتبرونه رحيما ويسوقهم الى خطر الموت فيطيعونه حذر التوبيخ أما اذا أرتفع الجهل وتنوّر العقل فأن الخوف سيزول وحينئذ لاينقاد الناس لغير منافعهم وعند ذلك لابد للمستبد من الأعتزال او الأعتدال ".

يرى الكواكبي "أن أكثر خوف الحكام هو من ادراك الناس لمعنى كلمة لااله الا الله أي لامعبود ولاخالق الا الله ومعنى ذلك للمستبد أنه لايستحق الخضوع لأي كائن غير الله تعالى " واذا أدرك العوام ذلك كانت بداية وعيهم والثورة على الحاكم "ولذلك ما انتشر نور العلم في أمة قط الا وتكسرت فيها قيود الأستبداد وساء مصير المستبدين من رؤساء سياسة ورؤساء دين ". لقد سلك الأنبياء والمرسلين عليهم السلام في انقاذ الأمم من فساد الأخلاق مسلك الأبتداء أولا بفك العقول من تعظيم غير الله تعالى أومن الاذعان لسواه من خلال تقوية الأيمان ثم جهدوا في تنوير العقول بمبادىء الحكمة وتعريف الأنسان كيف يملك ارادته وحريته في أفكاره ومعتقداته وبذلك هدموا حصون الأستبداد وسدوا منابع الفساد.

يعرض الكواكبي الفروق والخصائص التي تميز الشخصية الغربية عن الشخصية الشرقية و هي بالطبع فروق تخلق واقعا قابلا لاحتضان الأستبداد عند الشرقيين بينما العكس يكون صحيحا بالنسبة للغربيين، مؤكدا على أن "الغربي مادي الحياة وقوي النفس بشكل عام ويعتبر الفضيلة كلها على أنها القوة، ويحب العلم ولكن لأجل المال والمجد أيضا لأجل المال، ويقدّر العقل وحريته بشكل مطلق والعز عنده في الغلبة واللذة في المائدة والفراش، بينما أهل الشرق هم” أدبيون ويغلبهم سلطان الحب والميل للرحمة ولو في غير موقعها واللطف ولو مع الخصم، ويرون العز في المروءة، والغنى في القناعة والراحة في الأنس والسكينة، واللذة في الكرامة ويغضبون ولكن للدين فقط، ويغارون ولكن للعرض فقط فكأن شرفهم كله في مستودع فروج نسائهم !! " قد يتعرضون للظلم أكثر من مرة، وقد يتنازلون لحريتهم واستقلالهم الشخصي مقابل الإرضاء للسلطان وللغير، بينما يسعى الغربي جاهدا لقطع يد الظالم وعدم المساومة في الحرية والأستقلال الفردي "الشرقي بطبعه سريع التصديق وربما النسيان، وأنه أبن الماضي أكثر من الحاضر والغربي أبن الحاضر والمستقبل أكثر من الماضي وحريص على القوة والعز أكثر من الدين ويصدّق أكثر ما هو ملموس ومحسوس . الشرقي عليه لأميره حقوق وليس له حقوق ويسير على مشيئة وأهواء أمرائه، بينما الغربي له على أميره حقوق وليس عليه حقوق هذا بالاضافة الى أن المسلمين يعانون من الجمود الديني ويدينون بالإسلام انقيادا منهم لمن تقدمهم".

ان أسير الاستبداد " فاقد لحب وطنه لأنه غير آمن على الاستقرار فيه ويود لو انتقل منه (أي يهاجر) كما أنه ضعيف الحب لعائلته لأنه ليس مطمئنا على دوام علاقته معها كما أن ماله معرض للسلب وشرفه معرض للأهانة ، وهذه الحال هي التي تحمل أسير الأستبداد على أن يكون شديد الحرص على حياته الحيوانية وأن كانت تعيسة لأنه لايعرف غيرها أما الأحرار فتكون منزلة حياتهم الحيوانية في آخر سلّم مراتب اهتماماتهم "....ان جرثومة دائنا كمسلمين حسب الكواكبي هي خروج ديننا عن كونه دين الفطرة والحكمة دين النظام والنشاط الى دين الخلل والتشويش دين البدع والتشدد وقد دب فينا هذا المرض منذ ألف عام فتمكن فينا وأثر في كل شؤون حياتنا".

يقول الكواكبي إن الناس في ظل الاستبداد " يكونون مضطرين إلى استباحة الكذب والتذلل والغش والخداع وخفض الصوت ونكس الرأس وغيرها من الثقافة التي يسميها بثقافة التسفّل والتي يكتسبها الفرد من محيطه الاجتماعي وهي أكثر من منزله، وبدونها يبدو غريبا فيما بين أعضاء المجتمع وربما يفقد بعضا من مكتسباته وحقوقه الخاصة، أو يتعرض للظلم والإساءة المباشرة لنفسه ولأهله، ويفقد إرادته الخاصة ناهيك عن العرض المنتهك والمستباح دائما من قبل أعوان المستبد وأذنابه وستكون الملذات الأكثر اهتماما في ظله هي الأكل والراحة النفسية أوالأهتمام بالحفاظ على الحياة الحيوانية ". ومن الملفت للنظر أن العلاّمة ابن خلدون قد أشار في مقدمته لكثير من هذه الصفات التي ذكرها الكواكبي والتي يتخلّق بها الأفراد أو الجماعات المستبد بها اذ يقول ( من كان مرباه بالعسف والقهر" أي بالأستبداد "من المتعلمين من المماليك أو الخدم سطا به القهر وضيّق على النفس في انبساطها وذهب بنشاطها ودعا الى الكسل وحمل على الكذب والخبث وهو التظاهر بغير ما في ضميره خوفا من انبساط الأيدي بالقهر عليه وعلّمه المكر والخديعة بل وكسلت النفس عن اكتساب الفضائل والخلق الجميل وهكذا وقع لكل أمة حصلت في قبضة القهر ونال منها العسف.. وأنظر في اليهود وما حصل بذلك فيهم من خلق السوء حتى أنهم يعرفون بالتخابث والكيد وسببه القهر والأستبداد والاستعباد".

أما كيف يمكننا مقاومة الأستبداد وأحتواء انتشاره فقد اقترح الكواكبي مجموعة من القواعد والوسائل التي باتباعها ربما تساعد على الحد منه وكبح غيّه ، "ومنها أنه لا يعالج الأستبداد بالأستبداد، وإنما يقاوم بالحكمة وبالتدريج ردعا للفتن وتفاديا للأسوأ وذلك بتهيئة الظروف المناسبة قبل البدء بالعمل على التخلص منه حتى لايكون استبدال استبداد باستبداد آخر أشد منه وطأة وهو بذلك يسير مع القاعدة الفقهية لدى السنة التي لاتجيز الخروج على الحاكم المسلم الا اذا أظهرالكفر البواح لأن الخروج عليه قد يؤدي الى أضرار تفوق أضرار الوضع القائم الذي ثار الناس عليه". يدرك الكواكبي مسبقا بأن احتواء الأستبداد يتطلب وقتا ويحتاج إلى تعميم الأفكار والأستناد إلى الرأي العام، " كما يشير إلى وجود حالات تساعد الراغبين في التخلص من الأستبداد والأستفادة القصوى منها والمطالبة بالتغيير وخاصة عقب الهزائم العسكرية ، أوالأستهانة بالدين التي تصدر من الحاكم تباعا ويمارسها تكرارا، وعند فرض المضايقات والأعباء المالية (الضرائب وغلاء الاسعار) التي لا يقدر الناس على دفعها ولم يفكرالحاكم بخطورة عواقب فرضها، وحدوث الكوارث والمجاعات والتي لا يرى الناس فيها مؤازرته وتأخره " أي الحاكم "في الحركة نحوهم، والاستفزاز المؤدي إلى الغضب الجماعي مثل انتهاك العرض ، والموالاة مع من يعتبره الناس عدوا، وكل هذا يعتبر فرصا يمكن استغلالها، ويستحسن الاستثمار بها من قبل من يحملون هم التغيير ويسعون إلى تقرير مسار التحول المجتمعي".

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/19 الساعة 23:35