اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الرواشدة يكتب: هذه «العفاريت» التي تطاردنا..!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/16 الساعة 10:58
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

ما الذي دفع اغلبية المجتمع الى اعلان غضبهم على مسلسل "جن"، هل تفاجأنا فعلا بان مؤسساتنا المسؤولة عن الرقابة لم تقرأ المحتوى ولم تتابع التصوير، هل صدمتنا الحالة التي وصل اليها بعض شبابنا الصغار الذين تجرأوا على كسر "التابوهات" وتجاوزوا قيمنا وتقاليدنا واسأوا اليها ،هل افزعتنا صورتنا الاخرى القابعة في بعض مناطقنا وفئاتنا الاجتماعية التي كنا نحرص على اخفائها بعد ان ظهرت في مرآة الدراما مكشوفة تماما؟

لا اريد ان اكرر ما قلته في هذه الزاوية اكثر من مرة عن "حالة مجتمعنا " الصعبة وكيف يفكر الناس في بلادنا، ولا عن التحولات الاجتماعية المفزعة التي اصابت منظومة القيم والاخلاق لدينا. يكفي هنا ان اقدم محاولة لفهم ما حدث من ردود افعال حول هذا العمل الفني الذي اثار غضب اغلبية المجتمع وفتح عيوننا من جديد، ليس على ازمة الدراما فقط وانما على ازمات التعليم والمدارس والسياحة وفاعلية المؤسسات المعنية وادائها وقبل ذلك "ازمة" احترام النظام العام في الدولة والمجتمع معا.

لدي هنا ثلاثة اسباب يمكن ادراجها في سياق فهم هذه الردود الغاضبة: الاول ان الحقل الاجتماعي الذي يعتبره اغلبية الناس آخر الحصون للدفاع عن وجودهم تعرض على مدى السنوات الماضية لمحاولات عديدة من العبث، وخاصة فيما يتعلق بالشباب، فقد شهدنا نماذج عديدة منها "قلق" ومنها "عبدة " الشياطين ومنها مسلسلات درامية خدشت الحياء العام، ثم جاءت هذه الواقعة في هذا السياق الملغوم، وبالتالي كانت ردود الناس عليها على هذا الشكل لانها فهمت كجزء من اختراقات مقصودة وليست مجرد اخطاء عابرة.

اما السبب الثاني فهو ان هذا العمل الدرامي حظي بدعم كبير من مؤسسات الدولة، وكان هدفة ابراز المجتمع الاردني والترويج لما لدينا من اماكن سياحية، وبالتالي كان يفترض ان نقدم افضل مما لدينا، وان تتحمل المؤسسات المعنية مسؤولياتها في المراقبة والمتابعة لضمان انتاج عمل فني لائق، لكن ما حدث كان عكس ذلك تماما، فالمسلسل "متواضع" فنيا ومشوب بمضامين تتناقض مع قيمنا وتقاليدنا، والمؤسسات تنصلت من مسؤولياتها الامر الذي اثار غضب الناس واستنكارهم .

اما السبب الثالث فيتعلق بما تراكم في ذاكرة مجتمعنا، والمجتمعات الاخرى ايضا، من تجارب عكست محاولات بعض الجهات الخارجية والداخلية لتدمير منظومة القيم والاخلاق فيها، يكفي ان اشير هنا الى ان استدعاء منظمات المجتمع المدني الممولة من الخارج في النقاش حول المسلسل الخير جاء في سياق "التشكيك" والادانة، نظرا لدورها في الدفاع عن مثل هذه الممارسات باعتبارها استحقاقات دولية لحقوق الانسان، حتى لو انها لم تنسجم مع خصوصيات مجتمعنا وقيمنا المعروفة.

ملاحظة اخيرة وهي ان "حجة" البعض بان هذه الممارسات التي تضمنها المسلسل تعكس "الواقع" الذي نحاول ان نخفيه، لا تبدو وجيهة تماما، صحيح ان لدينا اخطاء وتراجعات في القيم وخاصة لدى الشباب، لكنها ما تزال في اطارها المحدود، وفي السر ايضا، ويجب ان نتحرك لمواجهتها، اما ان نعممها على المجتمع من خلال الدراما او الاعلام باعتبارها حالة عامة، ثم ان نسوقها باعتبارها جزءا من النهضة والتقدم (!)، فهذه "سقطة" كبيرة لا تستحق الرد.

وصحيح لدينا انواع عديدة من"العفاريت"التي تطاردنا، ويفترض ان نواجهها بالغضب، وان نتحرك لوقف "وساوسها" القاتلة (ليس بالبخور طبعا)، لكن هذا "الجن" الذي يستهدف قيمنا واخلاقنا، سواء اكان على شكل مسلسل او مبادرة او تشريع .. الخ لا يقل خطرا عن غيره من العفاريت، مما يستدعي ان نطرده من بلادنا ايضا.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/16 الساعة 10:58