اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

سوار الذهب يتململ في قبره

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/10 الساعة 05:04
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

«السلطة أشهى من المرأة»، مقولة تُنسب إلى أفلاطون وإلى غيره، وبصرف النظر عن صاحبها، فهي تنطبق أكثر ما تنطبق على عالمنا العربي الذي يتشبّث رؤساؤه بالسلطة حتّى آخر رمق، وتكرّرت الأمثلة في السنوات العشر الأخيرة حتى أنّنا لا نجد استثاء واحداً.

على أنّ التاريخ العربي الحديث يحمل بقعة ضوء زاهية نادرة، لا يمكن أن تُنسى، فالرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب وصل إلى السلطة بغير رغبته، وتركها طوعاً، وحافظ على الطريقة السلمية لتسليم الحُكم بديمقراطية عزّ نظيرها، ولم تُسكب خلالها نُقطة دم واحدة في أنحاء السودان الكبير.

مشهد الخرطوم في الاسبوع الماضي، حيث مجزرة حقيقية حصدت أرواح أكثر من مئة مواطن وأصيب فيها المئات، ظلّ يستدعي في ضمير السودانيين والعرب اسم سوار الذهب، والمفارقة أنّ هذا يجري بعد أشهر قليلة من وفاته راضياً مرضياً.

ومع هذه الأجواء المجنونة، من حقّنا أن نضع أيادينا على قلوبنا خوفاً على السودان، وليس مبالغة القول إنّه قد يذهب إلى حروب أهلية لا سمح الله إذا تواصل هذا التشبّث المريض بالسلطة على حساب المصلحة الوطنية، ولا ننسى أنّ البلاد لم تعش فترات هدوء إلاّ قليلاً، وعانى الكثير من أجواء العنف المدمّرة.

من الواضح أنّ الشعب السوداني لن يتراجع أمام قمع العسكر، وذهب بدءاً من أمس إلى حالة من العصيان المدني، ولكنّ الترهيب متواصل في الشوارع، وتجوب في أنحاء الخرطوم ميليشيات ما يسمّى بـ «قوات الدعم السريع»، وهذا ما يمكن اعتباره التربة الخصبة للفوضى التي لا تنتهي إلاّ بخسارة الجميع.

ما أحوج السودان اليوم إلى رجال كعبد الرحمن سوار الذهب، يضعون المصلحة الوطنية عنواناً لعملهم، ولا يتشبثون بالكراسي التي لا تدوم لأصحابها، ونظنّ أنّ الرجل العظيم يتململ في قبره حسرة على بلاده الحبيبة، وللحديث بقية!

«السلطة أشهى من المرأة»، مقولة تُنسب إلى أفلاطون وإلى غيره، وبصرف النظر عن صاحبها، فهي تنطبق أكثر ما تنطبق على عالمنا العربي الذي يتشبّث رؤساؤه بالسلطة حتّى آخر رمق، وتكرّرت الأمثلة في السنوات العشر الأخيرة حتى أنّنا لا نجد استثاء واحداً.

على أنّ التاريخ العربي الحديث يحمل بقعة ضوء زاهية نادرة، لا يمكن أن تُنسى، فالرئيس السوداني الأسبق عبد الرحمن سوار الذهب وصل إلى السلطة بغير رغبته، وتركها طوعاً، وحافظ على الطريقة السلمية لتسليم الحُكم بديمقراطية عزّ نظيرها، ولم تُسكب خلالها نُقطة دم واحدة في أنحاء السودان الكبير.

مشهد الخرطوم في الاسبوع الماضي، حيث مجزرة حقيقية حصدت أرواح أكثر من مئة مواطن وأصيب فيها المئات، ظلّ يستدعي في ضمير السودانيين والعرب اسم سوار الذهب، والمفارقة أنّ هذا يجري بعد أشهر قليلة من وفاته راضياً مرضياً.

ومع هذه الأجواء المجنونة، من حقّنا أن نضع أيادينا على قلوبنا خوفاً على السودان، وليس مبالغة القول إنّه قد يذهب إلى حروب أهلية لا سمح الله إذا تواصل هذا التشبّث المريض بالسلطة على حساب المصلحة الوطنية، ولا ننسى أنّ البلاد لم تعش فترات هدوء إلاّ قليلاً، وعانى الكثير من أجواء العنف المدمّرة.

من الواضح أنّ الشعب السوداني لن يتراجع أمام قمع العسكر، وذهب بدءاً من أمس إلى حالة من العصيان المدني، ولكنّ الترهيب متواصل في الشوارع، وتجوب في أنحاء الخرطوم ميليشيات ما يسمّى بـ «قوات الدعم السريع»، وهذا ما يمكن اعتباره التربة الخصبة للفوضى التي لا تنتهي إلاّ بخسارة الجميع.

ما أحوج السودان اليوم إلى رجال كعبد الرحمن سوار الذهب، يضعون المصلحة الوطنية عنواناً لعملهم، ولا يتشبثون بالكراسي التي لا تدوم لأصحابها، ونظنّ أنّ الرجل العظيم يتململ في قبره حسرة على بلاده الحبيبة، وللحديث بقية!

basem.sakijha@gmail.com
الرأي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/10 الساعة 05:04