اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الإنْسَانُ مُلْهِمْ العُلَمَاءُ لتصنيع الحاسوب

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/02 الساعة 03:50
مدار الساعة,ثقافة,

يتكون الإنسان من مكونات ثلاثة أولاً: المكونات المادية وهي التى تُرَى بالعين وتُلْمَس باليد وهي أعضاء وأجهزة جسم الإنسان كاملاً بما يحتويه من أجهزة إستقبال للمدخلات(العينين والأذنين والأنف والفم والحواس) وأجهزة إخراج للمخرجات (الفم وتعابير الوجه والإشارات ... إلخ) وعقل للتفكير ولإجراء ما يطلب منه من أعمال. وذاكره رئيسة في الدماغ لتخزين ما يتعرف عليه وما يتعلمه ويراه بشكل يومي منذ طفولته وحتى يصبح شاباً وربما كهلاً إذا كتب له العمر الطويل وذاكره مساعده (دفتر التلفونات ودفتر المأكولات والمؤلفات العلمية ... إلخ). والروح وهي التي تَدُب الحياة في هذا الهيكل المادي وتُشَغِّلَ جميع أجهزته (ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِن رُّوحِهِ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ (السجده: 9))، والتي بدونها يصبح الإنسان هيكل مادي لا فائده منه وليس له قيمة وهذا ما يحصل عندما يتوفى الله الإنسان وتُسْحَبَ الروح منه. علاوة على ما يكتسبه هذا الإنسان من علم ومعلومات وخبرات خلال حياته تسمى تطبيقات عمليه من الحياة. ولو وضعنا ذلك في معادلة لأصبحت مكونات الإنسان كما يلي:

مكونات الإنسان = المكونات المادية (جسمه أي هيكله المادي بكل أجهزته) + الروح (نظام تشغيل جميع أجهزة المكونات المادية لجسمه) + علمه وخبرته وثقافته (التطبيقات العملية) والتي إكتسبها الإنسان ويستفيد منها ويفيد غيره.

يُوْلَدُ الإنسان طفلاً (من هيكل مادي وروح) ويبدأ بالتعلم لبعض الكلمات ومن ثم بعض الجُمَل القصيرة مثل بابا وماما وبدي مم أو بدي إمبوه ... إلخ. وبعد ذلك يُرْسَل إلى الحضانة والروضه والمدرسة الإبتدائية والإعدادية والثانوية ومن ثم للجامعة إن تمكن من ذلك حيث يتخرج بتخصص ما مثل طبيب أو مهندس أو غيره. أي لولا وجود هذا الهيكل المادي الصحيح والسليم والروح التي تُشَغِّل جميع أجهزته المادية لما إستطعنا أن نجعل من هذا الإنسان طبيباً أو مهندساً أو غيره. ونكون بذلك جعلنا منه إنساناً فاعلاً ومنتجاً ... إلخ في المجتمع. فمما تقدم نجد أن العلماء قبل تصنيعهم للحاسوب فَكَّرٌوا كثيراً ومَلِيًّا في الإنسان وحاولوا تقليده نوعاً ما، ولكن شَتَّانَ ما بين صُنْع الإنسان وخلق ربَّ العالمين. أي الإنسان بمكوناته التي ذكرناها كان هو المُلْهِمُ للعلماء في تصنيع مكونات الحاسوب.

فتم تصنيع جهاز الحاسوب ليتكون بالفعل من المكونات المادية والتي تسمى هارد وير (Hardware) وهي (أجهزة إدخال المدخلات وأجهزة إخراج المخرجات والذاكرة الرئيسة والذاكرة المساعدة (بمختلف أنواعها الأقراص الممغنطة والفلاش ميموري وغيرها)، والمعالج ... إلخ + نظام التشغيل الذي يَبُث الحياة في جميع أجهزة الحاسوب (الروح عند الإنسان) + ما على هذا الحاسوب من تطبيقات محاسبية ومالية وإدارية وغيرها(Software). فنخلص إلى أن معادلة مكونات جهاز الحاسوب = المكونات المادية + نظام التشغيل (روح الحاسوب) + ما عليه من تطبيقات يستفيد منها المستخدم. وإذا نُزِعَ نظام التشغيل (روح الحاسوب) منه أصبح كتلة من مكونات مادية لا فائده منها ولا يشتغل فيه أي جهاز من أجهزته. ولكل حاسوب مواصفات تختلف عن الآخر وكذلك الإنسان. فهناك جهاز حاسوب متطور جداً للغاية ملون وسريع ... إلخ وجهاز وسط وجهاز بسيط وكل حاسوب له ثمنه. وكذلك الإنسان، نجد إنسان متعلم ومثقف ثقافة عالية وآخر وسط وآخر أمي. ولقد تقدمت اليابان وغيرها من الدول في تطوير الرجل الآلي بالتدريج إلا أن وصلوا إلى مواصفات متنوعة وراقية يستطيع أن يطلبها الإنسان ويحددها فيه وكل ذلك يعود لتطوير الحاسوب الرقمي وتطبيقاته المتطورة جدا. فيا سبحان الله الذي (عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (العلق:5))، (فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلَا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (طه: 14)). وتطور تكنولوجيا المعلومات وعلوم الحاسوب في تقدم مستمر لا يقف عند حد معين.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/06/02 الساعة 03:50