القرار الصعب

يبدو أن الدائرة تضيق حول الأردن، ومناوراته السياسية أصبحت اكثر صعوبة، جرّاء الأحداث المتسارعة في المنطقة، وما تبعها من متغيرات دولية.
فها هي قمه مكة التي دعت لها السعودية على الأبواب، التي يبدو أن لها علاقه بالموضوع الإيراني وآخر التطورات في منطقه الخليج .
يتبعه أيضا حدث مهم واكثر صعوبة على الاردن في نهاية حزيران القادم، المتعلق بورشة البحرين الاقتصادية التي دعت لها الولايات المتحدة لبحث موضوع الاستثمار في الضفة وبعض دول المنطقة تمهيدا لصفقة القرن المزعومة والتي تعني تقديم الخبز مقابل الأرض دون مناقشة للوضع السياسي.
اما الشق الأول فإن الموقف الأردني ثابت وواضح ومنحاز إلى السعودية، وفي ظل الاشتباك وموسم القرارات واتخاذ المواقف والاصطفافات المباشرة لم يعد الأردن يملك ترف الوقت ويتحتم عليه أن يتخذ قراره ويتحمل نتائجه لوحده، دون مراهنات في ظل الضعف الأوروبي المنشغل بمشاكله وعجزه عن مواجهة الولايات المتحدة الأمريكية في القضايا التي تهمه اساسا، ليس آخرها موضوع الاتفاق النووي الإيراني ومنعها من التعامل الاقتصادي معها وما سببه من أضرار وحالة من الارتباك .
اما روسيا والمراهنة عليها فان لها أيضا حسابات مختلفة مع انشغالها في الموضوع السوري ووضعها كامل ثقلها فيه، وعودتها إلى سيرتها الأولى بالاكتفاء ببيانات الرفض دون موقف ثابت فيما يتعلق بما سمي بصفقه القرن.
أما التنين الصيني فما زال صامتا وفي حالة ترقب من بعيد.
اذن كل الأوضاع من حولنا تشكل طوقا يصعب الافلات منه وخيارات أحلاها مر بعد أن تغيرت قواعد اللعبه السياسية التي كنا دائما نعتمد فيها على عامل الزمن والموقف الوسط المعتدل بعيدا عن التحالفات.
فهل هناك مفاجآت تحمل لنا طاقة الفرج تساعدنا للخروج من الازمة بأقل الخسائر.

الدستور