اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

أختار لأُبدع

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/14 الساعة 16:02
مدار الساعة,الأردن,

*فوزي الجوهري
يواجه المجتمع الأردني الكثير من المصاعب التي يحملها الشعب على عاتقه. فيبدأ الشعب باتهام الحكومة بأنهم سببا لتلك المصاعب.

عدم تطور الأردن قد يكون متعلق باتهامات الشعب للحكومة ولكن سبب اخر لتراجع الأردن هو تأثير المجتمع على أخذ القرارات.

وأهم مثال على هذا التأثير المجتمعي هو توجيه الأبناء من قبل أولياء أمورهم لمجالات الطب و الهندسة فقط.

فازدياد عدد الأطباء و المهندسين سيزيد من مستوى البطالة، و سيقلل من فرصة المواطن في ايجاد فرصة عمل، لأن المتوفر هو مهندس أو طبيب فقط فأصبح هناك اشباع في السوق لهذه المهن.

فخريج جديد من المدرسة كان يحلم بأن يتخصص بمجال الفن والرسم، واخر كان يحلم بالموسيقى، وغيره يريد أن يصبح أكبر ممثل في هوليوود، وذاك يريد أن يفوز بلقب "Top chef".

واخر يريد أن يصبح منتج أكبر أفلام الاكشن، وغيره يجد مهنة التعليم ممتعة، واخر يريد أن يفتح أشهر محطة كوميدية، واخر يريد أن يصبح أهم ناشط في الحفاظ على البيئة.

وهناك الكثير الكثير من المجالات التي ربما لم تسمع عنها في حياتك ولكن الأكيد أن شخصا كان يرغب أن يتخصص بها ولم يسمح له.

وهذه هي المشكلة، أن الأهل مضطرون أن يستخدموا حجة"بطعميش خبز" أو "عشان سمعة العيلة، وترفع راسنا" لغصب أولادهم بطريقة غير مباشرة على اختيار مجالات الطب أو الهندسة. فالمجتمع غيّر فكر الناس وجعلهم يظنون أن التخصص بأي مجال اخر عبارة عن عار أو للذكور على وجه التحديد "مش للزلام".

فبمجرد اقناع الأبناء باختيار التخصص المرغوب للاهل والمجتمع ، سيشعرون بالاحباط وستخيب امالهم وتضيع أحلامهم بأن يكون لهم دورا في رسم مستقبل البلاد.

وبعدما يفقد أمله، يرحل ويهاجر ليحقق أحلامه عند دول الغرب التي ستستفيد من قدراته. وبهذا يكون الوطن قد خسر هذه العقول والقدرات.

و هذا ما ينقصنا، تنوع مجالات العمل التي- بالنظر الى المستقبل- ستصنع وطنا يحتضن جميع من يشعر بالخيبة والعزلة والاختلاف وسيكون غني بالمبتكرين الذين سينهضون بوطننا الى بر تحقيق الأحلام.

وقبل أن أختم، تصديقا لكلامي، سأشارككم بقصة صديق لعائلتي أصر أهله على أن يدرس الطب، واستجاب لهم رغم ميوله لدراسة ادارة الأعمال و التسويق.

وأنهى دراسة الطب وحقق أمنية والديه واتجه الى العمل في المجال الذي يرغب فيه.

رسالتي اليكم أيها الأهل الأعزاء أن تتفهموا رغبات أولادكم لأنها قدرات ستبني مستقبلا زاهرا للوطن وربما تظهر قدرات وابداعات تفيد الوطن والعالم.

* طالب صف 11 في King’s Academy

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/05/14 الساعة 16:02