اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

«الإخوان»: من «الرفّ» إلى الطاولة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/30 الساعة 01:08
مدار الساعة,صورة,البرلمان,قائمة,

بأقل ما يمكن من ضجيج، بدأت فكرة القطيعة بين الدولة والاخوان تتبدد، الاشارات كانت واضحة بما يكفي لفهم ما حدث، وهو انزال ملف هذه العلاقة من فوق الرف الذي وضعت عليه منذ خمس سنوات الى الطاولة، اما الاسباب فاصبحت مفهومة، واهمها تمتين الجبهة الداخلية لمواجهة استحقاقات صفقة القرن .

منذ اشهار زمزم 2014، ثم انفصال الجماعة الى جماعتين 2015، وصولا الى تشكيل حزب الشراكة والانقاذ 2018، اصبحت خارطة» الاسلام السياسي» في بلدنا متعددة العناويين، كان ذلك بالطبع نتيجة ازمة داخلية تعرضت لها جماعة الاخوان اثر تراكم الخلافات والصراعات بين قياداتها التاريخية، مع قليل من التدخل الرسمي الذي استهدف محاصرة الاخوان واضعافهم، و ليس انهاءهم او اعلان الطلاق النهائي معهم .

الان تغيرت الصورة، فالجماعة منذ ذلك الوقت اختارت « الكمون «، وبدأت تبحث عن مسارات بديلة تعيد علاقتها مع الدولة : خاضت الانتخابات البرلمانية بعد ان قاطعتها لنحو عشر سنوات بكلتة الاصلاح التوافقية، ثم استدارت نحو خطاب تصالحي مع المجتمع ومراجعات لعلاقتها مع الدولة والنظام السياسي (لم يعلن عنها حتى الان)، ثم نزلت من فوق الشجرة التي صعدت اليها في الشارع للمطالبة بالاصلاح، كل ذلك وغيره كان بمثابة رسائل لاستعادة التحالف القديم، او على الاقل كسر حالة الجمود مع النظام السياسي، تحت عنوان المشاركة لا الشراكة .

على الطرف الاخر كان ملف الاخوان لدى الجهات الرسمية معلقا بانتظار المستجدات، فقد تم رفض ادراجهم على قائمة الحظر كما حصل في دول اخرى، كما ان الاتصالات لم تنقطع بينهم وبين المسؤولين،سواء اكانت بدافع المناسبات الاجتماعية او السياسية، لكن عنوان التعامل معهم تحول من منصة الديني الذي تمثله الجماعة الى منصة السياسي الذي تمثله كتلتهم في البرلمان، وكل هذا مفهوم في سياق ابقاء الجامعة كحاضنة ديموغرافية قبل ان تكون مظلة سياسية .

ما حدث في الاسابيع المنصرفة كان بمثابة «ترطيب» لاجواء العلاقة،او بالتعبير السياسي فتح الابواب بشكل موارب لاختبار ردات الفعل، ومن المتوقع ان تبقى المسارات مفتوحة تبعا للمستجدات القادمة، الاخوان هنا لهم وزن في الشارع فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية تحديدا ولهم علاقة مع حماس التي تمثل واجهة صد صلبة للتعامل مع صفقة القرن، ولهم امتدادات في العالم العربي والاسلامي ولهذا يمكن التعاون معهم وتوظيفهم لفرض وقائع جديدة تساهم في تغيير المعادلات السياسية المطروحة، سواء على صعيد استحقاقات تصفية القضية الفلسطينية، او امتداداتها الاقليمية والداخلية .

هل سيشارك الاخوان في الحكومة كما حصل في مطلع التسعينات ..؟ وهل ستتمكن الجماعة من استعادة لُحمتها بلم شمل المنشقين عنها ..؟وهل ستعود العلاقة بينها وبين الدولة كما كانت قبل نحو 20 عاما ..؟

في تقديري لن يكون ذلك، فالاخوان سيبقون قوة في البرلمان فقط، وستبقى تكتلاتهم الثلاثة قائمة سياسيا في دائرة التنسيق باقل مستوى وليس الاندماج، اما علاقتهم مع الدولة فستظل في اطار «التعاون» بمعنى في منطقة وسط بين المشاركات والتفاهمات، لكن يبقى بالنسبة للجماعة الاهم، وهو ضمان استمرار «وجودهم» كفاعل معترف به، ثم حضورهم في المشهد السياسي كطرف مقبول وليس كضيف ثقيل غير مرغوب فيه .

الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/30 الساعة 01:08