اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

لا نكتشفهم إلا حين يرحلون

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/29 الساعة 01:15
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

نتذكر الاعزاء حين يحملون حقائبهم للسفر الى الدار الاخرة، فنشيعهم بالحزن والدعاء، ونحتفي بمآثرهم وما قدموه لنا من انجازات، ثم نتأسى على رحيلهم، ونفتقد حضورهم، وكم نتمنى لو تأخر موتهم قليلا لنستدرك تقصيرنا معهم، او لنكرمهم كما يليق بهم، او لنعتذر ونقول لهم : الان انتبهنا لحجم خسارتنا بغيابكم، فسامحونا اذا لم ننصفكم الا بعد ان لوحتم بأيديكم الينا مودعين.

هذا حالنا مع رحيل الدكتور عبداللطيف عربيات رحمه الله، كما كان حالنا مع كثير من الراحلين المخلصين والطيبين الذين سبقوه، نتذكرهم ونشعر بفقدهم ، ونتزاحم لتقدير مواقفهم ، والاشادة بما اتصفوا به من فضائل، وكأننا كنا ننتظر حتى يموتوا لنكتشفهم، او كأن ضمائرنا لا تصحو الا في لحظة احساسنا بالتقصير معهم، ودائما بعد فوات الاوان.

كان الدكتور عربيات، رحمه الله، نموذجا للاردني الاصيل، وقبل ذلك كان انسانا بكل ما تحمله الانسانية من قيم واخلاقيات، حافظ على توازنه وحكمته وتواضعه في اشد لحظات اضطراب المزاج العام، وظل متمسكا باعتداله وسماحته مع الذين اختلفوا معه، وشكل حالة نادرة في احترام قواعد الاشتباك السياسي، والالتزام بأخلاقيات العمل العام.

نحتاج اليوم للوقوف امام مثل هذا النموذج الوطني الذي تحرك بيننا على مدى عقود، وتبوأ مناصب عديدة في المجالين الرسمي والمعارض، حيث المعارضة الشريفة وجه آخر للوطنية وليست نقيضا لها، لا لتقديم واجب العزاء او انتزاع اللحظة الحزينة للاستثمار فيها سياسيا كما يفعل البعض، وانما لكي نتعلم من تجربته الغنية بالدروس والعبر، ولكي نعترف ان بعضنا اخطأ حين تعمد عدم الانصات لصوته وحكمته، او حين قفز من دائرة المصالحات التي رسمها مع كل ازمة كانت تحاصرنا ولا نجد منها اي مخرج، ثم لنعترف ان بيننا الان نماذج اخرى تشبهه او قريبة منه، رحمه الله، نحتاج ان نسمعها ونرد عليها التحية بمثلها او باحسن منها، لا ان نتجاهلها او ننتظر رحيلها لنرد الاعتبار اليها ونبادلها التحية والسلام.

الان بوسعنا ان نقول في حضرة غياب الرجل الفقيد، ولو متأخرين : كان يمكن للحركة الاسلامية التي استغرقت في ازماتها ودفعت ثمن اختلافاتها وصراعاتها، ان تنصت لصوت الراحل عربيات، ولو فعلت ذلك لما وقعت في «فخ» الصدام والانشقاق، كان يمكن لمجتمعنا ان يستثمر في مبادرة «جمعية العفاف « التي اطلقها رحمه الله، فيجد الالاف من شبابنا العازفين عن الزواج فرصة تسهل لهم بناء اسرة جديدة، كان يمكن ايضا لاجيالنا الذين يبحثون عن نماذج وطنية مستقيمة ونظيفة تلهمهم ( مهما كانت منطلقاتهم الفكرية والسياسية ) قيم الانتماء لوطنهم، ان يجدوا هذا النموذج لو قدمناه لهم حين كان يمشي ويتحرك بيننا، لكننا للاسف قصرنا في ذلك، وما نزال نغمض عيوننا على نماذج اخرى مثله، وكأن قدرهم وقدرنا ان لا نستذكر فضلهم علينا وحاجتنا اليهم الا بعد ان يرحلوا.

ما احوج بلدنا اليوم الى شخصيات وطنية عابرة للتقسيمات والمصالح الشخصية و"التكايا" السياسية ، ما احوجها للضمائر الحية التي تضحي بكل امتيازاتها لمصلحة الناس ومصلحة الوطن، كم من هؤلاء لا نزال نحتفظ باسمائهم في ذاكرتنا الوطنية العصية على الشطب، وكم من غيرهم مروا ولم يعد يتذكرهم احد.

رحم الله الفقيد الدكتور عبداللطيف عربيات، كان يتمنى ان يكون «جامعا" في وطنه وامته، فقدر سبحانه وتعالى ان تفيض روحه من «الجامع».


الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/29 الساعة 01:15