انتخابات نواب الأردن 2024 اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات وظائف للاردنيين احزاب رياضة أسرار و مجالس تبليغات قضائية مقالات مختارة مقالات جاهات واعراس مناسبات مجتمع دين ثقافة اخبار خفيفة سياحة الأسرة كاريكاتير طقس اليوم رفوف المكتبات

الكايد ومصاروة.. وقصة «قطعنا الشارع»

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/25 الساعة 10:30
مدار الساعة,معان,الأردن,مقالات,

عبد الحافظ الهروط
تموج في الرأس أشياء وأشياء، وأنت تقف عند «بوابة الرأي» القديمة، تستحضر جمعة حماد وسليمان عرار ومحمود الكايد ونظمي السعيد، وجميع الزملاء، والزائرين من كبار الدولة، وهم يدلفون الى «الصحيفة الأولى».

تسأل نفسك، من الذي جمع تلك الحشود، ومن دعاها؟ فيأتيك الجواب: الوطن والرأي والرأي الآخر.

وتسأل الرأي وأدواتها التقليدية، ورجالها ومعاناة اقلامهم: ماذا لو توافرت لها ولهم ادوات هذا العصر، وقد سهلّت على الاجيال اللاحقة مهام العمل والتحرر من ضغط الوقت، والعودة الى المنازل آخر النهار، لا آخر الليل؟!.

في تلك المرحلة، كانت الرأي تقود الإعلام الأردني برمته، فالحكومة وقطاعات الدولة تطلب ودها، والقراء على موعد معها لاقتنائها مع طلوع الفجر.

وفي الرأي كان «عميدها» المرحوم محمود الكايد يضبط ايقاع المواضيع بقلمه الأخضر، ايذاناً بالمرور، وبعض المقالات يطول التوقف عندها، إما لتعديل كلمة او توضيح معنى او تصحيح معلومة، ومن النادرما يوقف الكايد مقالاً، فقد كان يخّط في اعلاه أكثر من علامة استفهام؟؟؟ احتراماً لكاتبه وحتى لا يقول «لا يُنشر»، ذلك ان سقف المهنة عند الكايد مرتفع.

فضولاً، كنت أقرأ زاوية «كل يوم» للكاتب طارق مصاروة، قبل النشر، وفي احدى الندوات الاعلامية، سمعت المرحوم مروان دودين يقول «في الأردن كاتب عمود، واحد،.. هو طارق مصاروة».

انحاز الكايد إلى «كتّاب الأعمدة» في السنوات الاخيرة من قيادته الرأي عندما قرر رفع مكافآتهم، ولمّا حاول بعض الزملاء اقناعه بأن يكون للآخرين نصيب، أجابهم: من السهل أن يكون في الصحيفة جيش من الصحفيين، ولكن من الصعب أن تأتي بكاتب مميز.

لم أعرف، ربما مثل غيري، ما الذي دفع «أبا علي» ليغادر الرأي ويشغل رئاسة تحرير «صوت الشعب»، ولكن ما نُقل عن مصاروة أنه أراد ان تكون الصحيفة التي يقبل عليها تجربة جديدة له.

لم يقف «أبو عزمي» في طريق كاتب يصعب على غيره ملء المكان، بل أبقى على أن يظل كشف راتب مصاروة مفتوحاً دون انقطاع.

ودّع طارق مصاروة الرأي بمقال نشرته في «الزاوية» التي أخلاها وبعنوان «قطعنا الشارع» وما هي إلا تجربة لم تطل -كما توقع الكايد- عاد بعدها، الكاتب إلى السرب الذي حلّق معه.

غادر «أبو عزمي» المشهد الإعلامي، واقعده المرض، فكتب صاحب زاوية «كل يوم» يا فرحتي وأنا أرى محمود الكايد يتجول بـ الرأي ماشياً على قدميه..

ها هو مصاروة يغادر المشهد ذاته ويغادر الدنيا، ليلحق بأصحابه الذين أرسوا قواعد الصحافة الوطنية في ظروف حالكة.. يرحمهم االله.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/25 الساعة 10:30