رحلات سفاري فريدة في محمية الشومري.. ماذا ترى (صور)

مدار الساعة - ايمان ابو قاعود - رحلة فريدة من نوعها وقد تكون الوحيدة في الاردن، تلك التي تنفذها "محمية الشومري للأحياء البرية" التابعة للجمعية الملكية لحماية الطبيعة..

هي رحلة السفاري داخل المحمية حيث يقضيها الزائر بمشاهدة الحيوانات المختلفة مدة تزيد على ساعتين.

يبدأ الزائر رحلته بركوب سيارة السفاري ذات الدفع الرباعي والمجهزة بمقاعد امنة ومريحة وتتسع لسبعة أشخاص حيث يحرص الدليل المرافق للمجموعة على تقديم ارشادات مختلفة للزائرين للحفاظ على سلامتهم واستمتاعهم بالرحلة اضافة الى توفير"الدربيل" لكل شخص ليتمكن من مشاهدة الحيوانات المختلفة عن قرب.

"مدار الساعة" رافقت واحدة من رحلات السفاري التي قادها "عبيدة الحريشة" احد موظفي الجمعية والذي لم يتوان عن تقديم معلومات وافية للزوار عن المحمية وعن الحيوانات داخلها كما انه يقوم بالتوقف عند بعض المحطات لتقديم الشرح عن المحمية واتاحة الفرصة للزوار لأخذ الصور التذكارية .

ويلفت انتباه الزائر حيوان "المها العربي" المتواجد على اطراف المحمية والذي يعيش ضمن قطيع يقوده الذكر الاقوى. أما الذكر الذي يخسر معركته في سيادته للقطيع فانه يطرد ليعيش وحيدا مدة تصل الى ثلاثة اسابيع حتى يستجمع قواه ليعاود معركته مرة اخرى او لديه خيار في ان يبحث عن قطيع اخر يعيش معه.

يتغذى المها العربي وهو نوع من انواع البقر "على النباتات " ويتم تمييز الذكور من الاناث "بحسب الحريشة" عن طريق القرون لما يمتاز به هذا الحيوان من قرون قوية وصلبة يتراوح طولها من 70 الى 90 سم فالذكور تتباعد الحلقات الدائرية الموجودة عليها بينما تتقارب هذه الحلقات في القرون عند الاناث والتي تكون اقل سماكة ويختلف استعمالها بين الذكور والاناث فالذكور تستعملها في معاركها لسيادة القطيع أما الاناث فتقوم بحماية مواليدها من المفترسات داخل المحمية موضحا ان المها العربي يولد بجلد بني اللون يتحول تدريجيا بعد ثلاثة شهور الى اللون الابيض، لافتا إلى ان لديه القدرة على ان يحافظ على درجة حرارة جسمه بزيادتها او انقاصها لتتلاءم مع الجو الصحراوي.

وتضم المحمية كذلك الحمر البرية وغزال الريم اضافة الى طائر الحباري الذي تمت مشاهدته لاخر مرة قبل 25 سنة في الاردن الا ان الجمعية قامت عام 2013 ببرنامج اكثار للطير ليصار الى اطلاقه.

ويتميز طائر الحباري عن غيره من الطيور بجمال جذاب وخاصة في فترة التزاوج حيث يقوم الطائر الذكر برقصة مميزة حيث يقوم بوضع رأسه داخل جسمه ونفش ريش الصدر وفرد اجنحته بطريقة جميلة جدا لجذب الانثى ويضع هذا النوع من الطيور من بيضة الى ثلاث بيضات كل مرة.

ويوجد في المحمية مجموعة من المفترسات منها الذئاب وابن اوى والثعالب الحمراء والضباع التي تمت مشاهدتها قبل سنتين اخر مرة والوشق الذي تمت مشاهدته قبل 15 عاما.

ويلفت الحريشة الى ان فريق صون الطبيعية يتمكن من معرفة وجود الحيوانات في المحمية من خلال اثارها التي تتركها بالمشي او فضلاتها او سماع اصواتها، مؤكدا ان الجمعية حريصة على التوازن البيئي داخل المحمية.

يوجد في المحمية 193 نوعاً من انواع النباتات منها النباتات الرعوية والسامة والعلاجية ابرزها نبته القطف الملحي التي تعتبر من النباتات الرعوية حيث تحتوي على نسبة كبيرة من الماء والملح فهي مناسبة لرعي الحيوانات في المنطقة الصحراوية لتحافظ على السوائل الموجودة في جسمها اكبر وقت ممكن.

ويشير الحريشة إلى وجود نباتات سامة داخل المحمية منها نبات الكلخ الذي يؤدي الى نفوق الحيوانات او اجهاضها، مشيرا الى ان الحيوانات بفطرتها لا تقترب منه.

وعلى اطراف المحمية يوجد وحدة العناية بالجوارح والمفترسات التي تستخدم لعلاج الحيوانات المريضة من قبل فريق متخصص او للحيوانات الجارحة التي يتم مصادرتها بالعادة من بعض الدول التي تستعملها في الرياضات المختلفة.

ويلفت الحريشة إلى ان استعمال الجوارح في هذه الرياضات يؤدي الى اختلاف سلوكها الفطري كالقنص وتناول غذائها فيعمل فريق من الجمعية لاعادة سلوكها الطبيعي الذي قد يستغرق في بعض الاحيان عاما كاملا.

يشار الى ان محمية الشومري تأسست عام 1975 ودخلت كتاب غينس للأرقام القياسية في عام 1984 كأفضل برنامج اكثار لحيوان المها العربي عالميا والذي انقرض عام 1920.