اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الهروط يكتب : حجر الزاوية

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/20 الساعة 10:42
مدار الساعة,الاردن,قائمة,عمان,شركات,اقتصاد,منح,

كتب : عبدالحافظ الهروط
عندما تشتد الازمات في المنطقة، وفي العالم العربي على وجه الخصوص، تظل الانظار شاخصة الى الاردن، حتى وان كانت الحرائق تشتعل بعيدة عن ارضه، أو من حوله.
نقول هذا، ونكرره على الدوام، لا لأن موقع الاردن الجغرافي يعطيه هذه الميزة الاستراتيجية، بل لأن موقفه السياسي من كل القضايا لم يتغيّر، وهو ان قوة السلاح لن تصنع السلام، سواء في النزاع العربي الاسرائيلي، أو عند الخلافات العربية العربية.
وهذا الكلام ليس من قبيل الانحياز،فحسب، وإنما لانصاف الوطن الذي تحمّل اخطاء الآخرين، وصار حضناً للمشردين جراء حروب بلدانهم وسياسات انظمتها القائمة على النفي واقصاء الرأي والقتل والزج في سجون التعذيب، مثلما ظل موئلاً لأحرار الأمة.
الاردن "ولد في النار ولن يحترق" قالها شهيد الوطن، المرحوم وصفي التل، قبل عقود، وهو الاردن الذي يدفع اثمان واكلاف قضايا امته، والى هذه المرحلة من مراحل مسيرته الطويلة، ومع ذلك يبقى المرجعية عند حدوث كل قضية، والسبب انه يدعو للوحدة ولم يكن وراء تفرقة بين جارين او على امتداد الخليج الى المحيط، فالتدخل في الشؤون الداخلية متروك لأهلها، ان لم يكن الاردن "واسطة خير".
عمان التي نشاهد فيها كل جنسيات العرب، المشردين والمنفيين والجرحى والعاملين في الوظائف والمتاجر وفي شركاتهم، والباحثين عن الحرية، وحتى الذين لا يروق لهم السياسة الاردنية، هي عمان ذاتها واخواتها من مدن وقرى وبوادي المملكة، فلم يتبدل وجدانها، رغم تلوّن الوجوه وتزاحم الاقدام على الطرقات واعاقة الحركة وضغط وجود اصحابها على الاردنيين في معيشتهم واقتصادهم وبناهم التحتية.
ربما كان لتسويق "صفقة القرن" التي تلوّح بها أميركا، بعض هذا الحراك الذي تشهده الساحة الاردنية،وهو حراك رافض لها، في حين يعّم السكون والصمت على الساحات العربية، وهذا ما يؤكد دور واهمية الاردن جغرافياً وسياسياً في المنطقة.
وللدور الاردني هذا، فإن ما تشهده "عاصمة الوفاق والاتفاق" من تحركات في الآونة الآخيرة وبهذا الزخم، على مستوى القيادات العربية والدول الصديقة وكبار المسؤولين واللقاءات مع القيادة السياسية الاردنية، انما يؤكد ايضاً، ان هذا البلد هو "حجر الزاوية" للبيت العربي، والنافذة امام العالم، وان قوته هي صلابة مواقفه من كل قضية.
كل هذا، يدعونا كأردنيين ان نقول للاشقاء العرب، وللدول الصديقة والحليفة:
الاردن لن يكون ساحة صراعات، ولن يكون اداة طيعة في يد غيره، او بديلاً لصاحب قضية، او منحازاً لطرف في نزاع على حساب طرف آخر، فما يجري على الساحة العربية، الجميع فيه خاسرون ولن يكون هناك منتصر.
الاردنيون يخاطبون اشقاءهم العرب، اليوم اكثر من أي وقت مضى، وبأعظم خطاب ومن كتاب الله "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"، فهل من يسمع ويتعظ؟!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/20 الساعة 10:42