اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

قراءة في أرقام عودة اللاجئين السوريين.. هل هي حقيقية؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/18 الساعة 09:29
مدار الساعة,الأردن,شباب,رئيس,مال,قانون,الأمن,الاردن,اقتصاد,

بقلم: زايد حماد

في كل يوم تقريبا ينشر المركز الروسي لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين السوريين التابع لوزارة الدفاع الروسية أرقاما ًكبيرةً عن عودة اللاجئين إلى ديارهم ونحن هنا نقصد العائدين عن طريق معبر جابر نصيب الحدودي بين الأردن وسوريا فمنذ أن سيطرت القوات الروسية على المعبر في 18 / تموز / 2018 وهى تنشر أرقاماً عن عودة اللاجئين السوريين عن طريق المعبر و هذه الأرقام تتعارض بشكل كبير مع الأرقام التي تنشرها الأمم المتحدة ومركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب السوري , وفي آخر إحصائية للمركز الروسي تقول عاد من الأردن 121252 شخصاً (36402 امرأة و61827 طفلا) عبر معبر جابر - نصيب الحدودي ولا أدري لماذا لا يتم اتمام الإحصائية فهناك فرق كبير يصل إلى 23023 فهل هؤلاء شباب أو رجال أو كبار في السن أو يافعين أو ماذا ؟ وبحسب الأمم المتحدة اختار 12373 لاجئا سوريا العودة إلى بلادهم من الأردن منذ منتصف شهر أكتوبر الماضي حتى 20 فبراير2019 في حين أن رئيس مركز الهجرة والجوازات في معبر نصيب السوري العقيد مازن غندور قال إن عدد اللاجئين العائدين إلى سوريا عبر معبر نصيب بلغ 16500 لاجئ منذ تشرين الأول الماضي وحتى نهاية شهر آذار.

إذا تحدثنا فقط عن الأرقام الإجمالية نجد أن ما صرحت به الأمم المتحدة وهو 12373 وما صرح به رئيس مركز الهجرة السوري في نصيب هو 16500 أي أن الأرقام قد تكون متقاربة نوعاً ما رغم وجود فرقاً بينهم يصل إلى 4127 شخصاً فهناك أعداد من اللاجئين يحصلون على وثائق مرور من السفارة السورية بالأردن تمكنهم من الخروج من الأردن والدخول إلى سوريا وعند عودتهم يقومون بإصدار أوراقهم الرسمية مثل جوازات السفر وخلافه , ولكن إذا كان الحديث عن أرقام المركز الروسي لاستقبال اللاجئين فإن الفارق شاسعاً وكبيراً يصل إلى أكثر من 100 ألف شخصاً.

فهل أرقام المركز الروسي لاستقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين السوريين اعتمد بشكل كبير في تعداده في حصر عدد اللاجئين السوريين العائدين من الأردن على الذين لم يسجلوا في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والذين يمكن أن يكونوا قد دخلوا الأردن بطريقه قانونية وليس عن طريق السياج الأمني ضمن قوافل اللاجئين الذين دخلوا الأردن , جزء كبير من اللاجئين السوريين الذين دخلوا الأردن في بداية الأزمة كانوا يدخلون عن طريق المعابر الرسمية درعا ونصيب قبل أن يتم اغلاقهم وأغلب الذين دخلوا عن طريق المعابر الرسمية دخلوا بجوازات السفر والكثير منهم كانوا ميسوري الحال وكانوا هاربين من ويلات الحرب وليس لهم أجندات سياسية ولذلك فإنهم عادوا بعد أن أصبحت الكثير من الأماكن آمنة وسهلة وميسرة وذلك بعد النداءات التي أطلقها المركز الروسي وكذلك الخارجية السورية بالعودة الى الوطن.

أم أن الأرقام التي يطلقها المركز الروسي تهدف إلى تشجيع عودة اللاجئين رغم عدم وجود ضمانات لهم من المجتمع الدولي وأن المبادرة الروسية قد نجحت في إعادة اللاجئين إلى وطنهم وأن الوضع في بلادهم أصبح مستقراً وأن الحياة أصبحت طبيعية أما أن هناك أجندات سياسية من هذه الأرقام.

الأردن قبل أشهر أطلق خطة الاستجابة للأزمة السورية حيث بلغت قيمتها 2.4 مليار دولار فهل تؤثر الأرقام الكبيرة التي يصدرها المركز الروسي لعودة اللاجئين سلباً على استجابة المجتمع الدولي لهذه الخطة وخاصة المنظمات والهيئات الدولية ومؤسسات المجتمع المدني والمانحين من مؤسسات وأفراد الذين يعلمون عن طريق مكاتبهم في الأردن وليس الجهات الحكومية الرسمية التي التزمت للأردن في مؤتمر لندن.

حتى الآن لم تصدر الحكومة الأردنية بشكل رسمي أعداد السوريين العائدين سواء كانوا مسجلين في المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أم من الذين دخلوا الأردن من المعابر الرسمية حيث أن الحكومة دوما ما تؤكد بأن عدد اللاجئين السوريين بالأردن سواء دخلوا عن طريق المعابر الرسمية أو تجاوزوا الحدود عن طريق السياج الأمني أو الذين دخلوا الأردن قبل الأزمة السورية او المقيمين بالاردن منذ الثمانيات او الذين دخلوا الأردن ولم يسجلوا بالمفوضية لاسباب سياسية او اقتصادية بلغ حسب آخر احصاء سكاني رسمي مليون وثلاثمائة ألف شخص في حين أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين تقول بأن عدد اللاجئين ( المسجلين ) لديها بلغ 675 ألف لاجئ واظن بان أرقام المفوضية لا تشمل اغلب الحالات التي تم ذكرها سابقا" والتي تؤكد عليها الحكومة الاردنية.

المتتبع لأرقام عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم يجد بأن هناك فجوة في هذه الأرقام وأن هناك أجندات قد تكون بين السطور يمكن للبعض أن يحللها بالطريقة التي يميل إليها في نظرته للأزمة السورية، نأمل أن نصل إلى أرقام واضحة وصريحة حتى تستطيع المؤسسات العاملة في الميدان التعامل بشكل منهجي وسليم ومدروس ورسم سياساتها القصيرة والطويلة الأمد للأزمة السورية.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/18 الساعة 09:29