اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

المفاصلة على تبني مؤلفات العلماء

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/17 الساعة 14:05
مدار الساعة,

بعد أن كَرَّمَ الله آدم عليه السلام وخلقه بيديه وبعد أن نفخ فيه من روحه أول ما بدأ معه في التعامل أن وضعه الله على مقعد التعليم فكان الله أول مُعَلِّمْ في الوجود للبشرية وكان آدم أول تلميذ لله من البشرية وعَلَّمَهُ الأسماء كلها وذلك لأهمية العلم في الوجود (وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (البقرة: 31)). وكأن الله يقول لأبي البشر أن العلم هو أهم شيء في خلافتك لي في الأرض أنت وذريتك من بعدك، فعليك في رعاية العلم والعلماء حتى تعمر الأرض وتكون خليفة لي (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (البقرة: 30)). وأثبت الله سبحانه وتعالى لآدم والملائكة أن آدم بعلمه سيتفوق عليهم وهم الملائكة المقربون من الله (قَالَ يَا آدَمُ أَنْبِئْهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ فَلَمَّا أَنْبَأَهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنْتُمْ تَكْتُمُونَ (البقرة: 33)). وبعد أن فاز آدم عليهم في المناظرة طلب الله من الملائكة أن يسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس عدو العلم والعلماء أبى وإستكبر(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ (البقرة: 34)). ومن شياطين الإنس من هم أكثر عداوةً من إبليس للعلم والعلماء، ألم يقل الله في كتابه (وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (الأنعام: 112)).

كان العالم الغربي في ظلام دامس من ناحية العلم والحضارة والتقدم التكنولوجي مقارنة بالحضارة الإسلامية. ولهذا أرسلوا فتياتهم وفتيانهم للتعلم في بلاد المسلمين وطلبوا أن تترجم لهم مؤلفات العرب والمسلمين في كل التخصصات. وأخذوا أساسيات العلوم من عند المسلمين والعرب وإهتموا في العلم والعلماء ونحن إبتعدنا عن العلم والإهتمام في علمائنا ولهذا أصبحنا في آخر الأمم. وأصبحنا نلهث خلف الدول الأجنبية في علومهم ونعمل المستحيل من أجل الدراسة في بلادهم، أي بإختصار إنقلبت الموازين رأساً على عقب. إستيقظنا من سباتنا وأصبحنا نهتم بالعلم والعلماء نوعاً ما، ولكن للأسف الشديد من بأيديهم المسؤولية لا يهتمون كما يجب بالعلم والعلماء حتى نستطيع أن نصل لمرحله معقولة مع الدول الأجنبية وليس لنجاريهم بقفزات معدودة. فلي خبرة كما لغيري خبرات في مجال العلم وتأليف الكتب وهي: أن المؤلف يبذل قصارى جهده وإمكاناته المحدوده في تأليف كتاب علمي أو ثقافي فيه الفائدة لمعظم الناس. وعندما يحاول الحصول على دعم بسيط عن طريق توجيه رسالة من المؤلف لعطوفة رئيس جامعة أو مدير مكتبة في الجامعات الحكومية والخاصة في أردننا العزيز، فإنه يواجه بعض الصعوبات في بيع ثلاث نسخ فقط من مؤلفه لتوضع على رفوف المكتبات ليستفيد منها الطلبة والقراء.

والذي أثار حفيظتي هو أن الذين بأيديهم القرار لشراء ثلاث نسخ من المؤلف في أحد الجامعات العريقة في أردننا العزيز أخذوا يجادلون المؤلف على سعر النسخة الواحدة ويفاصلونه بشكل محبط للمؤلف والعلم والعلماء. والضغط عليه بوضع السعر للنسخة الواحده كما يريدون وإلا بما معناه سوف لا نشتري كتابك. فأتساءل كم سيكون ثمن الثلاث نسخ مقابل الجهد الكبير عقلياً وجسمياً ومالياً الذي بذله المؤلف؟ وهل نحن نريد دعم المؤلف بشكل رمزي ومعنوي بشراء منه ثلاث نسخ؟ أم نريد أن نُقَيِّم نوع الورق وغيره؟! ونحبطه ونجعله أن لا يفكر مرةً ثانية بتأليف أي كتاب؟! كيف سنتقدم للأمام بالعلم والعلماء؟ أجيبوني بالله عليكم؟

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/17 الساعة 14:05