اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

مالك بن نبي وأطروحة القابلية للاستعمار

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/03 الساعة 08:49
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

عبد الرحمن خالد الطوره


مالك بن نبي (1905م ــــ 1973م ) فيلسوف ومفكر اسلامي جزائري، وهو أحد رواد النهضة الفكرية الاسلامية في القرن العشرين، وله مجموعة مؤلفات في هذا المجال منها : مشكلة الثقافة ومشكلة الحضارة والاسلام والديمقراطية وشروط النهضة، والذي طرح فيه مقولته الشهيرة عن القابلية للاستعمار ، وبخاصة لدى الشعوب الشرقية ومنها الشعوب الاسلامية.

يرى هذا الفيلسوف أن الحضارة الإسلامية قد استقالت من التاريخ وبخاصة بعد زوال دولة الموحدين فى المغرب والاندلس ، والتي حكمت ما بين عامي 1121م ـــ 1269م ، حيث شكل الموحدون امبراطورية اسلامية شملت المغرب العربي كاملا مع الاندلس لكنها تعرضت الى هزيمة قاصمة في معركة حصن العقاب على يد الجيوش الافرنجية ، وبعدها دب الضعف في تلك الدولة وتدهورت أوضاع المسلمين الحضارية عندما سادت خلافاتهم ، ونزاعاتهم الفردية والأنانية ، والتي أدت في النهاية الى سقوط الاندلس كاملة بيد الافرنج.

وفي رأي مالك بن نبي أنه حتى لو استبعدنا أثر المؤامرات الخارجية ووجود الاستعمار في تخلف وتفكك الدول العربية والإسلامية ، فإن العطب والخلل الداخلى هوسبب كافٍ وحده لتأخر المسلمين وتخلفهم ، ومن هنا وضع نظريته الشهيرة «القابلية للاستعمار» ويقصد بها جملة خواص اجتماعية لدى شعب من الشعوب تسّهل سيطرة الغزاة عليه، وتؤدي إلى استمرار تأخره الحضاري وهيمنة المستعمرين عليه لسنوات طوال في حين أن هناك مجتمعات أخرى تعرضت للاحتلال العسكري لكنها مجتمعات غير قابلة للاستعمار مثل ألمانيا عقب الحرب العالمية الثانية . يقول بن نبي «إن الاستعمار قد جاء إلى العالم الإسلامى نتيجة مرض أساسى عندنا، هو القابلية للاستعمار ، والدليل على ذلك أن الاستعمار الفرنسي بقي في الجزائر ماية وخمسين سنة ، من هنا كان الاستعمار في نظر الأستاذ مالك بن نبي ليس إلا نتيجة طبيعة لقابلية المجتمع لهذا الوضع اذا ما تفسخت أوضاعه الاجتماعية والثقافية والاقتصادية وعندها ينتهى به الحال إلى أن يصبح كائنا مستعمرا، لكنه في نفس الوقت لايرى هذه الحالة أبدية وغير قابلة للتغيير والا لما نهضت شعوب من كبوتها وثارت على مستعمريها وحققت استقلالها الوطني . فالاستعمار يمكن أن ينعكس من كونه عامل إخضاع وشلل لنشاط المجتمع إلى دافع نفسي، ومحرك مناسب لقوى المجتمع الخامدة ، لينقله من حالة الركود والجمود إلى حالة يبدأ عندها استرجاع نشاطه، فيعينه بذلك على التغلب على قابليته للاستعمار؛ وفي هذه الحالة يصبح الاستعمار في نظر الأستاذ مالك بن نبي وكأنه ضرورة تاريخية وعامل منبه او مثير يساهم في إعادة بعث القدرات الاجتماعية الكامنة لمواجهة التحدي الاستعماري . وهذه الرؤية كما يراها بعض الباحثين قريبة الشبه بنظرية المؤرخ البريطاني المشهور ارنولد توينبي؛ الذي عزى التغيير الاجتماعي إلى ما أسماه بالتحدي (المثير) والاستجابة، حيث جعل الأستاذ مالك بن نبي من عامل الاستعمار، التحدي المناسب ــ أو المثير حسب النظرية السلوكية في علم النفس ــ الذي يعيد تحريك المجتمع نحو التغيير حين يولّد لديه درجة من التوتر تجعل استجابته لهذا التحدي أو المثير كافية لاسترجاع نشاطه الاجتماعي، فيتخلص بذلك من بواعث الشلل والخمول، مما يسمح له بإعادة شق طريقه نحو التحرر والبناء ، إلا أن النتيجة الفعلية لهذه الاستجابة، في نظر الأستاذ مالك، لا يمكن أن تحقق مبتغاها الحضاري، إلا إذا استطاعت أن تغيّر الإنسان، وتصّفيه من القابلية للاستعمار. والحل فى رأى «بن نبى» هو في التغيير الاجتماعى والإصلاح الفكرى الذى يرفع من كفاءة الإنسان المتخلف حيث يقول: «يجب تصفيّة الاستعمار فى العقول قبل كل شىء، فتصفيّة الاستعمار من العقول تتطلب أشياء كثيرة يتضمنها مفهوم الثقافة ومفهوم الحضارة، فهى لا تتحقق إذن بمجرد انسحاب جيوش الاستعمار وإعلان الاستقلال ، فأعلان الاستقلال لا يعنى شيئاً فى ميدان التقدم طالما ظلت الأرض صالحة لإعادة الكرّة مرة أخرى، فأخرجوا الاستعمار من أنفسكم يخرج منكم ، وقد أخطانا نحن في البلاد العربية، عندما تصوّرنا أن الاستعمار هو الاحتلال، وأن الجلاء هو الحرية.وكان من نتيجة هذا الخطأ في التفسير، أننا وجّهنا كل كفاحنا ضد الجيوش الأجنبية، لا ضد " الفكرة" الأجنبية، التي تولّد بالتالي " النفوذ" الأجنبي، ثم أخطأنا مرة ثانية عندما كافحنا الاستعمار في مظاهره الخارجية التي تنحصر في تعدي بلد على بلد.. ولكننا لم نكافح جوهره، وهو قابليتنا نحن الدول العربية، للاستعمار.. هذه القابلية التي مهّدت الطريق لثلاثين مليون انجليزي لاستعمار ستمائة مليون آسيوي.. و التي سهّلت لدولة صغيرة كهولندا أن تستعمر إندونيسيا كلّها، لذا كان يجب أن نوجّه كفاحنا ضد أنفسنا.. ضد انحلالنا... ضد تفكك مجتمعنا.. ضد النقص الروحي الشنيع الذي نعانيه.

ان القضاء على هذه القابلية للاستعمار يكون بأعتماد فكرة أو ايديولوجيا تصلح لتكون نواة يلتف حولها الأفراد ليكّونوا مجتمعا سليما يندفع في طريق الصعود وهم في صعودهم يبنون حولهم مدنية خاصة متميزة تقضي على قابليتهم للاستعمار، وتحميهم بالتالي من الاستعمار. فكل ما تحتاجه الدول التي تقاوم الاستعمار هو أن تقضي أولا على "قابليتها للاستعمار" من خلال العقيدة "الإيمان المذهبي "الذي تلتف حوله...وهذه العقيدة أو الإيمان المذهبي لا يستورد من الخارج بل يجب أن تنبثق الدعوة من صميم حياتنا ومن صميم بيئتنا.

تساءل مالك بن نبي عن سبب تخلف العرب وكيفية النهضة ، ووجد في عصره تيارين رئيسين يطرحان نفس السؤآل ويدعوان للنهضة في العالم العربي وهما : التيار التغريبي والذي كان معجبا بالنموذج الغربي، وكان يرى أن سبب تخلف الدول العربية هو تمسكها بالدين ، وأننا اذا ما أردنا أن ننهض فما علينا الا أن نقتفي أثر الغرب أي بابعاد الدين ونسير على نفس الطريق الذي سلكه الغرب في نهضته.

فالغرب لم ينطلق نحو الحضارة والتطور إلا بعد أن فرّق نهائيا بين المؤسسة الدينية وبين الحياة المدنية ، ما جعله ينطلق نحو الحضارة ونحو التطور.أما التيار الثاني فهو التيار الأصولي الديني بزعامة علماء الدين والمؤسسات الدينية كالازهر والزيتونة وغيرهما والحركات الإسلامية التي كانت ناشئة في تلك المرحلة، هذا التيار كان يرى أن السبب المباشر لتخلف الدول العربية هو التدخل الغربي المتمثل في الاستعمار والهجمات الصليبية أو ما يسمى بمفهوم المؤامرة، وهو أن الأمة العربية والإسلامية تتعرض لهجمة ومؤامرة غربية وصليبية، من أجل إبقائها في حالة من التخلف والانحطاط ، والحل يتمثل في عودة المجتمعات العربية الإسلامية للتمسك بدينها لأنه كما قال الامام مالك بن أنس لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها.

أما مالك بن نبي فقد وجّه نقدا لكلا التيارين، النقد الأول للتغريبيين العرب، وهو أنه من غير المعقول أن يكون سبب تخلف المسلمين هو الدين، لأن هذا الدين صنع أعظم حضارة في التاريخ الإنساني وهي الحضارة الإسلامية، والحضارة الغربية التي يفتتن بها التغريبيون تدين في الاساس للحضارة الإسلامية بالكثير من الأشياء ولذا يقول "بان علينا أن ندرك أن تكديس منتجات الحضارة الغربية لا تأتي بالحضارة.. فالحضارة هي التي تكّون منتجاتها، وليست المنتجات هي التي تكّون حضارة لذلك لو حاولنا أن نكّون حضارة من خلال تكديس منتجات الحضارة الغربية فإننا سنبقى ألف سنة ونحن نكدّس ثم لا نخرج بشيء .ان النهضة لن تكون الا بحل المشكلات الثلاث مشكلة الانسان ومشكلة التراب ومشكلة الوقت. فحل مشكلة الانسان يكون من خلال تغييره بتعليمه النظام والنقد الذاتي والانخراط في جماعة فالله لايغيّر ما بقوم حتى يغيّروا ما بأنفسهم ، وحل مشكلة التراب ويعني بها كيفية الاستفادة من موارد البلاد وتوظيفها بالشكل الأمثل الذي يخدم مصلحة الوطن والمواطنين لا بتكديسها وتجميعها تجمعا كميّا وانما بتحويل هذا الكم في النهاية الى كيف جديد من خلال الاستخدام السليم من قبل الانسان لها.

أما العنصر الثالث من عناصر النهضة فهو احترام الوقت أو الزمن واستثماره في أحسن صورة وعدم هدره وتضييعه في أعمال لاطائل من ورائها ". أما النقد الثاني فكان موجها للأصوليين العرب، وكان يقول بكل بساطة، أنه إذا كان سبب تخلف العرب والمسلمين هو الاستعمار والمؤامرة الغربية، فكان يجب أن تكون دولة مثل اليمن من أكثر الدول العربية تطّورا وازدهارا، لأن اليمن تقريبا هي الدولة العربية الوحيدة التي لم تشهد استعمارا غربيا، ومع ذلك فهي كانت وما زالت من أكثر الدول العربية تخلفا.

ان النتيجة التي خلص اليها بن نبي هي باختصار أن الاستعمار ليس من أسباب التخلف بل هو نتيجة للتخلف ، فالتخلف هو سبب الاستعمار وهو الذي يهيأ الناس الى الاستعداد لقبوله وليس العكس.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/04/03 الساعة 08:49