مُعاداةُ عاقل خَيْرٌ من مودةِ أحمق

يحكى أنه في عهد الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان كان هنالك شاعر إسمه كُثّير عزه، وكان ذلك الشاعر يوماً في حضرة الخليفة، فقال له الخليفة قل لي ماذا تتخير لك ولمن تحب؟ فأنشد يقول:

ألا لَيْتَنا يا عَزَّ كُنَّا لِذِي غِنًى بعيرين نرعى في الخلاءِ ونعزُبُ
كِلانا به عَرٌّ فمَنْ يَرَنا يقُلْ على حسنٍها جرباءُ تُعدي وأجربُ
إذا ما وَوردنا مَنْهلاً صَاحَ أهلُه علينا فما ننفكُّ نُرمى ونُضربُ
نكونُ بعيريْ ذي غنىً فيُضيعنا فلا هو يرْعانا ولا نَحْنُ نُطْلبُ
يطردُنا الرُعيانُ عن كلِّ تلعةٍ ويمنعُ منّا أنْ نُرى فيه نشربُ
ٍ

فقال الخليفة الأموي عبدالملك بن مروان كلمة أصبحت مثلاً عِنْدَ العرب وهي (مُعاداة عاقل خَيْرٌ من مودةُ أحمق).

لقد تطرقت الى ذكر تلك الطرفة المليئة بالحكمة حتى نعتبر منها في أردننا الغالي حيث أننا ومنذ عشرات السنين نقاسي ويلات الحكومات المتعاقبة والتي تفتقد الى التخطيط لرفع الاقتصاد الاردني، وأضحت وزاراتنا ووظائفها العليا محصورة في طبقة محسوبة على الشلل والمتنفذين من أبنائهم ومعارفهم بحيث أصبحت الكفاءة في ذيل اهتماماتهم بسبب الفساد الذي عشعش في قلوب السياسيين قبل بطونهم، وأصبحنا نرى وزراء لا يستحقون أن يكونوا في تلك المواقع لافتقارهم للعلم والمعرفة وانعدام الشخصية عداك عن أفتقاد روح القيادة وكل ذاك بسبب التعيين والتوزير بالواسطة والمعرفة لا بالكفائة.

الاردن مليء بالكفاءات التي تستطيع قيادة البلاد الى بر الأمان خاصةً في هذه الظروف الدقيقة حيث إننا سئمنا من الوجوه القديمة المتهالكة والتي تعدت السن التقاعدية وأصبحت نفسها تحتاج الى الرعاية وبالتالي نريد تغييراً أشبه بالثورة لكل ما هو قديم حتى نتخلص من كثير من الذين ما جلبوا الى بلادنا الفقر والفساد.

حمى الله الاردن من كل مكروه