لماذا قمة عبدالله الثاني- محمد السادس؟!

هي بحق، قمة الدفاع عن القدس. قمة ذات توقيت عبقري يسبق قمة تونس، يوم غد الاحد.
وضع بيان القمة حدودا فاصلة (لا يمكن الهبوط عنها) بين ما هو معروض في موضوعة القدس، و ما هو مرفوض، بسبب موجة التطبيع الذي يجيء على حساب حقوق شعب فلسطين الشرعية في دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
وضعت القمة خريطة طريق للدفاع عن القدس، تدرأ الاستخذاء والانتهازية السياسية والاقتصادية.
وقد لبى ملكنا دعوة ابن عمه ملك المغرب لأسباب عبقرية مشتركة أيضا.
فانتخابات الكنيست الإسرائيلي، التي تدخل فيها ترامب بفظاظة مخجلة، ستجري بعد 10 ايام. وفي إسرائيل كتلة يهودية مغربية، تعدادها مليون يهودي، هي الثانية من حيث العدد بعد كتلة اليهود الروس.
هذه الكتلة البشرية المؤثرة الضخمة، تدين بكثير من الامتنان والولاء والمحبة لمحمد الخامس الذي فتح أبواب المغرب لاستقبال اليهود المضطهدين في أوروبا إبان الحرب العالمية الثانية. وقد رفض تسليم يهود بلاده إلى معسكرات الابادة الالمانية قائلا: ( انا لست ملكا للمسلمين فقط، انا ملك كل المغاربة). فوفر لهم الحماية والأمن، حتى قفز عدد يهود الدار البيضاء وحدها من 38000 عام 1936 إلى 80000 وفق إحصاء عام 1951.
الاتصال لا يزال مستمرا بين ملوك المغرب ويهوده. وقد طلب الحسن الثاني من اليهود المغاربة في مطلع الثمانينات الابتعاد عن تكتل الليكود المتطرف، انتسابا وانتخابا.
ومعلوم انه هاجر نحو 300000 يهودي مغربي عام 1960. لكن قرارا مغربيا صدر عام 1976 اكد على عدم اسقاط الجنسية المغربية عن يهود المغرب واعتبارهم مواطنين مغاربة.
ويمكن ان يلعب «التجمع العالمي لليهود المغاربة» دورا مؤملا سياسيا كبيرا، لجهة التصويت في انتخابات الكنيست لصالح القائمتين العربيتين والمرشحين اليهود المعتدلين الذين يؤمنون بالسلام والحق والعدل.
لقد جاء بيان قمة الدار البيضاء رسالة إلى العالم وإلى الاحتلال الإسرائيلي والى الرئيس ترامب، مفاده أن القدس لها حماتها ورعاتها وانها في ضمير الملكين اللذين تمثل القدس بالنسبة اليهما جزءا من العرش وجزءا من الدولة وجزءا من الشرعية.
الدستور