اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

هجوم نيوزلندا من منظور سياسي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/16 الساعة 18:00
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن


الدكتور رضوان محمود المجالي


نترحم على شهدائنا ممن قتلوا على اداة الارهاب والهمجية، والتي جاءت كنتيجة لحالة التجييش الفكري والاعلامي الغربي في محطات تاريخ تطور المجتمعات الإنسانية، في الوقت الذي جاءت الممارسات الارهابية للأفراد والجماعات في توازي مع ارهاب الدول وارتكابها لأفعال تتجاوز خطوط الانسانية الى جرائم حرب من ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية. فمستوى الفعل المرتكب يرتقي لجريمة ابادة جماعية انتقلت من مستوى الدول الى مستوى الأفراد والجماعات.
ففي ظل الممارسات اللانسانية التي ترتكب بحق الشعوب من جرائم دولية شهدها العالم من خلال لجوء الدول الى القوة في تحقيق مصالحها، فكانت الغاية تبرر الوسيلة من منظور واقعي، قابل هذه الافعال لجوء الجماعات الارهابية الى ممارسة الارهاب في سبيل تحقيق مصالحها ومصالح الدول التي تخدم رؤيتها، فكانت الولايات الامريكية وإسرائيل نموذجاً غربياً لارهاب الدولة في ظل حالة التدخل الدولي الغير انساني، وحالة الفوضى في المنطقة العربية وتصدير رؤية الاسلام فوبيا من قبل الدوائر الغربية، من خلال النجاح الواضح في تحقيق هذه الرؤية الصهيوغربية، والتي استطاعت من خلال الجماعات الارهابية المتطرفة أن تقدم نموذجاً اعلامياً مشوهاً لرسالة الاسلام. فكانت الأهداف الصهيوغربية تتوافق حول ضرورة اعادة تقييم وتقييد دور الاسلام في الغرب، وضرب مشروع الاسلام السياسي في المنطقة العربية، وتغيير دور الفاعل المحلي والاقليمي، في وقت يتم فيه تفعيل ادوار الجماعات الارهابية والمتطرفة كفاعل عابر للحدود يحقق الرؤية الاستشراقية القديمة في التأكيد على الحقائق التي صاغها الغرب في تشويه الاسلام، وانجاح المشروع الصهيوني في المنطقة العربية، في ظل ضمان اضعاف العرب، واذكاء الصراعات الداخلية، وتعزيز ادوات الهيمنة والتدمير الذاتية... فباتت ادوات اصلاح النظم وتعزيز الديمقراطية ادوات غربية، لا يغفل عنه الطابع الايدولوجي من منظور صهيوني، فكانت الخيارات العربية والاسلامية اضعف في ظل استمرار ادوات الصراع، وتنازل العرب والمسلمين عن ممارسة دور القوة الى دور باتوا يخدموا من خلاله مصالح المشروع الصهيوغربي، كأدوات تدمير وصراع في المنطقة العربية.
فباتت إسرائيل والولايات المتحدة اليوم من الجرأة في ممارسة القوة بتوافق عربي واسلامي، وصل الى درجة السعي لتحقيق مشاريع تقسيم وصفقات دولية على حساب المنظور الحضاري العربي والاسلامي، فكان خطاب الكراهية في دوائر الاعلام العربي، والطائفية الدينية وصراع الحضارات مجالاً لحدية الحوار السني الشيعي، المسلم المسيحي، سعت الجماعات الارهابية بالاضافة لبعض الدوائر الاعلامية العربية في تقويض حالة الوئام واللحمة الدينية القائمة لخدمة مشاريع خارجية.
قابل ذلك تصاعد حجة الغرب في خطابة العدائي والتقويضي للعرب والمسلمين، بعد العمليات الارهابية التي حدثت على اراضية ، بعيدا عن خيارات الديمقراطية وحرية المعتقد وممارسة الشعائر الدينية، كحجج تساق للحرب على الارهاب، ومعالجة قضايا الهجرة واللجوء من منظور أمني وظيفي، تنتقل من اطار الدولة الغربية المدنية التي تؤكد على الانصهار الثقافي وحرية الاديان إلى خطاب الكراهية والعنصرية، ورفض الآخر.
ومن هنا نجد أن ما حدث في نيوزلندا يظهر جلياً مقدار التعاطي الدولي مع الجريمة التي ارتكبت بحق مصليين ابرياء عزل، اذ تؤكد ضعف مقدار الاهتمام الاعلامي العربي والغربي بهذا الحدث بالمقارنة لأحداث ارهابية تجري في دول غربية كان مصدر الاتهام العرب والمسلمين.
هذا الامر ذو دلالة:
1.ضعف الحالة العربية والاسلامية على مستوى الدول والشعوب.
2.ارتباط ادوات الاعلام والاتصال العربي والاسلامي بالاعلام الغربي، وتأثره به.
3.زيادة تصاعد خطاب الكراهية لدى الغرب، واستحضار الحضارة العربية والاسلامية.
4.انتقال الرؤية الصهيوغربية من اطار صراعها العربي الى الصراع الاسلامي.
5.التأكيد على استخدام التكنولوجيا في ادارة الصراع في العلاقات الدولية، ومحاولة نقل رسالة للأخر ضمن خطاب كراهية.
6. التأكيد على ان هنالك افراد يرفضون وجود اقليات لديهم ويرفضوا لجوئهم.
7. محاولة تسجيل ردود الفعل العربية والاسلامية وتوظيفها في سياق حاد ومتطرف، يثبت اعلامياً الخروج عن رسالة وقيم الاسلام الحقيقية في الاعتدال والوسطية ونبذ العنف والتطرف.
أخيرا.: ان المتتبع لحادثة نيوزلندا يستوضح ان هنالك هدفاً اعلامياً صهيوغربي وراء هذا الخطاب الواضح الذي عبر عنه الارهابي المتطرف بقتله مصليين ابرياء، بأن القبول في الآخر بات غير ممكن كرسالة موجهه للافراد اللاجئيين والمقيمين في الغرب، وخاصة العرب والمسلمين، ممكن ان يتبعه سلسلة اخرى من الاحداث مستقبلاً تستهدفهم في اي مكان. وهذا جزء من مخطط يحاول ان يزعزع فكرة التعايش الديني بين الافراد والجماعات في الدول الغربية. ونقل الصراع وزعزعت الانصهار الثقافي والوطني.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/03/16 الساعة 18:00