الفزعة لا تدير الأزمات

نعيش هذه الايام ازمة تجار وسط البلد نتيجة الامطار وبسبب تقصير تراكمي لمن حملوا لقب عمدة عمان.

والمتمعن في هذه الازمة يجد الى الآن انها تدار بفزعة من الحكومة بعد زيارة الرئيس عمر الرزاز الى وسط البلد واعطاء قرارات حاسمة وسريعة بإعفاء تجار وسط البلد المتضررين من رسوم المهن والنفايات لمدة عامين .

لكنني اجد ان هذه الازمة لا تحتاج الى حلول مؤقتة وارى بإنها تدار بشكل عشوائي بعيد عن المنهجيات العلمية والعملية فإدارة الازمات لها شخوصها وخبراؤها وهم كثر في هذا الوطن ولكن لا حضور لهم في الجانب التطبيقي فالأزمة قد تتكرر في الاعوام المقبلة او في فترة ما تبقى من شتاء هذا الموسم حيث يجب اكتشاف الخلل واصلاحه والوقاية والاحتواء ثم مرحلة السيطرة حتى لا نعيش لا قدر الله ازمة او ازمات اخرى.

لدينا ازمة وهي واقع ملموس ولكن اين ادارة الازمة ؟ واين الادارة بالازمة ؟ لا بد من التعامل مع الازمات قبل الانفجار واقصد بالانفجار تحقيق الازمة لاهدافها، الم تكن فاجعة البحر الميت وسد الوالة وغرق عمان في كل موسم ذلك كله يستلزم العمل بمؤسسية في ادارة الازمات ابتداء من ايجاد كيان تنظيمي اداري يدار من قبل متخصصين في ادارة الازمات وهم كثر ولكن للاسف هم مهمشون فالعشوائية والفردية والصدفة والفزعة هي ازمة بحد ذاته.. يجب بناء فرق تسمى فرق ادارة الازمات كل اعضائها من الخبراء لنصل الى تخطيط سليم لمواجهة الازمات بحيث يتم التعامل مع الازمة قبل انفجارها.

كم تمنينا ان يعمل جميع المسؤولين واجبهم على اكمل وجه ، الا ان عدم التخطيط لعمدة عمان استفز جميع الناس بحفل التكريم الأخير تاركا الاستعداد لهذه العاصفة التي توقعها جميع مختصي الطقس ان هناك منخفضاً من الدرجة الرابعة قادم.

يا "امين عمان".. امانة عمان امانة في رقبتك لخدمة عمان الحبيبة وما هكذا تدار الازمات.