اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

إنجازات تدعو إلى التفاؤل

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/23 الساعة 23:18
مدار الساعة,الأردن,العرب,اقتصاد,رئيس,العقبة,الملك,شركات,

من الواضح أن نظرة سوداوية متشائمة ومحبطة تسيطر على شرائح واسعة من الأردنيين، تجعلهم يميلون إلى تصديق كل ما هو سلبي وتضخيمه وترويجه، بل إن فريقاً من هؤلاء لا يتورع عن اختراع كل مامن شأنه أن يغذي السوداوية والتشاؤم والإحباط في بلدنا متجاهلاً كل مامن شأنه أن يغذي روح التفاؤل فينا رغم أنه كثير، من ذلك على سبيل المثال إن بلدنا خضع منذ عام 2011 واندلاع ما يسمى زوراً وبهتاناً بـ "الربيع العربي" إلى حالة من الحصار الاقتصادي الشديد، الذي يفوق في بعض جوانبه ما تعرضت له دول كانت ضحية حروب أهلية وفتن طائفية وغزو خارجي أو ذلك كله معاً، كالشقيقتين سوريا والعراق اللتان ظلتا رغم سنوات الحرب التي مرت بهما يمتلكان منافذ لحركتهم التجارية، بينما خسرنا نحن هذه المنافذ بسبب إغلاق حدودنا معهما مما نجم عنه تعطل حركة التجارة البرية استيراد وتصدير، ومن ثم ارتفاع كلف السلع خاصة الطاقة كمدخل رئيسي في كلف الإنتاج بكل أنواعه بسبب تعطل خط الغاز الطبيعي المصري الذي كان يمدنا بنسبة معقولة من مصادر طاقتنا،مثلما نجم عنه شلل شبه كامل لقطاعات اقتصادية مهمة، منها قطاع النقل البري، كما أغلقت أسواق تقليدية أمام منتجاتنا، ومن ثم ضرب قطاعنا الصناعي، ناهيك عن موجات اللجوء السوري والعراقي وما ألحقته من زيادة في كلف الحياة على المواطن الأردني.

كل ما تقدم قد يكون سبباً من أسباب السوداوية والتشاؤم والإحباط، لكنه انتهى أو يكاد فهاهي حركة نقل الركاب والبضائع تعود عبر حدودنا مع كل من سوريا والعراق، وهاهي مجموعات من الإخوة أبناء البلدين يعودون إلى وطنهم، وهاهي أسواقهما تفتح أمام بضائعنا، فإذا أضفنا إلى ذلك الإقبال الليبي على استعادة دفء العلاقة مع بلدنا ومع قطاعه الطبي على وجه الخصوص، عرفنا أننا بدأنا نستعيد أسواقنا التقليدية، ومع هذه الاستعادة وبالتوازي مع أهميتها هاهي الحياة تدب في قطاع النقل فتزداد الحركة في ميناء العقبة وتجارة الترانزيت، كما أوشكت أزمة الغاز المصري على الانتهاء، أليس ذلك كله سبب من الأسباب التي تدفعنا إلى الخروج من الحدقة التي لاترى إلا السواد، إلى الحدقة التي ترى بقع الضوء، فتسعى إليها وتعمل على تعظيمها.

ليس فك الحصار الذي كان مفروضاً على بلدنا هو نقطة الضوء الوحيدة التي تبدد سواد التشاؤم، وتزرع التفاؤل والإيجابية، فهناك الكثير الكثير من حزم الضوء التي بدأت تكبر على ساحة الوطن، من ذلك أن شركة الفوسفات الأردنية غادرت سنواتها العجاف وعادت تحقق عائداً كبيراً لتنظم إلى شركة البوتاس العربية في دعمها للموازنة العامة للدولة الأردنية بفضل تعاظم أرباحها، ومثلهما شركة الأسواق الحرة فهي الأخرى محطة مضيئة في ارتفاع نسبة أرباحها بالإضافة إلى شركة مصفاة البترول، وكذلك فإن الأرقام تقول أن شركتنا الوطنية للنقل الجوي الملكية الأردنية حققت هي الأخرى أرباحاً كبيرةً تتخولها معها من خانة الخسائر.

لقد أدت موجة الأرباح التي حققتها الشركات الأردنية كما أعلنت عنها مؤخراً، إلى فتح شهية الكثير من الشركات الأجنبية لتوسعة نشاطها في الأردن، وهذه بحد ذاتها مؤشر على أننا بدأنا نغادر السنوات العجاف، مما يفرض علينا أن نغادر معها مربع التشاؤم وجلد الذات، إلى مربع التفاؤل والإيجابية، التي تعنى بالأساس أن يثق كل واحد منا بنفسه أولاً، ليثق بوطنه، فجلد الوطن وتشويه صورته هو في كثير من الأحيان تعبير عن إحساس من يمارسه بالنقص أو بأي نقيصة أخرى. الرأي

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/02/23 الساعة 23:18