يا أرض الشهيد العجلوني.. رفقاً بهذه الجباه السمر

مدار الساعة - كتب: محرر الشؤون المحلية - من سهل حوران شمالاً إلى العاصمة عمان قلب الوطن النابض، وجنوباً حتى العقبة، نتابع يومياً أخباراً أمنية، منها ما يحمل إنجازاً، ومنها ما يحمل خبراً عن التصدي لخارج عن القانون او فض لمشاجرة، ومنها ما هو مؤلم وحزين عن ارتقاء شهيد، او نزف لجريح من بين ابنائنا في الأجهزة الأمنية، والقاسم المشترك في كل ذلك هو الانضباط والشهامة والنخوة التي دائما يصاحبها صبر الرجال وإخلاصهم، ووقوفهم صامدين مجالدين على ثغور الأمن والحمى، لا يتوانون عن أداء الواجب في شتى الظروف حتى لو كان واجباً إنسانيا كتبرع بالدم، أو فتح طريق، أو توزيع مساعدات.

ولكن وبعد كل ما عرفناه ونعرفه عن وفاء أبنائنا وصبرهم، وما خبرناه حقيقة عن تضحياتهم، فقد آلمني أن أرى مجموعة من الشباب الثائر يطوح بالحجارة تجاه مركبات للأجهزة الأمنية، وكأنهم العدو الرابض في وجوهنا، وما صاحب ذلك من تهديدات بحقهم تنامت لأسماعنا، وأقسم أنه امر جلل وله في القلب وقع زاده انضباط والتزام رجال الدرك والأمن، فلربما لو قامت الأجهزة الأمنية بالرد ولو بجزء بسيط من القوة لتضاربت المشاعر، ولكن استمرار استهداف قوة أمنية ملتزمة بضبط النفس هو مؤشر خطير لا بد أن نتوقف عنده رغم قساوة المشهد كحقيقة صدمت الأردنيين نتمنى ألا تتحول لظاهرة.

إنهم أبناء الأردن يا بني قومي، فرفقاً بهم ودعونا نكون عوناً لهذه الجباه السمر الملوحة بشمس الوطن، إنهم الذخر والعدة ليوم المحن يا بني قومي ودعونا لا ننسى وقفاتهم المشرفة، إنهم الأردنيون أبناء النشميات، نحن لهم وهم لنا وكما يقول الأردنيون (شباب الدرك والأمن لينا وحقهم علينا). وكما نقول لرجال الأمن نقول لعجلون (عجلون لينا وحقك علينا) يا أرض الشهيد العجلوني، ومنبع الفخر والكرم والأصالة، ترفقي بأبنائنا يا عجلون فهم أمانة بين يديكِ.

أما الرجال الرجال من الأجهزة الأمنية فلا نريد أن نقول لكم اصبروا فنحن نتعلم في مدارسكم الصبر والنخوة والشهامة، وإنما نقول سيذكر لكم التاريخ حكمتكم وحقنكم لدماء أبناء الوطن.