اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الخوف من المجهول.. وهروب الاستثمارات!

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/16 الساعة 11:39
مدار الساعة,صورة,نعي,قانون,قوانين,اقتصاد,

كثيراً ما نسمع البعض يردد انه يخاف من الظلام او من الارتفاعات او من الحيوانات وغيرها، وهذه اشياء موجودة في الواقع الحياتي وملموسة وقد تثير مشاعر الخوف والرهبة والتوجس لدى الانسان، وتتطلب منه الحيطة والحذر والانتباه حتى يتمكن من تحاشي ضررها.

كذلك هناك من الاشخاص من يتكلمون عن الخوف من المسميات مثل الاشباح والجن والشياطين والعفريت، وكل هذه المسميات وغيرها تؤثر بشكل مباشر او غير مباشرعلى الشخص، لذلك فان الكثير من الناس يذهب وعيهم الخيالي يذهب معها الى الحد الاقصى من التضخيم مما يشعرنا بالتخوف اكثر فاكثر، فتشكل مشكلة حقيقية في حياتنا اي ان هناك خوف من المجهول.

فيستوحش الانسان حينما يتمثل الشيء الصغير في صورة كبيرة وضخمة تقلق فكره وذهنه وتجعله يرتاب وتعطل حياته فهو يَرى ما لا يُرى وسمع ما لا يُسمع وجعل من ذلك حواجز في عمله وحياته الاجتماعية، انه الخوف من المجهول انه الخوف من المفاجآت الغير متوقعه والذي يجعلنا لا نعرف مدى الضرر الذي سيلحق بنا وسيحدث فينا .

فالمجهول يجعلنا نعيش حالة من الخوف والحذر هذا ما يحصل حالياً لدى الكثير من المواطنين ورجال الاعمال والمستمثرين والعاملين وغيرهم ، انهم يتوجسون عند اي معضلة او ازمة او مشكلة حتى ولو كان حلها بسيط ، الا ان هناك هاجس يسيطر عليهم يحاولون ان يفهموه ويبحثون عن حلول فيها منفعة عليهم بحدود معرفتهم تجنباً للوقوع في المشاكل التي يشعر انها ضارة به وبمصلحته العملية ، فعندما تم اقرار قانون ضريبة الدخل الجديد وبعدها بفترة وجيزة وجدنا الكثير من اصحاب المحلات قد صفى اعماله وانهى تجارته بالتصفية .

كذلك هروب كثير من الوكالات التجارية العالمية والعزوف عن تنفيذ المشاريع او الاستثمارات البسيطة تخوفاً منه من الوقوع في مشاكل مالية عواقبها الحجز على كل ما يملك او السجن، وان السداد خارج عن نطاق امكانياته فهو يلجأ الى (الغيب المجهول) "باستثناء ظاهرة الموت فان الاعمار بيد الله سبحانه وتعالى".

ان خوف كثير من المواطنين من القوانين الضريبية الجديدة وارتفاع اسعار الوقود والكهرباء وما تضمنته الفروقات في فواتير الكهرباء وغيرها ، تستدعي من الحكومة والجهات المعنية عقد اجتماعات مع كافة الجهات المعنية صناعية وتجارية وغيرها لتوضح مدى تأثير هذه الضرائب على مداخيلهم الربحية ومدى الضرر الذي ستلحقه باستثماراتهم او لا يوجد هناك اي ضرر .

المهم ان يكون هناك توضيح رسمي وتوعية وارشاد الناس الذين هم في حالة خوف وارتياب، واصبحوا يتخيلون المستقبل مظلم في حياتهم كونهم يدركون مسببات ظاهرة ارتفاع الاسعار وتعديل القوانين الضريبية باستمرار، ولا احد يستطيع ان ينكر مدى انعكاساتها المالية على دخلهم والمبالغ التي يجب ان يتم تحصيلها من هؤلاء التجار والصناعيين والمستثمرين.

عندما تعلن الحكومة انها بتلك القوانين الضريبية ورفع تسعيرة الكهرباء والوقود وغيرها ستحقق دخلاً مالياً كبيراً يساعد في الاقلال من عجز الموازنة المالي هذا بحد ذاته يعني ان هذه الاموال ستحصل من هؤلاء المستثمرين
وارباحهم فهل اصبحت حياة المواطن العملية ان يعمل ويجهد ويكد ليل نهار من اجل ان يزيد من دخل الدولة ام ليزيد من ارباحه ليحسن حياته .

فما هي المعادلة بين الطرفين اذا كان هناك استمرارية في فرض الضرائب واساليب الجباية على حساب جهد وتعب المواطن وعلى لقمة عيشه ، لقد كان الانسان البدائي في الغابة يصادف حيوانات شرسة وقوية لا يستطيع ان يواجهها بمفرده بل يحتاج الى مجموعة بشرية تملك القوة لتواجهها، كذلك فان الكثير من الناس يعتبر ان هناك تغول على مداخيلهم المالية اينما كانوا ففي العمل والمشاريع ضرائب وفي المنزل زيادة في اسعار الكهرباء والماء وغيرها ، وفي الطرقات كاميرات مزروعة في كل مكان.

لذلك اصبح لدى المواطنين هواجس من شيء مجهول يجعلهم لا يقدمون على اية خطوات استثمارية بل هناك من يقدم القرابين لمسؤولين متنفذين لييسر أمورهم كما حصل مع بعض رجال الاعمال الفاسدين الذين الحقوا ضرراً بالاقتصاد الوطني، وهذه القرابين اثبات الطاعة والاستعطاف وجلب العون المساعدة والمساندة لعمل ما يحلو له ان يعمله متهرباً من الجمارك والضرائب وغيرها، حيث بعضهم جعل من المنازل مصانع.

فهل هذا هو المنهج الذي أصبح سائداً، ام اننا سندعم كل تاجر وصانع ومستثمر للحفاظ على مصالحه ومهنته وثباته العملي والمجتمعي لتحقيق المنفعة الاقتصادية بعيداً عن الحارس المخيف الذي يحقق الامن والاستقرار ، وفي لحظة مجهولة مطلوب منه الغاء القبض على ذلك التاجر والصانع وسجنه انه الخوف من المجهول وغير المنظور، وهذه دوافع تخيفهم من الاستمرارية بالعمل والاستثمار والانتاج.

اننا نبحث عن دوافع تثير لديهم الامال القوية وتبعد عنهم المخاوف، نبحث عن حماية المستثمر والتاجر والصانع وحتى لا تتسع هوة التضارب بالمصالح بين كلا الطرفين وحتى لا تكون مصلحة الدولة الجباية المالية لتشكل خطراً على منفعة مصالح المواطنين بل يجب ان يكون هناك انسجام في العمل وتراضي وتوازن واستقرار.
hashemmajali_56@yahoo.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/16 الساعة 11:39