اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

العام الجديد وشروط تحقيق الأمنيات

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/01 الساعة 23:22
الأمن,مدار الساعة,نعي,

نعيش هذه الأيام بداية عام جديد من أعمارنا، ومن عمر البشرية كلها، وهي مناسبة تكثر فيها الأماني، التي يفوت جُل أصحابها أن تحقيقها يوجب عليهم الأخذ بأسباب تحقيقها في واقع حياتهم، وهذه سنة من سنن الله التي وضعها للكون كله ولخلقه من البشر على وجه التحديد، لم يستثني منها أحداً، حتى أنبيائه ورسله عليهم أفضل الصلاة والتسليم. بل لحكمة جعل الله عزوجل من حياة أنبيائه ورسله نموذجاً للأخذ بالأسباب لتحقيق الأهداف ولترجمة الأماني، فالله القادر على كل شيء وأول ذلك نصر أنبيائه دون أن يعرضهم للابتلاء ولمشاق العمل لم يفعل ذلك، بل على العكس من ذلك جعل حيواتهم مليئة بالمشاق، وبالأخذ بالأسباب، ومراجعة بسيطة لسيرة أنبيائه ورسله،خاصة أهل العزم منهم وهم نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد عليهم السلام تؤكد ما ذهبنا إليه، من لا أحد من خلق الله مستثنى من شرط العمل والأخذ بالأسباب لتحقيق أمنياته، وأنه بمقدار الجهد والعمل تاتي النتائج، فمقدار ما يبذله الطالب من جهد في تلقيه لدروسه دون أن ينشغل فكره عنها بأشياء اخرى تكون نتيجته وترتيبه بين سائر الطلبة، فالمنهاج واحد والكتاب واحد والمعلم واحد،لكن الطلاب يختلفون في ما يبذله الواحد منهم من جهدً وأخذ بالأسباب يختلف فيه عن سائر أقرانه لذلك قال الشاعر :

على قدر أهل العزم تأتي العزائم
وتاتي على قدر الكرام المكارم

والمتنبي صاحب بيت أهل العزم هو نفسه القائل :

وما نيل المطالب بالتمني
ولكن تؤخذ الدنيا غلابا

وما استعصى على قوم منال
إذا الأقدام كان لهم ركابا

وهي أبيات من الشعر قالها شاعر طموح بذل في سبيل تحقيق طموحه وأمانيه جهداً كبيراً

ومثلما أن تحقيق الأمنيات يحتاج إلى العمل والأخذ بالأسباب، فإن للعمل المؤدي إلى النتائج المحقق للأمنيات شروطه أيضاً، وأولها أن يبدأ المرء بنفسه فيبذل جهده، ويأخذ بأسباب النجاح وتحقيق الأماني دون أن يركن إلى حسب أو نسب، ودون أن يركن إلى إرث أو واسطة، فقد عرفنا نماذج كثيرة ترك لها أبائها أموالاً طائلة وسمعة طيبة فهدرت هذه وأساءت لتلك فصارت من "همل" الناس عندما لم تأخذ بأسباب الحفاظ على مالها وسمعتها.

ومثلما يحتاج العمل إلى أن يبدأ المرء بنفسه فيحضها على الأخذ بأسباب النجاح في العمل، فإن العمل يحتاج إلى روح الجماعة والتعاون، فلا أحد ينجح لوحده، فالمرء ابن بيئته ومحيطه وجماعته، وهذه كلها من أسباب رفعته وتقدمه، فليسعى إلى أن تكون كلها من عوامل النجاح والتقدم ليضمن لنفسه نجاحها وتقدمها.

وبعد فمع بداية العام الجديد، ومع تبادلنا للتهاني والأمنيات فليذكر أحدنا نفسه ومن يحيط به بأسباب تحقيق الأمنيات وشروط ذلك، لعل عامنا الجديد يكون عام عمل مخلص في سبيل نجاحنا الذاتي ونجاحنا الوطني وكل عام والجميع بخير. الرأي

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2019/01/01 الساعة 23:22