اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

تهميش اختياري

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/12 الساعة 00:39
مدار الساعة,المملكة الأردنية الهاشمية,الأردن,الموظفين,نعي,

رداً على السؤال الذي طرحه البرنامج الإذاعي "رأيك مهم"، الذي يقدمه من إذاعة المملكة الأردنية الهاشمية الزميل جهاد المومني، والذي جاء فيه لماذا يغيب رجال الدولة عن المشهد الوطني ويمارسون الحياد السلبي فلاهم من الموالاة ولاهم من المعارضة، هل همشوا أنفسهم أم جرى تهميشهم؟ تسألت في المقال السابق عن مفهوم رجل الدولة، وقلت أن الفرق بينه وبين الموظف، أن رجل الدولة يمتلك رؤية ومشروع، وأنه صاحب امتداد شعبي مؤثر وهو صنف من الرجال صار نادراً في بلدنا، لأن أطر إعداد وتأهيل وفرز القادة ورجال الدولة في الأردن ضعفت وتراجعت إلى درجة التلاشي، وهو الأمر الذي أفقرنا بدرجة كبيرة إلى رجال الدولة، فصار لدينا موظفين كبار بلا رؤية، أما مشروعهم فهو مشروع فردي، ينحصر في الوصول إلى المنصب والبقاء فيه لأطول مدة ممكنة، وحصد أكبر قدر من منافعه باعتباره موقع تشريف لا تكليف، وحتى يبقى أحدهم في موقعه محتفظاً بمكاسبه المادية، لم يكن لدى الكثيرين منهم مانعاً من التنازل في سبيل ذلك عن الكثير من صلاحيات منصبه وغير صلاحيات هذا المنصب من تنازلات يقتضيها بقاءه في منصبه، خاصة إذا كان وصوله إلى هذا المنصب لم يكن بسبب كفاءة أو بسبب صفة تمثيلية، ولذلك فإن من الطبيعي جداً أن يغيب هذا الصنف من الموظفين فور مغادرتهم لمواقعهم الوظيفية عن المشهد الوطني، وأن يقف على الرصيف وعلى مقاعد المتفرجين فلاهم من الموالاه ولاهم من المعارضة، فقد اكتفوا بتحقيق مشروعهم الشخصي بإشغال المنصب الحكومي، ولا علاقة لهم بعد ذلكبشيء وهذا هو بداية التهميش.

وعلى ذكر التهميش نستطيع القول رداً على سؤال الزميل جهاد المومني: أنه لا أحد يستطيع تهميش أحد إذا لم يختر هو تهميش نفسه، بل أنني استطيع القول أن رجل الدولة صاحب الرؤية والمشروع يمكنه أن يكون أكثر حضوراً وتأثيراً في الأحداث وهو خارج المنصب، أكثر مما هو عليه وهو داخل المنصب في كثير من الأحيان، لأنه خارج المنصب يكون متحرراً من قيود الوظيفة العامة وحساسية حساباتها، مما يعطيه مجالاً أوسع في حرية إبداء الرأي، مثلما يكون أكثر قدرة على المشاركة والنشاط والعطاء والتعبير عن نفسه وإيصال صوته ورأيه ،فلدى صاحب الرؤية والمشروع طرق كثيرة للتعبير عن رؤيته ومشروعه ورأيه، بما يجري حوله من أحداث،كالبيان والندوة والمحاضرة، كان ذلك في السابق فمابالك في عصر ثورة الاتصالات وعالم وسائل التواصل الاجتماعي الذي نعيش فيه، والتي لم تبقي لأحد حجة في عدم القدرة على إيصال رأيه ورؤيته، والدفاع عن موقفه ومشروعه، وكسر أية محاولة لتهميشه، مما يعني باختصار شديد أن بعض من يصنفون رجال دولة هم الذين اختاروا تهميش أنفسهم استجابة لحسابات ربح وخسارة شخصية وضيقه، ولأنهم غير قادرين على دفع تكاليف المشاركة في الحياة العامة، والتعبير عن مواقفهم بصراحة أو ربما لأن الوطن لا يعني لبعضهم إلا أنه مجرد جواز سفر وراتب تقاعدي. الرأي

Bilal.tall@yahoo.com

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/12 الساعة 00:39