اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الأردن المأزوم بالتوزير

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/07 الساعة 00:15
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

التوزير في الأردن كان دائما من الأحجيات حتى الوزراء أنفسهم كثيرا ما يجيبون بأنهم لا يعرفون كيف ولماذا تم اختيارهم، ومن الطريف أن هذا الحال استمر على نفس الوتيرة بعد التحول الديمقراطي. فتحرير الحياة السياسية بعد 89 لم يغير شيئا في طريقة تشكيل الحكومات واختيار الوزراء، وفي مرات محدودة كانت الآلية واضحة لجزء من الفريق مثلا حين أخذ مضر بدران في البرلمان الحادي عشر عددا من كتلة الاخوان المسلمين وطاهر المصري في الحكومة التالية عددا من كتلة التجمع الديمقراطي أي جزئيا بنفس الطريقة المعتمدة في الديمقراطيات حيث يتم التنسيب بالوزراء من كتل وائتلافات برلمانية حزبية.
واقع حال النيابة والحياة السياسية عندنا يديم الآلية الغامضة والملتبسة والمواربة لاختيار الوزراء بما يثير كثيرا من البلبلة والإشاعات فالعملية برمتها شخصية وغير سياسية يراعى فيها نوع شكلي من التمثيل الديمغرافي، وحتى هذا غالبا ما يثير احتجاجات وتظلمات. ولا شك أن الكفاءة هي أحد المعايير للوزارات الفنية لكن الكفاءات موجودة بالمئات فكيف يتقرر الاختيار؟ هنا تعود الشللية والمحسوبية وحتى الفرص العابرة والظرفية. لكن منهج تدوير المناصب عموما كان سمة من سمات الحياة السياسية الأردنية تتجسد في التغيير المتواتر للحكومات، وهي سمة – يجب القول – لعبت دورا إيجابيا لخلق الرضى وتدوير الزوايا وحفظ اللحمة الداخلية وامتصاص الاحتقانات وادامة الشعور أن كعكعة السلطة ليست مغلقة على مجموعة أو فئة بل أن الفرص موجودة ومتجددة للجميع حتى بدون ديمقراطية. وكان المظهر الرئيس للمعارضة السياسية الأردنية قبل التحول الديمقراطي (غير الأحزاب العقائدية العاملة تحت الأرض) هو تحلق الطامحين شلليا حول رؤساء وزارات محتملين للاطاحة بالموجودين لتجديد الفرص، وهي كانت آلية فعالة وناجحة.
من العجيب ان الظاهرة بتفاصيلها استمرت بعد التحول الديمقراطي وتعمقت بعد الفصل التام بين الوزارة والنيابة. والجديد أن السؤال عن معنى التوزير وارتباطات الأسماء وخلفياتها بات علنيا وصاخبا وتنتشر التخمينات والإشاعات دون قيد كالنار في الهشيم خصوصا مع ظهور وسائل التواصل الاجتماعي وهو ما قاد باستمرار إلى تسميم المناخ العام وسيادة جو الاحباط فكل الفرضيات موجودة.. قرابة، نسب، شلة، جيرة بيت، صحبة نسوان، مصالح ، رفقة سفر. والحق أن بقاء هذه الأحجية بعد ربع قرن من التحول الديمقراطي هو ظاهرة أردنية قد لا نجد نظيرا لها. وفي هذا المناخ ليس كثيرا ان يفلت من نائب رئيس الوزراء السابق د. ممدوح العبادي ما قاله عن التوزير مع أنه لم يقصد المعنى الحرفي لتعبير "من الشارع"، بل كان القصد الإتيان بوزراء كيفما اتفق. لكن المثال الذي ضربه عن وزراء من المشاركين بالمظاهرات كان خطأ فادحا. والمفارقة أن د.العبادي لم يكن محسوبا ابدا على النخبة المخملية بل على الوسط الشعبي والنقابي وله تاريخ حافل بالنزول للشارع! لكنه تحدث بطريقته وعلى سجيته، ومأخوذا بالمناكفات التي طالت توزير أنسباء له. هي غلطة الشاطر لكن رب ضارة نافعة فقد أعادت تسليط الضوء بحدة على موضوع آلية التوزير وتشكيل الفريق الوزاري.
الاستنتاج السريع بلا لف ولا دوران ان الآلية القائمة باتت مستهلكة ورثة وعقيمة، لكن مع الأسف لا بديل لها إلا التحول إلى الحكومات المنتخبة برلمانيا وهذه هي قضية الإصلاح السياسي الذي يقف على الباب منذ عقد ونيف ويستحي أن يطل علينا!

الغد

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/12/07 الساعة 00:15