اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الطراونة يكتب: من يكسر الإطار..

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/28 الساعة 20:41
مدار الساعة,صورة,

بقلم د. عيسى الطراونة

بعد محاضرة طويلة عن أهمية التعليم، ثمة سؤال ختامي لدعم الموضوع وبث الأمل بين الحضور "من منكم يشاركنا الفوائد التي حققها من شهادته الجامعية؟" ..

أطبق الصمت على الجميع لدرجة أني بدأت اسمع دقات عقارب الساعة، وفجأة رفع أحدهم يده متحدثا فقال : ما أحزنني حال شهادتي التي قضيت لأجلها أربع سنوات.. وأصابني الألم أن تكون في درج مغلق مدة سبع سنوات عجاف، فقررت أن أقوم بوضعها داخل إطار ذهبي وتعليقها على الجدار لعلي أحظى بسبع سنوات سمان أملا وتفاؤلا، وفعلا للمرة الأولى تسبق أفعالي أقوالي، وعند العودة بها من المحل وهي مغلفة بورق التغليف، وضعتها بغرفة الجلوس ودخلت غرفتي لأستريح قليلا، وفي هذه الأثناء قامت والدتي بحملها اعتقادا منها أنها هي الهدية ذاتها التي طلبتها من شقيقي لتذهب بها إلى جارتنا التي سكنت منزلها الجديد، فما كان من الجارة التي كانت في قمة الذوق إلا أن تقبل الهدية وإن كانت بالنسبة لها عديمة الجدوى حفاظا على مشاعر والدتي ومبررة لنفسها بأن الهدية في رمزيتها وان عملية التدوير حتما ستكون عليها سهلة فما عليها إلا أن تقوم بإخراج الشهادة من داخل الإطار لتضع مكانها صورة والدها المتوفى، فقدر إطارنا هذا أن يضم الأموات في كل مرة....

عادت أمي وهي تحمد الله الذي قدّرها على أن تقوم بالواجب تجاه الجارة، وانا أيضاً حمدت الله على أمرين، أولهما: أن شهادتي حققت لي نفعا ماليا ولأول مرة اقترب من سقف العشرة دنانير وهي القيمة التي كانت مرصودة للهدية. وثانيهما: كسب رضا والدتي فلن أكون أقل ذوقا من جارتنا التي صمتت أمام فعلتها وكأن شيئا لم يكن، والآن من يرغب من الحضور بالإطار يبعث لي باسمه ورقم هاتفه، وخدمة التوصيل مجانية....

خرج المحاضر وهو يتمتم من يكسر الإطار لتخرج الشهادات إلى سوق العمل؟!!!.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/11/28 الساعة 20:41