اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

أفضل هدية من حكومة الرزاز

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/22 الساعة 00:53
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

قال لي احد الشباب في قرية نائية بالجنوب : «الفساد بخير» لا يستطيع احد ان يعكر صفوه ولا ان يقض مضجعه، وحين سألته مازحا : وهل كان الفساد يعاني من وعكة صحية؟ قال لي: ربما ولكنه تعافى وربما امتص من دمنا ما يحب ليستكمل عافيته خارج الوطن...
فهمت بالطبع اشارة الشاب كما فهمت احساسه بالقهر من ترددنا وتباطؤنا في فتح ملفات الفساد، قلت: هل يعقل ان تمضي كل هذه السنوات دون ان نفلح في القبض على عشرة فاسدين كبار لندفعهم الى القفص ونطمئن الناس بأننا جادون حقا في مواجهة الفساد الذي اصحبت رائحته تزكم الانوف.
قلت ايضا: هل عجزت اجهزتنا المشهود لها بالكفاءة في معرفة كل شيء ان تقبض على هؤلاء الحيتان الذين نهبوا اموالنا وسمموا حياتنا واحتشدوا لمواجهة اي صوت يدعو الى الاصلاح لان هذا الصوت وان كان خافتا سيكشف للناس ما ارتكبوه من اخطاء بحق البلد ومستقبله.
لا شيء يبعث على الخيبة اكثر من اهمال هذا الملف، او من الاستهانة بأصوات الناس التي بُحّت وهي تطالب بفتحه، ولا شيء يدفع المواطن الاردني الى اليأس من الاصلاح والشك في كل وعوده اكثر من المماطلة في تقديم « الحيتان» الى العدالة.. واشهار قضاياهم امام الرأي العام.
لماذا نتباطأ في مواجهة الفساد ومحاكمة رموزه ؟ بعضهم يرى ان الفساد في بلادنا من فصيلة النوع «الانطباعي» لا الحقيقي او انه «وهم « متخيل في اذهان الناس لا «طبع» استشرى في الافراد والمؤسسات، اخرون يرون ان وراء التأخير والمماطلة اسرارا يخشى من كشفها ومخاوفها تؤثر على سمعة البلد في الخارج.
في المقابل، يعتقد الناس ان كل هذه المبررات غير صحيحة وان التغطية على الفساد لا يفهم منها الا حقيقة واحدة وهي ان ارادة الاصلاح ما تزال غير موجودة ولو توفرت حقا لتركنا للقضاء النظر في قضايا الفساد والبت فيها بعيدا عن هذا النقاش الطويل الذي لم يثمر ولنا –بالطبع- تجربة في ذلك .
هل ستنجح الدولة في معركتها ضد الفاسدين، وهل سيقتنع الاردنيون بأن ساعة «التطهير» دقت فعلاً وبأن عقاربها ستدور بلا تلكؤ وبلا استثناءات؟ حتى الآن ما زلنا نقف على عتبة «الدار» بانتظار الدخول الى الغرف «المغلقة» التي خرجت منها روائح الفساد، وما زلنا نقف على منصة «الشارع» لمعرفة من يقف على الدور ومن هو التالي: بالاسماء وليس بمجرد الاشارات، وما زلنا للاسف امام جرأة غير طبيعية يمارسها بعض «المطلوبين» في الذين استمرأوا الفساد ولم يتوقفوا عنه بعد.
مقابل التردد الرسمي في التعامل مع الفاسدين بجدية ثمة تصاعد واضح في الشارع تجاه الاسراع في فتح ملفات وثمة غضب من المماطلة في ذلك واكاد اجزم بان كل حديث سياسي بين اردنيين لا يخلو من قصص عن الفساد لدرجة ان احدنا اصبح يظن ان معظم المسؤولين فاسدون وقد يكون هذا غير صحيح بالمطلق لكنه مؤشر على ان الشعب اصبح يعتبر الفساد عدوّه الاول وعلى ان المرور الى الاصلاح لن يكون مقنعا اذا لم يتوقف امام محطة الفساد ويخرج منها منتصرا وهذا ما يفترض ان نفكر به جديا قبل ان يفقد الناس ثقتهم بما يقدم لهم من وعود.
اكيد، لن تتردد «ميليشيات» الفساد عن استخدام كل ما تملكه من اسلحة وربما «متفجرات» سياسية واجتماعية واقتصادية للدفاع عن نفسها، وضمان «استثنائها» من الوقوف امام العدالة، لكن من واجب الدولة ان تواجه كل ذلك بجرأة وحزم وشجاعة، اذا ارادت حقاً ان تستعيد هيبتها، وان تستجيب لمطالب الناس واشواقهم، وان تطوي صفحة «سوداء» من تاريخنا.
افضل هدية يمكن ان تققدمها حكومة الرزاز للاردنيين هي رؤية رؤوس فساد كبيرة تقف وراء قضبان محكمة.. فهل تفعلها؟ نتمنى ذلك.
الدستور

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/22 الساعة 00:53