لماذا السعودية ؟

د. محمد كامل القرعان

لا شك ان ما تتعرض له الشقيقة المملكة السعودية اليوم من حملات وادعاءات ومزاعم ممنهجة ومبرمجة ومقصودة للنيل من مكانة دولة لها بعدها الاسلامي والعربي والانساني.

إن النيل من المملكة العربية السعودية في هذا الوقت له دوافعه واسبابه واغراضه ولا بد من أصوات عربية ودولية حول العالم تقف في وجه هذه الحملة الشرسة بداعي الحرية وصون كلمة التعبير.

اين مواقف هذه الدول من نزيف الدم الجاري في فلسطين واغتصاب حقوق الشعب الفلسطيني لصالح دولة الاحتلال والاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل ؟ وأين انتم من تدمير سوريا والعراق والحرب الدائرة هنا وهناك ؟ اين ضمائركم وقلوبكم وعقولكم حينما قتل الالاف من البشر خاصة العرب بحروبكم وصفقاتكم؟ نحن نثق بنزاهة صوت الحق والكلمة في الشقيقة السعودية ونؤمن بانه ليس من المعقول المبادرة بالتهديد والوعيد بشتى الطرق دون وجود أي دليل ملموس على تورط السعودية باختفاء الصحفي جمال الخاشقجي.

لا بد من ترجيح العقل والتحلي بالصبر والتروي لحين بيان الحقيقة بدلا من القاء الشائعات والاتهامات جزافا لتحقيق مارب ومطامع وصفقات وأجندات لا علاقة لها باختفاء الخاشقجي.

الحملة الإعلامية والدعائية بشكل غير مسبوق التي تتعرض لها المملكة العربية السعودية على خلفية اختفاء المواطن السعودي جمال خاشقجي في تركيا لها مطامعها واهدافها وقد ظهرت جليا حينما تداعت كل العواصم الاوروبية بما فيها امريكا لمعاقبة الشقيقة السعودية. ونحن هنا نؤمن بضرورة اثبات الحقيقة وضد انتهاك حرية الصحفيين ، وان ما يتم تداوله في وسائل الإعلام على المستويين العربي والدولي هو يعد بدون دليل اتهامات وادعاءات فقط لا دليل مثبت فيها ولا تستند إلى حقائق وهدفها الوحيد هو النيل من سمعة السعودية ومكانتها الكبيرة والإساءة لمواقفها العالمية والتاريخية وحضورها كقوة اقتصادية ومالية على مستوى العالم ودورها في النمو الاقليمي مهما جدا ومساعدتها لخزائن ومشاريع الدول العربية .

وهنا ينبغي على وسائل الاعلام انتهاج طريق الحقيقة والاستناد على الادلة ونقل المعلومة بعيدا عن أي تضليل وتشويه للحقيقة والالتزام بالمهنية والثوابت والمبادئ ومواثيق الشرف الصحفية وعدم الانحياز لطرف على حساب اخر.

ان دور الاعلام يستلزم الحياد والابتعاد عن تغيير الوقائع وتزيف الحقائق لأي اهداف واجندات كانت. وللسعودية سياسة واضحة ومواقف ثابته تجاه القضايا العربية والعالمية ودورها في القضاء على البؤر الارهابية في المنطقة والدول الراعية للارهاب والتطرف وتحقيق الاستقرار والامن الدوليين.

كما ان السعودية ومن باب حسن النوايا بادرت ووافقت على تشكيل لجنة تحقيق مشتركة مع الجانب التركي لكشف ملابسات القضية بكل شفافية وابدت حرصها على كشف الحقيقة فيما يتعلق بقضة اختفاء الصحفي السعودي خاشقجي.