اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

الكرامـــة

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/14 الساعة 19:13
مدار الساعة,منح,

مدار الساعة - كتب: الصحفي علي فريحات

قال تعالى :”وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَىٰ كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا”…صدق الله العظيم .

خلق الله سبحانه وتعالى الإنسان في أحسن تقويم وصوّره أجمل تصوير وكرّمه أكمل تكريم فشرّفه بالعلم والعمل ولقبه بأشرف الخلائق في الأرض خليفةً له على الأرض.

صون الكرامة شيء مقدس في حياة الإنسان لانها قيمة تولد معه وهي مسألة مهمة يجب المحافظة عليها وان التفريط بها يعني التخلي عن الأخلاق والشرف لأن الشرف والسمعة الطيبة كبيرة وقيمة مضافة للإنسان لأنها رمز عزة النفس والشموخ والطهارة والنظافة .

ان الكرامة الإنسانية كما ينص عليه الإسلام هي حقٌّ مشاعٌ يتمتع به الجميعُ من دون استثناء وتقييد فلا يجوز لأحدٍ أن ينتهك كرامته ويخرق شرفه ومكانته ولا يمتلك او يجـرده مـن كرامتـه التي أودعها إياه وجعلها من فطرته .

الكرامة اﻹنسانية قيمة تولد مع اﻹنسان وتتنامى عند من يحترمون أنفسهم و لا يغيرها منصب أو مال أو جاه أو سلطة فكرامة الناس واحدة للفقير والغني أو للمسؤول والعامل أو للكبير والصغير على السواء لأن حضور الكرامة شيء جوهري دائما لانها تمنحنا المعنى والقيمة واسترداد الحقوق والثقة النفس وغيابها يجرد الانسان من أي مدلول وقيمة وممارسة الوان النفاق لانها جزء من المنافع الضيقة البعيدة عن المصلحة العامة أي بمعنى ان حضور الكرامة أمر أساسي يعبر عن الحرية والمشاركة والعدالــة .

الكرامة فطرية لا تجميل فيها لانها منظومة لا تتجزأ بل تنتزع ﻷنها حق ولا يجوز إستغلال فقر واستثمار ظروف الناس لتدنيس كراماتهم على سبيل منحهم أموال محدودة لقاء عيشهم الكريم .

لذلك اصبح مطلوب المحافظة على كرامة الناس لان احترام النفس وعدم التنازل عن الكرامة أمر في غاية الأهمية يجعلك دائما رافعا راسك لان من يتنازل عن كرامته يتنازل عن شرفه وأرضه وأهله وناسه .

هناك حاجة ملحة لتربية ابنائنا وتنشئتهم تنشئة سليمة من اجل خلق جيل واعي لكرامته وحقوقه فمن يتربى على الكرامة في الصغر لا يرضى أن يذل او يهان في الكبر لان كرامته الإنسانية تقتضي أن يطالب بحقوقه وان يرفض الظلم الواقع عليه من مبدأ “نموت من اجل كرامتنا ” .

هناك فئات لا تعنيها الكرامة وهي آخــر شيء بالنسبة لهم لأنهم يلهثون وراء مصالحهم على حساب كرامتهم ولا يفكرون بمن حولهم يتمتعون بالأنانية ودائما يمتازون بالرخص وفاقد الكرامة شخص لا موقف له وشخصيته منتزعة ومهدورة .

ان الوقوف في وجه الظلم “كرامة” وعدم المساومة بالحقوق “كرامة” وان الوقوف الى جانب الذين يتعرضون الى ظلم وظيفي “كرامة” وان محاربة الفساد “كرامة” وان الدفاع عن الوطن ومكتسباته “كرامة”وان احترام الاهل “كرامة” وان المساومة على حقوقهم انتقاص وجريمة يتذكرها التاريخ لانها ترسخ الكراهية وفقدان الثقة من قبل أناس منافقين كراماتهم مهدورة وشهاداتهم مجروحــة لأن قدوم عام جديد لا يمحو عار عام مضى والمآسي لا تحجبها ستائر النسيان عن شمس الواقع .

يتوجب علينا ان لا نستسلم لأي موضوع يمس الكرامة لانه من الاحوج ان نتذكر دائما اننا مكرمون بذاتنا من خالقنا “الا يكفي ذلك”..؟؟

فلا تتنازل عن كرامتك مهما كلف الثمن لان كرامتك إحياء لك وعزة نفس وعنوان الإنسانية.

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/14 الساعة 19:13