خاشقجي .. أزمة تتجه للتدويل

مدار الساعة - بقلم : المحامي بشير المومني

ربما اصبحت الامور الآن اكثر وضوحا فالشقيقة السعودية باتت تخسر المعركة الاعلامية العالمية في قضية الخاشقجي وتم نقل الصراع في هذا الملف من المستوى التحقيقي في حالة جنائية يفترض فيها انها مغلقة لمصلحة التحقيق الى ملف اعلامي تحريضي ومن ثم رفع مستوى الملف في الاربع والعشرين ساعة الماضية الى ملف سياسي..

مظاهر تشكيل جبهة دولية معادية للعربية السعودية باتت واضحة وضوح الشمس ومن لا يراها فهو اعمى والمؤامرة تهدف الى اصطناع أزمة يتم فيها تدويل القضية ورفع يد الجانبين التركي والسعودي عن التحقيق في اختفاء الرجل أما على مستوى الرأي العام الشعبي في الدول المعنية بالملف فلا زال التهريج الاعلامي سيد الموقف ويهدف الى تعميق الازمة بين شعوب العالم العربي تحديدا وتجذير الانقسام الخليجي في وقت نحن فيه في أمس الحاجة للوحدة والتعاضد والتكاتف في مواجهة تحديات المنطقة والاقليم ..

إغراق العربية السعودية في مستنقع التدويل يهدف بكل وضوح الى ابتزازها سياسيا واقتصاديا وتفكيك وضرب منظومتها السيادية والحد من تأثيرها ونفوذها في المنطقة بالتزامن مع مواجهات حاسمة بات قاب قوسين او أدنى في الملف الايراني وملف صفقة القرن والازمة اليمنية ومشاريع اعادة الاعمار في سوريا والعراق والمطلوب تنحية الشقيقة الكبرى عن جزء مهم من هذه الملفات وابتزازها في ملف التسليح العسكري واضعاف قدراتها الدفاعية في مواجهة المخاطر الاستراتيجية المحتملة وتقويض النطاقات الحيوية لامنها القومي ..

العربية السعودية اليوم تحت الضغط وتتعرض لمؤامرة كبرى سيكون لها عواقب وخيمة على المنطقة وسيتأثر الاردن بكل تأكيد نتيجة هذه التداعيات وفي القراءات الاستراتيجية فإن الاتجاهات الجيوسياسية والديمغرافية والاقتصادية تشي بما هو أكثر من ذلك فبعد الانتهاء من ربيع الجمهوريات العربي يجري التحضير لربيع الملكيات العربي وجميع المؤشرات والقراءات تفيد بأن البداية من الاردن باتجاه الجنوب فالفوضى لدينا لا سمح الله ان وقعت ستسمح بتمدد واختراق ايراني لنقطة ارتكاز المنطقة الامنية وستضع السعودية بكل تأكيد بين فكي الكماشة وهذا يستدعي مراجعة فورية لتقييم المواقف الاردنية السعودية المشتركة ..

في ظل التحرك الغربي ومحاولات افتعال ازمة ومن ثم تدويلها ولا نستبعد خلال اسابيع او اقل وصولها لمجلس الامن الدولي من المستغرب تماما ان لا نجد موقفا للجامعة العربية او منظمة المؤتمر الاسلامي لكبح جماح التطورات السلبية على المشهد ولجم حالة الابتزاز الدولي لدولة عربية مسلمة مؤثرة وذات ثقل وازن في المشهد الدولي فاليوم على الدول العربية من خلال جامعتها التحرك فورا لاعادة الحالة لوضعها الطبيعي باعتبارها قضية جنائية لا اكثر تدور حول اختفاء مواطن سعودي على الاراضي التركية بحاجة الى تحقيق شرطي جنائي بعيدا عن خزعبلات الاعلام وملفات الابتزاز السياسي ..