اخبار الاردن اقتصاديات دوليات جامعات وفيات برلمانيات احزاب وظائف للاردنيين رياضة أسرار و مجالس مقالات مختارة مقالات تبليغات قضائية مناسبات جاهات واعراس مجتمع دين اخبار خفيفة ثقافة سياحة الأسرة كاريكاتير رفوف المكتبات طقس اليوم

عبنده يكتب: رِقعة الشطرنج عصيّة على التغيير

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/10 الساعة 18:29
مدار الساعة,اخبار مدار الساعة,وكالة مدار الساعة الاخبارية,اخبار الاردن,عرب,شبابية,اقتصاد,بانوراما,رياضة,اردنيات,البرلمان,صورة,وسائط,أخبار,أعمال,ثقافة,معلومات,إسلامي,إنترنت,إسلام,عناوين,نساء,المسلمون,الدين,الأتراك,العثمانيون,الأردن,الاردن,اردن,الملك,شباب,الملكة,ولي العهد,news,arabic,local,jordan,king abdulla,queen rania,israel,Middle east,vote,Archive,مذكرات,مذكرة,تبليغ,تبليغات,كشوف,اسماء,المقبولين,المفصولين,المرشحين,المترشحين,الناخبين,قوائم,قائمة,المبتعثين,المنح,القروض,اقساط,سلف,منح,قروض,الفائزين,انذارات,انذار,اخطارات,اخطار,المعتقلين,الوفيات,نعي,يعني,وفيات,وفاة,مقتل,حادث,حوادث,دهس,المسعفين,نقيب,نقابة,رئيس,وزير,امين عام,الموظفين,موظفو,منتسبي,المنتسبين,المتقاعدين,العسكريين,ضباط,القوات المسلحة,الجيش العربي,الامن العام,الدرك,المخابرات,المحكومين,المتهمين,العفو العام,محكمة,محاكم,محاكمات,المحاكمات,محاكمة,قضاة,القضاة,التنفيذ القضائي,وزارة العدل,قصر العدل,كاتب العدل,اعلانات,اعلان,اعلانات مبوبة,اعلانات نعي,جلسة,جلسات,تعديل,تعديلات,قانون,قوانين,الجريدة الرسمية,نتائج,الشامل,التوجيهي,توجيهي,نتائج التوجيهي,رديات,ضريبة الدخل,رديات الضريبة,السياحة في الاردن,السياحة في الأردن,معالم سياحية في الأردن,معالم سياحية في الاردن,الاردن التاريخ والحضارة,الأردن التاريخ والحضارة,أخبار الأردن,اخبار الاردن,المواقع الأثرية في الاردن,المواقع الأثرية في الأردن,الطقس في الاردن,الطقس في الأردن,الأحوال الجوية في الأردن,الأحوال الجوية في الاردن,الأردن المساحة والموقع الجغرافي,الاردن المساحة والموقع الجغرافي,جامعات الاردن,جامعات الأردن

بقلم - عمر عبنده *

اشتقت إلى رقعة الشّطرنج، فقد كانت ذات زمان محط اهتمامي وتسليتي التي لا أستغني عنها ، بفضلها تعلمت الصبر ، والمناورة وقبول الخسارة بطيب خاطر واستيعاب الاستسلام كي أبدأ من جديد .

كان لدي كُتباً ومجلات لتعلّم فنون اللُعبة وعدةِ رقع ، لكن لم يكن عندي دائماً سوى أحجار شطرنج واحدة ، نصفها أسود ونصفها أبيض ، اللونان النقيضان.

وفي لحظة حنين غامرة انتفضت واقفاً لأبحث عن أحدى رقعي الشّطرنجية في أركان البيت كي أستعيد ذكرياتي معها ، وبعد جهد غير يسير عثرت على إحداها في مكتبي التي رحلت كُتُبها إلى ثلاث جامعات أردنية ، وتحوّلت مكتبتي غصباً عني إلى خزانة تضم على أرففها عشرات الأحذية .

نفضت بقايا غبار عالق على الرقعة اسودت منه أطراف أصابعي ، وضعتها أمامي وصففت عليها أحجارها السوداءَ والبيضاءَ وتفحصتها جلياً بفرحٍ لا يعادله فرحْ وأنا أستعيد ذكريات انتصاراتي فيها متجاهلاً ذكريات خسائري وشخوص من كانوا يفوزون عليّ حتى أنني كنت أحياناً ألعب مع نفسي وأغلبها ، بعد عدة نقلات للأحجار.

تحسرت كثيراً على تلك الأيام وعلى تلك اللعبة المهجورة الآن رغم أن فكرتها متغلغلة في مناحٍ كثيرة من الحياة ، حيث أصبح الكثير من خلق الله أحجار رقعة شطرنج تتلاعب بهم أيدٍ لا تتقي الله ولاترعوي في أفعالها وغيّها.

ولأن خيالي واسع فضفاض لا يقف عند حدود المستحيل ، أخذت أُفكّر بإجراء تعديلات على اللعبة فأطلقت على بيادقها الثمانية ، أسماءً جديدةً ، فأسميت الأول الزراعي والثاني الصناعي والثالث الكهربائي والرابع التجاري والخامس السياسي والسادس الاجتماعي والسابع الأمني والثامن (حسين الدَّوّار) وحسين الدوار هذا تسمية كنا ونحن صغاراً نطلقها على أحدنا عندما نريد أن نلعب لعبة كرة القدم مثلاً ، ويكون عددنا فردياً فننقسم إلى فريقين متساويين ونسمي الزائد عن الفريقين بالدَّوّار حيث كان يلعب شوطاً مع الفريق الأول وشوطاً مع الفريق الثاني .

طبعاً لا أدري من أين جاءت هذه التسمية ولكن ما أكثر ممن يلعبون في أيامنا هذه مع كلا الفريقين حتى وأن اختلفا في المشارب والمآرب ، أما باقي الأحجار فأبقيت مسمّياتها كما هي ، وهي القلعة والحصان والفيل والوزير والشاه لأن أدوارها عظيمة في اللعبة ، وعليها تتوقف فرص الربح والخسارة وبها يكون الفوز أو الهزيمة.

أعجبتني التسمية الجديدة للبيادق فبدأت ألعب مع نفسي معلقاً على المسميات الجديدة آمالاً كبيرة ومتوهماً بأنها إبداع سيكون له شأن عظيم في عالم اللعبة عندما أنشر فكرتها.

ولأن البيادق البيض كانت لي فبدأت النقلة الأولى " بالبيدق السياسي " فتحرك أمامه بيدق أسود هو البيدق الأمني حسب تسميتها الجديدة فشل حركته ، حاولت المناورة ونقلت الحصان لحمايته فواجهني الأسود بحركة الوزير الذي له الحق في التحرك في كل الاتجاهات وليأكل كل من يعترض طريقه أفقياً وعمودياً وقطرياً ، حركت قلعتي فتصدى لها الوزير أيضاً ، حركت حصاني الثاني فتصدى له الفيل الأسود ، فقلت في نفسي لِمَ لا أناور ببيادقي ، وأُجري مناقلات بين مربعات وخانات الرقعة عَلّي أجد ثغرةً أنفذ منها إلى ديار الخصم الأسود ، وفعلاً نقلت "الصناعي" إلى خانة "السياسي" الذي أطاح به "الأمني" الأسود والزراعي إلى خانة الكهربائي الذي أطاح به الفيل الأسود ، والتجاري محل الاجتماعي وهكذا ، لكني في كل خطوة أخطوها كان الخصم يأتي على كل أحجاري ، وأكثر ما أحزنني أن القلعة السوداء أطاحت "بالدَّوّار".

فشلت فذلكتي ، لأن رقعة الشطرنج وأحجارها ستظل عصية على أمثالي وستظل تتنقل عليها البيادق من خانة إلى أخرى بفعل فاعل دون حول منها ولا قوة وستبقى الأمور على ما هي عليه .. الرقعة هي الرقعة والأحجار هي الأدوات.

* إعلامي

مدار الساعة: وكالة اخبارية مساحتها الكلمة الصادقة
مدار الساعة ـ نشر في 2018/10/10 الساعة 18:29